يعرف الصيام قبل التحاليل بأنه عدم تناول أي طعامٍ أو شرابٍ (عدا الماء) قبل إجراء بعض التحاليل الدموية، ولكن ما هي التحاليل التي تتطلب صيام المريض؟ وما هي الطريقة للصيام بشكل آمن؟

لا يعتبر الصيام واجبًا ضروريًا قبل كل تحليل دم، ولكن عندما يكون ضروريًا، فسيتوجّب عليك الصيام لمدة قصيرة، ولكن مع ذلك تبدو فكرة الإمتناع عن تناول أي طعام أو شراب حتى بكميات صغيرة أمرًا شاقًا بالنسبة لبعض الأشخاص.

يمكن أن يساعد فهم أساسيات الصيام قبل التحاليل الدموية على تخفيف توتر المريض لذلك سنعرض في المقال الحالي أنواعًا للتحاليل الدموية التي تتطلّب الصيام والأسباب وراء الحاجة إلى الصيام، إضافةً إلى كيفية الصيام بشكل صحي وآمن.

متى يجب الصيام من أجل تحليل الدم؟

بعض الاختبارات الدموية تتطلب أن يكون المريض صائمًا حتى تكون حساسة ومفيدة، بعضها الآخر لا يتأثر، وسنستعرض الآن التحاليل التي تحتاج الصيام:

اختبار سكر الدم الصيامي

يستخدم هذا الاختبار من أجل تشخيص داء السكري، وهو حالة طبية تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويفيد اختبار سكر الدم (أو اختبار غلوكوز الدم الصيامي بشكل أدق) في قياس مستويات السكر في الدم لمعرفة ما إذا كانت ضمن الحدود الطبيعية أم لا.

من المهم -حتى يكون الاختبار ناجحًا- أن يمتنع المريض عن تناول أي طعام أو شراب ماعدا الماء خلال 8 أو 10 ساعات قبل اختبار السكر، لأن الصيام يضمن أن تكون القيمة التي يعطيها الاختبار معبرة بشكل دقيق عن مستويات السكر بدون الزيادة التي يسببها تناول الطعام، وبنتيجة هذا الاختبار يستطيع الطبيب تشخيص داء السكري للمريض أو نفيه.

اختبار حديد الدم

يفيد تحليل حديد الدم (Iron Blood Test) في قياس مستويات عنصر الحديد في الدم، مما يساعد في تشخيص الأمراض التي تنجم عن تغير تركيز هذا العنصر مثل فقر الدم.

يوجد الحديد في عدة أنواع من الأغذية ويمتص بسرعة من الجهاز الهضمي إلى الدم، لذلك إذا تناول المريض أغذية غنيّة بالحديد في فترة قريبة من موعد التحليل، سيبدو تركيز الحديد أعلى من قيمته الحقيقية.

من أجل ضمان الحصول على نتيجة تحليل مثالية، يُنصح بعدم تناول أي شيء صباح يوم إجراء الاختبار، والتوقف عن تناول المكملات الغذائية الحاوية على الحديد أو حبوب الحديد الطبية قبل 24 ساعة من موعد التحليل.

اختبار كولسترول الدم

الكولسترول هو مادة دهنية موجودة في الدم، ويؤدي ارتفاع الكولسترول إلى ازدياد احتمال الإصابة ببعض الحالات المرضية.

تفيد اختبارات الكولسترول الدموي في تقدير كمية الدسم في الدم، وتصنيفها حسب النوع فهي تشمل:

  •  الكولسترول HDL المعروف باسم الكولسترول الجيد.
  •  الكولسترول LDL المعروف باسم الكولسترول السيء.
  •  الشحوم الثلاثيةمن أجل الحصول على نتيجة دقيقة في هذه التحاليل، يطلب من المريض إجراؤه بعد الصيام من فترة تتراوح بين 9-12 ساعة.

إلا أن بعض التعليمات الصحية الجديدة تقول إن الصيام ليس إجباريًا قبل كل تحاليل الكولسترول والشحوم الثلاثية، إلا أن الأشخاص المقدمين عليها يجب أن يمتنعوا عن شرب الكحول لمدة 24 ساعة قبل الاختبار.

اختبار غاماغلوتاميل ترانسفيراز (GGT)

يفيد هذا التحليل في تشخيص الأمراض الكبدية، لأن (GGT) هو إنزيم موجود في الكبد ويساعده على العمل بشكل فعال، وهو لا يتأثر بالأكل ولكن تناول الكحول والتدخين يمكن أن يؤثرا على قيمته، لذلك يطلب من المرضى عدم التدخين أو شرب الكحول لمدة 24 ساعة قبل إجراء الاختبار.

اختبارات دموية أخرى تتطلب الصيام

يمكن أن يطلب منك الطبيب الصيام من أجل ما يلي:

  • الاختبارات الاستقلابية الأساسية: تشمل اختبار سكر الدم، توازن الشوارد وعمل الكلية، في هذه الاختبارات يطلب من المريض الصيام لمدة 10-12 ساعة.
  •  تقييم عمل الكلية: تحتاج إلى صيام من8 حتى 12 ساعة.
  •  اختبار الفيتامين B12: يحتاج هذا التحليل إلى صيام 6-8 ساعات، إضافة إلى ذلك عليك إخبار الطبيب بالأدوية التي تتعاطاها فمن الممكن أن تؤثر على نتيجة الاختبار.

لماذا يجب الصيام قبل هذه الاختبارات؟

عند تناول الطعام أو شرب الكحول، يتم تفكيك المواد الغذائية عبر الجهاز الهضمي وامتصاصها لتنتقل إلى الدوران الدموي، مما قد يؤثر على مستوى بعض المواد في الدم مثل:

  •  السكر.
  •  المعادن مثل الحديد.
  •  الكولسترول والشحوم الأخرى.
  •  الإنزيمات مثل GGT.

يفيد قياس تركيز هذه المواد في تشخيص العديد من الحالات المرضية مثل:

  • داء السكري.
  •  فقر الدم.
  •  ارتفاع الكولسترول.
  •  الأمراض الكبدية.

من أجل التشخيص السليم لهذه الأمراض، من المهم أن يصوم المريض لأن الأكل والشرب قبل الاختبار قد يرفع من مستوى هذه المواد في الدم، مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة وتشخيص خاطئ.

أمور أخرى يجب تجنبها:إضافة إلى الأكل والشرب، هناك عدد من الأمور الممنوعة في حال الصيام من أجل تحليل الدم وهي:

  •  الكحول: لأنه قد يرفع من سكر الدم ومستوى الشحوم ضمنه، مما قد يعطي نتائج غير دقيقة في الاختبارات التي تحتاج الصيام حتى تعطي نتائج دقيقة.
  •  التدخين: فهو أيضًا يؤثر على نتيجة عدد من الاختبارات الدموية.
  •  القهوة: فهي تؤثر على عملية الهضم كما تؤدي إلى تغيير نتائج التحاليل الدموية.
  •  مضغ العلكة: حتى لو كانت العلكة خالية من السكر، لأن مضغ العلكة يسرع عملية الهضم.
  •  ممارسة الرياضة: لأنها تسرع من عملية الهضم أيضًا.

كيف تبقى بأمان طوال فترة الصيام؟

هناك عدد من التفاصيل التي يجب ان يأخذها المرضى بعين الاعتبار وهي:

  •  شرب الماء: من المهم أن يشرب المريض كمية كافية من السوائل خلال فترة الصيام، وهي لا تؤثر على نتيجة التحليل.
  •  التوقيت: أيًا كان الوقت المقدر للصيام، من المفضل أن تحسب مسبقًا الوقت الذي لا يجب أن تتناول أي طعام أو شراب بعده حتى لا ترتبك فيما بعد.
  •  الأدوية: من المهم أن تتابع تناول الأدوية التي يجب أن تتناولها بشكل طبيعي إلا إذا أشار لك الطبيب بوجوب إيقافها بشكل مؤقت.
  •  الحمل: لا يعتبر الصيام أمرًا خطيرًا في العادة بالنسبة للحوامل، ولكن يفضل دومًا استشارة الطبيب ومعرفة رأيه بهذا الخصوص.

خاتمة

بالرغم من عقد العزم على عدم تناول أي طعام، يكسر بعض الأشخاص صيامهم ويتناولون كميات من الطعام إما بسبب الجوع الشديد أو التقدير الخاطئ للوقت، وإذا حدث هذا الأمر معك يفضل أن تتصل بالطبيب من أجل تأجيل موعد الاختبار حتى يوم آخر.

لا يجب التساهل في موضوع الصيام قبل إجراء تحليل الدم، لأن بعض الأشخاص يتعرضون لحالات الأخطاء التشخيصية التي قد تقود إلى الكثير من الارتباك والمضاعفات مع الوقت.


  • ترجمة: بشار غليوني
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر