لنفترض أنك تحاول أن تقرر الجامعة التي تريد الالتحاق بها، ووجدت أن الجامعة التي كنت مهتمًا بها قبلت في السنة الماضية 30% من المتقدمين الذكور و21% من المتقدمات الإناث، تبدي هذه الأرقام تحيزًا واضحًا لصالح الذكور، لذلك ستجرب ارتياد مكان آخر وعند قراءتك للأرقام من جديد ستخيب ظنك الأقسام الموجود في الجامعة الثانية، إذ تحوي فقط على قسمين هما الرياضيات واللغة الإنكليزية، قسم اللغة الإنكليزية قبل 40% من الذكور و42% من الإناث وقسم الرياضيات قبل 10% من الذكور و11% من الإناث، إذا أعدت النظر إلى الأرقام ستجد تحيزًا لصالح الإناث.

يعد هذا مثالًا على مفارقة سمبسون التي تظهر عند النظر إلى النسب المئوية بدون التفكير في الأعداد الحقيقية، في البداية لنفترض أن قسم اللغة الإنكليزية يقبل نسبة أكبر بكثير من المتقدمين بالمقارنة مع قسم الرياضيات الذي يقبل فقط نسبة قليلة، والآن لنفترض أن أغلب الذكور في هذه الإحصائية قد تقدموا إلى قسم اللغة الإنكليزية، سيؤدي ذلك إلى رفع نسبة الذكور الناجحين لكون اللغة الإنكليزية مجال أسهل للدخول فيه، وبالمثل إذا افترضنا أن النسبة الأكبر من الإناث تقدمن لقسم الرياضيات، مما أدى إلى انخفاض نسبة الإناث الناجحات لأن مجال الرياضيات أكثر صعوبة، وفي هذه الحالة وعلى الرغم من أن كلا القسمين لا يميزان جنسًا عن آخر إلا أن نسبة الإناث الناجحات ستنخفض مقارنة بالذكور.

لنعد الآن إلى المثال: لنفترض أن 100 ذكر تقدموا لقسم اللغة الإنكليزية فهذا يعني أنه سيتم قبول 40 متقدم (بنسبة 40%)، ولنفترض أيضًا أن 50 أنثى تقدمن لنفس القسم فستقبل 21 متقدمة (بنسبة 42%)، حسنًا إذا تقدم للرياضيات 50 ذكر سيقبل منهم 5 (بنسبة 10%) و100 أنثى ستقبل منهن 11 (بنسبة 11%)، النسبة الإجمالية للذكور 45\150 ما يعادل 30% والإناث 32\150 ما يعادل 21.3%، إذًا لقد تم حلّ اللغز.

هذه المفارقة ليست مجرد فضول نظري ففي عام 1973 تعرضت جامعة كاليفورنيا للمقاضاة بسبب التحيز الجنسي على أساس الأرقام والتي كانت مثالًا على مفارقة سمبسون وتبين أن الإناث ككل تقدمن إلى الأقسام الأكثر قدرة على المنافسة ولهذا السبب بدت الأرقام متحيزة.


  • ترجمة: أسامة ونوس.
  • تدقيق: داليا المتني.
  • تحرير: أميمة الدريدي.
  • المصدر