لماذا ليس عليك إنهاء حصة المضادات الحيوية؟


إن كان سبق وتناولت مضادًا حيويًا فأنت تعلم ما هو المتعارف عليه: أن تُنهي كامل الحصة من المضادات الحيوية حتى لو كنت تشعر بالتحسن أو سوف تكون بخطر الانتكاس، لكن الأسوأ هو عدم إنهاء الجرعة مما قد يساهم في ارتفاع مقاومة البكتيريا للصادات الحيويّة.

كان ما يُنصح به لوقت طويل هو إنهاء الصادات الحيويّة حتى في المواقع الإلكترونية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأدوية والأغذية، لكنها نصيحة خاطئة حسب هذا المقال، إذ يقول الدكتور مارتين ليليويلين أستاذ الأمراض الخمجية: «أكمل حصتك من الصادات الحيوية، هي نصيحة مُدرّسة بشكل واسع جدًا، لكنّ المعروف أنّها خاطئة منذ زمن بعيد، كما أنّ النصيحة التي تفيد بأنّ إيقاف العلاج بالصادات باكرًا يشجّع مقاومة البكتيريا ليس لها أساس من الصحة؛ بل على العكس فإن إنهاء الجميع لحصة الصادات الحيوية قد يؤدي إلى زيادة مقاومة البكتيريا للصادات على مستوىً عالميّ، إذأنّ تناولها لمدة أطول من المُحتاج هو ما يزيد من مقاومة الجراثيم».

كانت النظرية الأصل تقضي بأن علاج العدوى الجرثومية بواسطة مضاد حيوي تقضي على الجراثيم، لكن ذلك الأمر يأخذ أسبوعين لإتمامه، وفي حال أوقفت العلاج تكون قد قتلت البكتيريا الأضعف فقط، أمّا ما تبقى فهي الجراثيم الأقوى التي كانت ستُقتل لو استمرّ العلاج ، وبسبب غياب المضادات الحيوية أصبحت تلك الجراثيم تملك مكانًا لتتضاعف وتُمرّر مورثات المقاومة ضد الصادات إلى ذريتها ممّا يجعل الالتهاب أقوى في المرة القادمة.

تلك النظرية منطقية نوعًا ما، فالجراثيم التي تنجو من الصادات تتكاثر بسرعة بشكل مؤكّد وتمرّر تلك السمات التي جعلتها مقاومة للصادات.

كتب هارولد لامبيرت في مقالٍ أنّ مقاومة الجراثيم نادرًا ما تنشأ عند المريض من معالجة لمرة واحدة.

ويوافق معظم الخبراء أن الاستعمال الواسع للصادات عند البشر والحيوانات قد خلق ضغطًا متزايدًا على الجراثيم للتأقلم والمقاومة ضدّ الصّادات.

توافق الطبيبة بوشر على أنّ النصيحة المأخوذ بها وهي “أكمل حصتك من الصادات لتقليل خطر مقاومة البكتيريا لها” هي نصيحة غير مبنيّة على أي أساس علمي.

وأضافت أن الأطباء لا يعرفون متى تكون الحصة المأخوذة لفترة قصيرة من الصادات فعّالة تمامًا كالحصة الكبيرة منها.

فالدراسات الحديثة أظهرت أنّ نظام تناول الصادات لمدّة 6 أيام فعّال كنظام تناولها لمدة 10 أيام بالنسبة للأشخاص المصابين بالعداوى الجلديّة، لكن العلاج لفترات قصيرة لم تثبت فعاليته في التهابات الأذن عند الأطفال الصغار.

تقول بوشر أنّ مدة كل معالجة بالمضاد الحيوي ليست مدة اعتباطية بل تبنى على الدراسات السريرية.

تكشف الدراسات الجديدة عن المدة الأكثر فعالية لتحقيق التوازن بين قتل الجراثيم المسببة للعدوى وعدم إفاضة البيئة بالصادات الحيوية. يقول كل من بوشر وليليوبلين أنّ المرضى لا يجب أن يعالجوا أنفسهم بأنفسهم بالصادات أو أن يوقفوها عند التحسُّن، بل يجب أن يتّبعوا تعليمات طبيبهم فيما يتعلّق بذلك.

وهكذا قامت منظّمات الصحة باستبدال جملة “أكمل حصتك من الصادات” إلى نصيحة جديدة وهي أخذ الصادات حسب الوصفة تمامًا. يقول ليليوبلين: «تلك جملة جيدة وتعطي مرونة في النقاش بين الطبيب والمريض فيما يتعلّق بتوقيت إيقاف العلاج عند مراجعة الطبيب أو عندما يكون لدى المريض نتيجة اختبار أو كان وضعه الصحي جيدًا لفترة من الزّمن».


  • ترجمة: طارق برهوم
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير :محمد حمد

المصدر