كشف علماء الفلك عن (إشارات غريبة) والتي تبدو أنها وصلت إلينا عن طريق نجم صغير خافت يبعد 11 سنة ضوئية عن الأرض.

في البداية التقط الباحثون ما أسموه (إشارات غريبة) باستخدام مرصد أريسيبو، وهو تلسكوب لاسلكي ضخم بُني داخل المجرى البورتوريكي.

(مشهور هذا المرصد لظهوره في فيلم الخيال العلمي “الاتصال”)

يبدو أن الإشارات تأتي من روس 128، وهو نجم قزم أحمر يقع على بعد حوالي 11 سنة ضوئية من الأرض.

النجم هو أبهت بحوالي 2800 مرة من الشمس ولم يُعرف بعد أن كان يدور حوله أي كوكب أم لا.

وقال أبيل منديز، عالم علم الأحياء الفلكية بجامعة بورتوريكو في أريسيبو، ل بوسينيس إنزيدر في 14 يوليو / تموز أن النجم قد لوحظ لمدة 10 دقائق، وخلال تلك الفترة تم التقاط الإشارة ولاحظ أنها (إشارة دورية)

وبينما كان مينديز وعلماء الفلك في معهد البحث عن الذكاء خارج كوكب الأرض (سيتي) يشككون بشدة في أن حياة ذكية خارج الأرض كانت مسؤولة عن ذلك، كانوا يريدون أن يكونوا متأكدين – لذلك بدأوا جولة جديدة من ملاحظات أريسيبو بداية من يوم الأحد 16 يوليو.

استغرقت البيانات ما يقرب من أسبوع ليتم تحميلها من خوادم أريسيبو وتحليلها، وما وجدوه لن يرضي آمال الباحثين عن الحياة خارج الأرض.

يقول مينديز وزملاؤه في أريسيبو في بيان تم تقديمه إلى بوسينيس إنزيدر: «إن أفضل تفسير هو أن تلك الإشارات هي إرسالات من نجم واحد يدور في أحد المدارات الثابتة بالنسبة للأرض».

فالأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض تدور حول الأرض من ارتفاع 22.236 ميلًا تقريبًا، مما يحافظ على وجودها فوق نفس المكان المحدد على سطح الكوكب.

في الوقت نفسه، فإنها يمكن أن تحلق قريبًا جدًا من النجوم أو تلك الأفكار يدرسها الفلكيون لفترات طويلة من الزمن.

و قال العلماء أن هذا يفسر لماذا كانت الإشارات ضمن ترددات الأقمار الصناعية وظهرت واستمرت فقط في روس 128؛ حيث أن النجم قريب من خط الاستواء حيث يتم وضع العديد من الأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض.

تاريخ ذلك الغموض:

في حين أنه معروف دور أريسيبو في الجهود للبحث عن إشارات من الكائنات الفضائية في المجرات البعيدة والكويكبات القريبة من الأرض.

يعتقد منديز دائمًا أن الإشارة كانت على الأرجح تأتي من شيء وضعه البشر في الفضاء، وعلى الأخص قمر صناعي ثابت بالنسبة للأرض (والذي اتضح أنه هو الحال).

وقال مينديز «إن مجال رؤية (أريسيبو) واسع بما فيه الكفاية، لذلك هناك احتمال أن الإشارات لم تكن ناجمة عن النجم وإنما كائن آخر في خط الأفق»، مضيفًا أن «بعض الأقمار الصناعية للاتصالات لاحظت نقل في الترددات».

لكن ما جعل هذا الحدس أكثر صعوبة لإثباته أن فريقه لم يسبق له أن رأى الأقمار الصناعية تنبعث منها رشقات نارية من هذا القبيل و ذلك كما جاء في وصف الإشارات الغريبة .

في ذلك الوقت، كان أحد التفسيرات الأخرى هو حدوث انفجارات للطاقة من سطح النجم.

تبعث الشمس أحيانًا طاقة شبيهة بتلك الانفجارات، وتسافر بسرعة فائقة، وتنبعث منها إشارات لاسلكية قوية، ويمكن أن تعطل الأقمار الصناعية والاتصالات على الأرض، فضلًا عن تعريض رواد الفضاء للخطر.

ويمكن أيضًا أن تولد فيضانات من الجزيئات الشمسية والتي يمكن أن تشوه مجال كوكبنا المغناطيسي، وتولد العواصف المغناطيسية، والتي يمكن أن تشل شبكات الكهرباء والإلكترونيات.

نظرة جديدة نحو روس 128:

لمعرفة ما إذا كانت الإشارات لا تزال هناك، وما يمكن أن يكون مسبب لها، أريسيبو يقوم بمراقبة روس 128 والمناطق المحيطة به عدة مرات، وجمع عشرات غيغابايت من البيانات الجديدة.

ووجد الفريق الإشارة مرة أخرى من أريسيبو، جنبًا إلى جنب مع غيرها من المؤسسات الأخرى التي انضمت إلى المشروع: سيتي بيركلي من تلسكوب البنك الأخضر ومعهد ألين تليسكوب ألين في كاليفورنيا.

وبعد أن قام علماء الفلك في أريسيبو بتحميل البيانات ودراستها، قالوا في البيان إنهم «واثقون الآن من مصدر الإشارة الغريبة» وهي من أقمار ثابتة بالنسبة إلى الأرض.

ويتوقع منديز وزملاؤه أن يشعر بعض الناس بخيبة الأمل لأن الإشارة كانت من صنع الإنسان وليس من الكائنات الفضائية، لكنهم قالوا إن الفريق – وخاصة أعضاءه – تعلموا الكثير عن طريق تحليل النتائج الغامضة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الصحافيين الذين نشروا صباح الجمعة أن الدرس هنا هو أننا جميعًا بحاجة إلى مواصلة استكشاف وتبادل النتائج علنًا.

سيث شوستاك، وهو عالم فلك كبير في معهد سيتي، قال سابقًا لرجال الأعمال أن فرص (التدخل الأرضي) من الاختراعات التي صنعها الإنسان كانت عالية.

وقال شوستاك «هذا هو الحال دائمًا».

في حين أن (الإشارات الغريبة) ستنضم إلى قائمة الإنذارات الكاذبة الأخرى في كتب التاريخ، وقال شوستاك أنه لا تزال هناك إشارة مقنعة واحدة من الفضاء الخارجي قد تكون أتت من الكائنات الفضائية، ولم يثبت أحد أصلها منذ عقود.

وقال شوستاك: إن إشارة (واو) لا تزال غريبة تمامًا.


  • ترجمة: عمرو سيف
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر