علاج للسرطان: اكتشاف تقنية جديدة قاتلة للخلايا قد تكون أفضل من المعالجة الكيميائية


تُستخدَم كل من تقنيات المعالجة الكيميائية والإشعاعية والمناعية عادةً في معالجة السرطان، لكنّها غير فعالة على جميع مرضى السرطان، أما في دراسة حديثة اكتشف علماء تقنية قاتلة للخلايا السرطانية قد تكون أكثر فعالية من طرق علاج السرطان التقليدية.

إذ يكشف باحثون علميّون كيف أدت تقنية تدعى موت الخلية المعتمد على الكاسباس (caspase-independent cell death) -أو اختصارًا (CICD)- بشكل متكرر إلى الاستئصال الكامل لخلايا الورم القولوني المستقيمي، وهو ما لا يحدث عادةً باستخدام طرق المعالجة الحالية للسرطان.

ونشر د.ستيفين تايت (Stephen Tait) المؤلف المشارك للدراسة وزملاؤه من معهد (UK Beatson) لأبحاث السرطان التابع لجامعة غلاسغو في المملكة المتحدة نتائجهم في دورية (Nature Cell Biology).

لا يزال السرطان أحد أثقل الأعباء الصحية في زماننا، ففي السنة الماضية شُخّصَت أكثر من مليون وستة آلاف إصابة جديدة بالسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها، ومات حوالي ستمئة ألف شخص بسبب هذاالمرض.

ويشرح د.تايت وفريقه أنّ غالبية طرق معالجة السرطان الحالية تعمل على تحفيز الاستماتة (apoptosis)، وهي نموذج للموت الخلوي المبرمج أو الانتحار الخلوي، يساعد الجسم على التخلص من الخلايا الشاذة أو غير الضرورية، عن طريق تفعيل بروتينات تدعى الكاسباس (caspases)، لكنّ الاستماتة غالبًا ما تكون غير فعالة في الخلايا السرطانية.

وتكمن إحدى طرق قتل الخلايا السرطانية في إعادة تفعيل الاستماتة عن طريق المعالجة الكيميائية أو الشعاعية على سبيل المثال، لكنها غير فعالة دائمًا، وأظهر البحث أن الخلايا السرطانية تتمكن أحيانًا من تفادي الاستماتة المحرضة بالمعالجة، كما اقترحت بعض الدراسات احتمالية تحفيز الاستماتة لنمو الورم السرطاني.

لكن تقنية (CICD) تحرز تقدمًا في قتل السرطان، إذ يشرح د.تايت وفريقه في دراستهم أن (CICD) تقتل الخلايا السرطانية من خلايا عملية تجعل الغشاء الخارجي للميتوكوندريا (المتقدرات) نفوذًا، وتسمى بالإنكليزية (mitochondrial outer membrane permeabilization)-أو اختصارًا (MOMP)- وذلك دون تحرير بروتينات الكاسباس التي تُطلق عادةً عبر الاستماتة.

ويتابع الفريق الشرح: «عادةً تموت الخلايا تباع عملية الـ(MOMP)، حتى عند غياب نشاط بروتينات الكاسباس، وهذا يعني أن الـ(MOMP) تحكم بالموت على خلية ما دون رجعة». وما يهمّ أيضًا أنه عند موت الخلايا السرطانية نتيجة تقنية (CICD)، فإنها ترسل إشارات للجهاز المناعي محفزةً إياه على مهاجمة الخلايا السرطانية التي تمكنت من الهرب من (CICD) وقتلها.

وعندما اختبر د.تايت وفريقه هذه التقنية على الأورام القولونية المستقيمية المزروعة في المختبر، وجدوا أنها تمكنت من قتل كل الخلايا السرطانية تقريبًا، ورغم الحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد سلامة تقنية (CICD) وفعاليتها، ويعتقد الباحثون أنها قد تؤدي لعلاج أفضل لعدد من السرطانات.

وقال د.ستيفين تايت: «خلاصةً، تمتلك هذه الآلية القدرة على تحسين فعالية المعالجة المضادة للسرطان بشكل كبير، وإنقاص السمية غير المرغوبة،» وأضاف: «بأخذ نتائجنا بعين الاعتبار، نقترح أن استخدام (CICD) كطريقة لعلاج السرطان يبرر المزيد من البحث».


  • ترجمة: سارة وقاف.
  • تدقيق: لؤي حاج يوسف
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر