وجد باحثون أستراليون في معهد مردوخ لبحوث الأطفال طريقةً ناجحةً وقليلة الخطورة لعلاج الأطفال المولودين بحساسية الفول السوداني، إذ اختفت حساسية نحو ثلثين من الأطفال الذين تلقوا العلاج، واستمر ذلك لأربع سنواتٍ بعد العلاج.

توضّح الدراسة المنشورة في مجلة لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين تأثير علاج (البروبيوتيك أو المعين الحيوي وعلاج الفول السوداني المناعي المعطى عن طريق الفم-the probiotic and peanut oral immunotherapy (PPOIT))، أن بناء المناعة عن طريق التعرض للمواد المثيرة للحساسية ليس بشيءٍ جديد، ولكن فريق البحث دمج كمياتٍ إضافية من بروتين الفول السوداني مع البروبيوتيك (العصية اللبنية-Lactobacillus rhamnosos)، وأعطوا هذا العلاج لاثنين وستين طفلًا يوميًا لمدة 18 شهرًا، نصفهم أخذوا البروبيوتيك والفول السوداني، بينما أعطي النصف الآخر البروبيوتيك ودواءًا وهميًا.

وبنهاية الأشهر الثمانية عشر، طوّر 80% من الأطفال تحملًا للفول السوداني، وتابعت بعدها الدراسة الجديدة المشاركين لمدة أربع سنوات لملاحظة تأثيرات العلاج الباقية، تم الوصول فيها لثمانية وأربعين طفلًا، أربعة وعشرون منهم من مجموعة علاج الـ PPOIT (أي من أُعطوا البروبيوتيك والفول السوداني)، وأربعة وعشرون آخرون من المجموعة المرجعية (الذين أُعطوا البروبيوتيك والدواء الوهمي).

استطاع 16 طفلًا من المجموعة الأولى وطفلٌ واحدٌ من المجموعة الثانية أكل الفول السوداني منذ ذلك الحين، بينما اختبر أربعة من مجموعة علاج الـ PPOIT وستةٌ من المجموعة المرجعية الذين طوّروا تحملًا للفول السوداني في نهاية الدراسة، ردود فعلٍ تحسسية بعد الدراسة، ولكن لم يعاني أيٌ منهم حساسيةً مفرطة؛ أي ردود فعلٍ تحسسية مهددة للحياة، الأمر المدهش بحق، لأن الفول السوداني هو المسبب الأول لحالات الوفاة المرتبطة بفرط الحساسية.

وذكر كبير المؤلفين ميمي تانج في صفحة الدراسة الإلكترونية: «يمتلك هذا العلاج القدرة لمساعدة الأشخاص المصابين بأي نوعٍ من أنواع حساسية الغذاء وليس حساسية الفول السوداني فحسب، ففي نهاية المطاف نريد أن يتوافر هذا العلاج للجميع».

وتحدث الحساسية بسبب فرط تأثر الجهاز المناعي بمثيرات أو محفزات بيئية معينة، وتختلف حدة الحساسية بشكلٍ ملحوظ باختلاف الأشخاص والأعمار، وتتراوح بين انزعاجٍ موسمي طفيف، لأعراض مهددة للحياة ومؤدية للموت حتى.

وعالميًا يتأثر نحو 250 مليون شخصٍ من حساسية الفول السوداني، وازداد العدد بنسبة 350% في العشرين سنة الماضية، وعلاجات كهذه بإمكانها تحسين نوعية حياة أعدادٍ كبيرةٍ من الناس.


  • ترجمة: ميس أبوشامه
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر