لم يتوقف العلماء عن حلم الوصول إلى أقرب كوكب صالح للحياة والذي يبعد عن نظامنا الشمسي حوالي 4.2 سنوات ضوئية، وفيما يلي خط زمني يرجح وقت مغادرة البشر لأول مرة نظامهم الشمسي.

قفزة عملاقة.

تشير التقنيات الحالية إلى أن أقل مدةٍ زمنية للوصول إلى أقرب نجم – بروكسيما سنتوري – هي ألف عام، وقد تحمس العلماء لفكرة السفر عبر النجوم منذ اكتشاف قابلية أحد الكواكب للعيش فيها، يقول رئيس فريق البحث المكتشف للكوكب الصالح للحياة في مقابلةٍ مع محطة الراديو NPR غويليم أنغلادا: “إنه لمن المحير فعلًا وجود مثل هذا الكوكب، إن معرفتنا بهذا الكوكب يمكننا في المستقبل أن نصبح مبتكرين أكثر، ونفكر بحلول أكثر فعالية، مثل إرسال مسابر بين النجوم والكواكب، أو تصميم مركبةٍ فضائيةٍ للبحث عن هذا الكوكب”، تمثل الـ 4.2 سنة ضوئية الواقعة بيننا وبين بروكسيما سنتوري مسافةً مرعبةً لمكتشفي الفضاء، مما يتطلب منا الإتيان بحلول أكثر فعالية لفترة كبيرة من الزمن، ومن ذلك سألنا قراء موقع Futurism متى باعتقادهم يتمكن الإنسانٍ من مغادرة النظام الشمسي لأول مرة؟، أوحت إجاباتهم بأن هذا الإنجاز لا يبدو قريبًا، حيث ترجح الإجابات أن أول مغادرة للإنسان من نظامه الشمسي ستكون عام 2100، أو بعد ذلك، ويفسر تشارلز هورنبوستيل الذي شارك في الاستطلاع بقوله: “تشير توقعاتنا الحالية أن اكتشاف الإنسان للمريخ سيتخذ الإطار الزمني بين عامي 2025-2030، ومن ثم فإنه لا يُتوقع وصول الإنسان لمدارات نبتون وبلوتو بحلول نهاية القرن، ما لم يطرأ أي تطورٍ استثنائي في تقنيات الدفع الخارجي”، ولا يمكن إنكار صحة ادعاءات هورنبوستيل حول خطط الدول والشركات للسعي إلى إيصال البشر للمريخ في الخمسة عشر عامًا القادمة، كما أنه محق في أن العديد من الباحثين يسعون لابتكار تقنيات لزيادة سرعة المركبات الفضائية.

ماذا يعتقد الخبراء؟

يتفاءل بعض المهتمين بالفضاء حول فرصة ترحالنا بين النجوم، قائلين أنه إذا عملنا بشكلٍ جدِّيٍ ومتواصل، سنتمكن من الوصول إلى بروكسيما سنتوري بحلول العام 2100، ويقول آخرون كماركوس يونغ الباحث في مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية: “يوجد كثير من الأفكار التي قد تعتقد أنها ناجحة في بداية الأمر، ولكنك تجد عكس ذلك بعد قليل من البحث.

” قال رأيه هذا أمام الحضور في مؤتمر الدفع المشترك قبل تسعة أعوام، بعدما نفى توصله هو وفريقه لأي خيارات عملية للسفر بين النجوم، وهو رأي تشاؤمي بطبيعة الحال، ولم يمنع هذا الرأي ماركوس من التأكيد على ضرورة استمرار العلماء في دراسة المشاكل التي يعرضها السفر بين النجوم، – وهم يدرسون ذلك بالفعل-، يوجد هناك عدد من الأفكار حول مغادرتنا النظام الشمسي، ومن ضمنها: الصواريخ الانشطارية التي يجري الاطلاع عليها من قبل شركة تمولها وكالة ناسا، ولكن الإشعاع الصادر من هذه الصواريخ ربما يكون سامًا جدًا ليحمل البشر، وبوسعنا أيضًا استخدام أشرعة شمسية وإكسابها جاذبيةً خاصةً من خلال توجيه أشعة ليزر عليها، وهو المنهج الذي تعمل عليه شركة ستارشوت حاليًا، غير أن هدفها يكمن فقط في إرسال مسبار صغير لبروكسيما سنتوري عوضًا عن سفينة مأهولة بالبشر، وحتى إن استطعنا صنع مركبة فضائية بسرعة 10% أو 20% من سرعة الضوء، ستبقى لدينا مشكلة حماية هيكل السفينة من الأجسام الفضائية، وأشار إيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس في مقابلةٍ له مع مجلة Aeon إلى أن السفر عبر النجوم ليس هدف قابل للتنفيذ على المدى الطويل، لا الوقت الحالي.

ويضيف إيلون: “علينا التركيز في خطوتنا القادمة على أن نصبح حضارةً متعددة الكواكب، هذا إن رغبنا بإرسال أشياء لأنظمة نجوم أخرى”، وإذا صح كلام ماسك فلعشاق الفضاء مبرر للتأمل، لأن استعمار المريخ سيكون عندها على بعد بضعة أعوام من الآن.


  • المترجم: قصي أبوشامة
  • المدقق: رجاء العطاونة
  • تحرير : رغدة عاصي
  • المصدر