هل شعرت يومًا أثناء العطاس أن قلبك توقف عن العمل ؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد لنا أن نفهم القلب من الناحية التشريحية:

يتكون القلب من قسمين أيمن وأيسر، وكل قسم ينقسم إلى غرفتين اثنتين علوية تسمى «الأُذين» وسفلية تسمى «البُطين»، ويربط بين كل أذين وبطين صمام ، وهناك صمامات إضافية مثل الصمام الأبهري والصمام الرئوي، والتي تعمل معًا كالبوابات، حيث تسمح لحوالي 2000 غالون من الدم يوميًا بالمرور في اتجاه واحد فقط.

شكل توضيحي لأقسام القلب وصماماته.

إن ضربات القلب تنشأ نتيجة لتيار كهربائي صغير من «نظام التوصيل القلبي» -والذي يعتبر النظام الكهربائي المُحرك للقلب -والذي يمر بممرات معينة ضمن عضلة القلب وتؤدي إلى تقلص العضلات وانبساطها.

تنشأ الإيعازات في (العقدة الجيبية الأذينية- SA node) والتي تعتبر المنظم الطبيعي لدقات القلب و هي عبارة عن مجموعة من الخلايا المتخصصة توجد على الأذين الأيمن.

ثم يسري هذا الإيعاز خلال جدران الأذين حيث يؤدي إلى انقباض تلك العضلات التي بدورها تدفع الدم الى البطين.

وقبل وصول الإيعاز الكهربائي إلى البطين يمر بعقدة تسمى (العقدة الأذينية- البطينية -AV node) وهي عبارة عن تجمع للخلايا بين الأذين والبطين وتعمل كبوابة لتخفف سرعة الإيعاز قبل دخول البطين.

شكل توضيحي لنظام التوصيل القلبي أو النظام الكهربائي للقلب البشري

وفي نقطة الالتقاء بين الأذين والبطين تتكون شبكة من الألياف تسمى (ألياف بركنجي) يمر الإيعاز الكهربائي من خلالها مسببا تقلص جدران البطين الأمر الذي يدفع الدم خارج القلب إلى أعضاء الجسم المختلفة وهكذا تتكون الضربة الواحدة من ضربات القلب.

مرة أخرى ولكي نعود لإجابة السؤال، يجب علينا معرفة آلية العطاس والغرض منه أيضًا.

إن الغرض من العطاس هو التخلص من (المخاط) الحاوي على مواد أو دقائق مهيجة والتي قد تدخل من خلال الأنف، حيث يزيل العطاس المواد المهيجة من التجويف الأنفي.

تبدأ عملية العطس عند إحساس النهايات العصبية داخل الأنف بدغدغة فتنبه الدماغ بوجوب إظهار حساسيته تجاهها، وكنتيجة فإنك تستنشق وبعمق كمية من الهواء ومن ثم تتقلص عضلات الصدر بقوة ومن ثم تقفل عيناك لجعل النفس والمخاط الحاوي على المواد المهيجة يخرج من الفم والأنف وبسرعة قد تزيد على 100 ميل\ ساعة، أي بتجرد العطاس هو طريقة لطرد الضيوف غير المرغوب فيهم من تجويف الأنف.

رغمًا عن أن دقات القلب تتأثر بالعطاس ولكنها لاتتوقف عن العمل في الواقع، فإن الضغط داخل الصدر يتغير فجأة وهو ما قد يسبب تغييرا مؤقتًا في تدفق الدم .

وفي هذه الأثناء «أي عند العطس» فإن معدل ضربات القلب يتغير لحظيًا خلال العطسة الواحدة. الجدير بالذكر أن النشاط الكهربائي في القلب يبقى على ماهو عليه دون تغيير.

اذًا أثناء العطاس ما يحدث فعلًا هو الإحساس بضغط شديد يتكون في الصدر والذي قد يؤثر على نبضات القلب ولكن بكلّ تأكيد لا يوقف عمله!.


  • ترجمة : بشار الجميلي
  • تدقيق : قُصي السمان
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر