هل لديكَ وشم على جسدك؟ قد تكون معرّض لخطر الإصابة بضربة حر!

وجدت دراسة صغيرة أُجريت في الولايات المتحدة على 10 رجال أن المنطقة الموشومة من الجلد تنتجُ عرقًا بكمية أقل من المناطق غير الموشومة مما يؤدي لارتفاع درجة حرارة الجسم.

واستُخدمت في هذه الدراسة مادة (البيلوكاربين) لحثّ الجلد على التعرّق، فوجد الباحثون أنّ المنطقة الموشومة من الجلد أنتجت كمية أقل من العرق لكن بتركيز مرتفع أي يحتوي كمية عالية من الصوديوم.

يلعبُ العرق دورًا هامًا في تنظيم درجة حرارة الجسم، من خلال المحافظة على درجات حرارة الجسم وتبريده عندما يتبخر عن طريق الجلد.

ويقترح المؤلّفان أن وجود وشم على منطقة كبيرة من الجلد في ظل حرارة مرتفعة يحدّ من فقدان درجة الحرارة وبالتالي زيادة خطر الإرهاق الحراري وضربة الحر.

لكن لم يتمّ إثبات ذلك لحدّ الآن.

كقاعدة صحية عامة، وبعيدًا عن الوشوم، إذا لاحظت على شخص ما علامات الإرهاق الحراري مثل التعب، الصداع، الشعور بالمرض، أو العطش الشديد دعهُ يستلقي في مكانٍ بارد وقم بتقليل الملابس التي يرتديها وقدّم له السوائل.

من أين بدأت الحكاية:

أجريت الدراسة في كليّة ألما في جامعة ميتشغان، وذكرت صحيفة (Mail Online) الدراسة بدقة قائلة:

“أنه من غير المعروف حاليًا ما إذا كانت قلة تعرق الجلد الموشوم تؤثر على صحة الفرد على المدى الطويل، لكنَّ العنوان يشير إلى أن وجود وشم لديك يجعلك معرّضًا لخطر الإصابة بضربة حرّ حيث أن تأثيرات الحرارة لم تُدرس في الواقع.

ما هي نوعية هذا البحث:

كانت هذه الدراسة تجريبية، وهدفَت لمعرفة الاختلاف في إفراز العرق وكمية الصوديوم بين منطقة موشومة ومنطقة غير موشومة وذلك باستخدام جهاز طبي مصمم للحث على التعرق، تنطوي عملية الوشم على حقن إبرة محمّلة بالصِباغ في الجلد وتتألف طبقة الجلد من ألياف الكولاجين والأعصاب والأوعية الدموية والغدد بما في ذلك الغدد العرقية التي تفرز العرق عند ارتفاع حرارة الجسم.

ماذا شمل هذا البحث:

شمل هذا البحث 10 رجال تمّت مقارنة كمية العرق لديهم وتركيزه بين منطقتين من الجلد إحداهما موشومة والأخرى غير موشومة في نفس الموقع من الجسم لكن على الجهة المقابلة، وكان الوشم على الجزء العلوي من الظَهر والكتف، والجزء العلوي من الجسم والذراع ويغطي منطقة دائرية بمساحة 5.2 سم2 على الأقل.

تم تحفيز الجسم على التعرق من خلال استخدام أقراص تحوي مادة البيلوكاربين، وهي مادة تستخدم للحثّ على التعرق.

تم وصل هذه الأقراص للأقطاب التي استخدمت لنقل البيلوكاربين لداخل الجلد في دورتين خلال خمس دقائق، بعد الدورة الثانية تمّ سحب العرق بواسطة أنابيب تم تعديلها لتسمح بتراكم العرق داخل قرص، وتم قياس معدل التعرق بعد ذلك من خلال مراقبة التغيّر في وزن القرص قبل وبعد جمع العرق، ومن ثم قياس تركيز الصوديوم لكل عينة، والمقارنة بين العينتين المدروستين لكل مشارك.

ماهي النتائج الأساسية لهذا البحث:

•كمية العرق المطروحة من المنطقة الموشومة أقل منها في المنطقة الغير موشومة، فكما وجدنا عند المشاركين العشرة كان متوسط نسبة معدلات التعرق من منطقة موشومة لمنطقة غير موشومة 0.53 (±0.12)”” أي أنّ متوسط كمية العرق المطروحة في المناطق الموشومة كانت حوالي نصف الكميّة المطروحة في المناطق غير الموشومة.

•9 من أصل 10 مشاركين كان تركيز العرق لديهم مرتفع في المنطقة الموشومة أكثر من الغير موشومة.

•متوسّط تركيز الصوديوم في منطقة موشومة أعلى بـ 1.73 مرّة من منطقة غير موشومة.

•عمر الوشم لم يكن له تأثير أبدًا على كميّة التعرّق.

الاستنتاج:

يقترح المؤلّفون عددًا من التفسيرات المحتملة لهذه النتائج، بما فيها أن الجلد الموشوم يبدي استجابة التهابية قد تضر بالأنسجة الطبيعية بما فيها الغدد العرقية، ومع ذلك هذه ليست سوى نظريات وتحتاج لمزيد من التحقق، وهناك بعض النقاط الهامة التي يجب ذكرها:

•أجريت الدراسة على 10 أشخاص فقط، وللتأكد من النتائج يجب القيام بدراسة أوسع.

•7 من أصل 10 مشاركين تم اختبار المنطقة الموشومة لديهم أولًا وهذا قد يؤثر على معدل التعرق.

•تم تحفيز الغدد العرقية بشكل مصطنع مع الحفاظ على درجة الحرارة ونحن لا نعلم إذا كانت الاستجابة التي ابدتها الغدد العرقية هي ذاتها عند ارتفاع درجة الحرارة.

•على أية حال لو أن المنطقة الموشومة لا تتعرق فإن الوشم الموجود على بشرتك من غير المرجح أن يكون له تأثير على تنظيم درجة الحرارة الخاص بك.

من الممكن أن يكون الأثر واضحًا إذا كان لديك أجزاء كبيرة من جسمك مغطاة بالوشم ومع ذلك هذه الدراسة أثبتت القليل لكنّ النتائج تحتاج لتأكيد.


  • ترجمة: أريج علي
  • تدقيق: لؤي حاج يوسف
  • تحرير: ياسمين عمر
  • المصدر