روّاد الفضاء هم الأشخاص الذين يقومون بنشاطات تتعلق باستكشاف الفضاء.

الأجزاء المعروفة والأكثر وضوحاً من عملهم تجري وهم في الفضاء، ولكنهم يقضون معظم حياتهم المهنية في التدريب الأرضي وتقديم الدعم لباقي البعثات والمهمات الفضائية.

أن تصبح رائدَ فضاء لا يحدث بين ليلة وضحاها، قد يستغرق الأمر سنوات من التعليم والخبرة لتلبية المؤهلات الأساسية.

لا يتم قبول العديد من المُتقدمين من المحاولة الأولى حيث يُطلب منهم أن يكونوا أكثر استعداداً للمحاولة القادمة، حتّى بعد عدّة محاولات، فقط نسبة قليلة من المُتقدمين يصبحون روّاد فضاء مما يجعلها وظيفة من الصعب الحصول عليها.

المقال يركّز على طريقة تقدّم المواطنين الأميركيين إلى وظيفة رائد فضاء لدى ناسا، أمّا الباقي الجنسيات فلديها مؤسسات ووكالات فضائية بحسب الموقع الجغرافي مثل الوكالة الفضائية الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية وغيرها.

بغض النظر عن الخلفية، ناسا تريد روّادها أن يكونوا حاصلين على الأقل على درجة البكالوريوس في الهندسة أو العلوم البيولوجية أو العلوم الفيزيائية أو الرياضيات كما لدى الوكالة بعض الاستثناءات لبعض المجالات البحثية مثل الجغرافيا أو إدارة الطيران.

العديد من رواد الفضاء حاصلون على درجة الماجستير أو حتى الدكتوراه في احدى المجالات المذكورة وبعضهم مثل Story Musgrave (متقاعد حالياً) لديه درجات أعلى من ذلك بكثير.

أن تكون رائد فضاء لدى ناسا يتطلّب أكثر من مجرّد شهادة جامعية، فناسا تطلب ثلاث سنوات على الأقل من الخبرة أو 1000 ساعة على الأقل من قيادة الطائرات النفاثة.

وتعادل درجة البكالوريوس سنة واحدة من الخبرة والدكتوراه ثلاث سنوات من الخبرة.

يُستثنى من ذلك المعلمون الذي يمارسون مهنة التعليم حتّى وإن كانوا يدرّسون في المدارس الإبتدائية بشرط حيازتهم على شهادة بكالوريوس تقنيّة.

وعلى المتقدمين لوظيفة “رائد الفضاء” أن يكونوا لائقين بدنياً وأن يتخطوا الشروط التالية:

  1. أن يكون نظر المرشح 20/20 (طبيعياً أو مع العدسات المصححة).
  2. أن لا يكون ضغط الدم أعلى من 140/90 في حالة الجلوس.
  3. الطول بين 62 إلى 75 بوصة (157 الى 190 سم).

بشكل عام يجب أن يتمتع المتقدم بصحة جيدة ولياقةٍ عاليةٍ لأن القيام برحلة عودة اضطرارية إلى الأرض في حالة المرض مُكلفة للغاية.

“مرشح رائد الفضاء” وطريقه إلى الفضاء:

عندما يتم اختيارك، فإن ناسا لا تعتبرك رائدَ فضاء بعد بل مرشحاً لريادة الفضاء.

فما يزال أمامك سنتان من التدريب الأساسي ويتلقى خلالها المرشحون دروساً أساسية حول محطة الفضاء الدولية ورحلات الفضاء عموماً.

كما يتلقى المتقدم أو ما يسمى بـ”مرشح ريادة الفضاء” تدريباً على الغوص وتدريباً عسكرياً على البقاء حياً في الماء بالإضافة إلى دروسٍ بالسباحة، ويتعرض المتقدمون لضغظ جوي عالٍ ومنخفض وحالة انعدام الجاذبية في Vomit Comet، كما يخضعون لدورات في التعامل مع الإعلام واللغة الروسية.

حتّى بعد التخرج، لا يتمّ إرسال روّاد الفضاء فوراً في رحلاتٍ فضائية، بل أحياناً يستغرق الأمر سنواتٍ عديدة كي يتمّ إرسالهم، ففي بادئ الأمر سيقومون بتقديم الدعم لروّاد الفضاء الآخرين في المدار، وسيقومون بمحاكاة السير في الفضاء في مختبرات ناسا واكتساب خبرات إضافية التي سيحتاجونها في في المدار.

ولا يقضي روّاد الفضاء كلّ وقتهم في ناسا فهم يحصولون على التدريب أيضاً في المرافق الخاصة بالشركاء الدوليين مثل كندا، كما على روّاد الفضاء المحافظة على كفاءة الطيران أيضاً من الخلال التحليق بطائرة T-38 لعدّة ساعات في الشهر.

عندما يتمّ اختيارك للقيام برحلة فضائية، ستخضع لتدريبٍ يستغرق عدّة سنوات أخرى.

ويبدأ التدريب بقراءة وتلقي دروسٍ تدريبيةٍ والقيام بمحاكاة للأمور المطلوب منهم أداؤها في الحقيقة كما يتمّ التدريب في جميع أنحاء العالم ويتم التدريب بشكلٍ فرديٍ أو مع باقي طاقم الرحلة.

يتدرب روّاد الفضاء على نظام التوجيه وعادات العيش في الفضاء بالإضافة إلى إعداد وجبات الطعام وتخزين المعدات وإدارة النفايات واستخدام الكاميرات وكيفية القيام بالتجارب”.

الرحلات الفضائية الحالية مدّتها ستّة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية ولكن يتم تعيين بعض روّاد الفضاء لمدة عام لدراسة ومعرفة المزيد عن جسم الإنسان.

وأخيراً، العلم والتجارب والأبحاث ستستحوذ على جلّ وقتك في الفضاء.


  • إعداد: حيدر محمود.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر