هل يمكن للمعالجة الليزرية أن تنفع في حالات تشويش الرؤية فعلًا؟


Laser Blasts Could Finally Remove Those Annoying Squiggles in Your Vision

ربما سبق لكَ رُؤية خطوط قصيرة وشفافة تسبح وتتمايل في مجال رؤيتك من قبل، تتكون هذه الخيوط من أجزاء صغيرة من البروتين داخل العين تسمى (العوَّامات- Floaters) إن سبق لهم مضايقتك فلدينا أخبارٌ جيدة؛ فقد وجد الباحثون طريقةً آمنة لإزالة هذه الملهيات المزعجة باستعمال الليزر.

لا يتعلق هذا الأمر بالتخلص من هذا الإزعاج الصغير، فربما تتطور الحالة لدى البعض فتصبح هذه العوامات أكبر حجمًا مع التقدم بالعمر، رغم أنها لا تكون مضرةً في العادة.

في هذه الدراسة، أجرى أطباء من استشاريّي العيون في بوسطن اختبارًا لتأثير العلاج بالليزر يسمى (ياغ-YAG)، (Yttrium-Aluminium Garnet) ضد البلاسيبو المُعطى للمجموعة الضابطة.

تعد هذه أول مرة يُختبر فيها علاجٌ كهذا ضد (البلاسيبو) رغم تجربة علاجات مشابهة من قبل- وهذا مهم في الدراسات التي تعتمد على تبليغ المريض، فقد يتخيل المريض أنه تحسن دون كون ذلك تحسنًا حقيقيًا.

يبدو التحسن حقيقيًا -وَفقًا للقائمين على البحث- فقد أبلغ 54% من المجموعة التي اختبر عليها العلاج بالتحسن، مقارنةً بـ 9% في مجموعة البلاسيبو الضابطة. ويعتمد هذا على مجموعة من 52 شخصًا، قُيِّموا خلال فترة مدّتها ستة أشهر.

المصطلح العلمي لهذه العوامات هو ” muscae volitantes” وتعني (الذباب الطائر) في اللاتينية، وتحدث عندما تلقي أجزاء صغيرة من البروتين أو الأنسجة أو خلايا الدم الحمراء ظلالها على أنسجة الشبكية في الجزء الخلفي من العين. وكلما اقتربوا من شبكية العين كانت أوضح.

ويرجع كون هذه العوامات تبدو كأنها تطفو وتختفي حين نحاول التحديق فيها، إلى أنها داخل السائل الهلامي الذي يملأ العين -والذي يسمى الخِلط الزجاجي-.

يبدأ الخلط الزجاجي بالتحلل والتحول إلى سائل أثناء التقدم بالسن، مسببًا تجمع واتحاد العوَامات مشكلين أجزاءً وعقدًا أكبر، مما قد يسبب ضررًا حقيقيًا على الرؤية.

تقوم هذه العملية بتفتيت أجزاء العوامات إلى قطعٍ أصغر، بمساعدة عدسات صممت لهذا الغرض خصيصًا.

يستهدف الجرَّاحون أجزاءًا عرضها 6 مايكروات (ما يعادل 6 أجزاء من المليمتر)

لا تتطلب العملية إدخال أدوات معدنية أو كيميائية إلى أجساد المرضى إضافةً إلى خُلوِها من الألم. على الأقل في الوقت الحالي، فلا ندري مدى فعاليتها أو مدى خطورتها.

حتى الباحثون يعرفون أنه نظرًا إلى صغر العينة نسبيًا، وإلى ضآلة فترة المعاينة، وإلى عدم وجود خيارات علاج أخرى لمقارنتها بعملية (ياغ-YAG)، فإننا نحتاج إلى دراسات أكثر.

على أية حال، نملك الآن دليلًا على عدم تعرض المرضى الذين يستعملون هذا العلاج إلى تأثير البلاسيبو، بل يتحسن بصرهم فعلًا.

وقبل أن تحجز موعدًا لدى طبيب ليزر، لربما وددت أن تتمهل قليلًا ريثما تصدر دراساتٌ أخرى.

نُشر هذا البحث في مجلة (JAMA Ophthalmology.).


  • ترجمة: عبدالله الصباغ.
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر