وفقًا لدراسةٍ جديدة، يطرأ ستون «خطأً» في المتوسط على الشفرة الوراثية أثناء انتقال مورثات الآباء إلى أبنائهم، وقد يكون أحد تلك الأخطاء سببًا للاختلافات الرئيسة في الشكل والسلوك مقارنةً بالوالدين، إذ تُعد تلك الأخطاء القوة الدافعة للتطور.

ووفقًا لفريق علماء الوراثة العالمي الذي أجرى البحث، تُعد تلك الطفرات أقل من المتوقع على الرغم من كثرتها، إذ صرح «فيليب عوض الله» عالم الوراثة من جامعة مونتريال في كندا وقائد مشارك في المشروع في مؤتمر صحفي «توقعنا مسبقًا انتقال نحو 100- 200 خطأ من الآباء إلى أبنائهم،» وأردف: «تُظهر دراستنا الوراثية الفريدة حدوث أخطاءٍ أو طفرات أقل من المتوقع.»

حلل الباحثون «تتابعاتٍ وراثية كاملة» لعائلتين شاركتا في «مشروع الألف جينوم»، وبحثوا عن طفراتٍ جديدةٍ طرأت على الحمض النووي منقوص الأكسجين للأطفال ولم تكن موجودة في جينومات الآباء، فقال عوض الله «كان الأمر أشبه بالبحث عن إبرٍ متناهية الصغر في كومة قشٍ هائلة»، فوجد العلماء طفرةً جديدةً يتيمةً لكل 100 مليون حرف من الحمض النووي منقوص الأكسجين.

ولاحظ العلماء تباين عدد الطفرات التي ورَّثها الأبوان تباينًا جذريًا في كلتا العائلتين، ففي إحداهما؛ كان الأب مسؤولًا عن 92% من الطفرات، بينما ساهمت الأم بنحو 64% من الطفرات في العائلة الأخرى.

وقال «مات هيرلز» من معهد ويلكم ترست سانجر البريطاني: «كان ذلك مفاجئًا، إذ توقع كُثُر أن يكون الأب مسؤولًا عن معظم الطفرات في جميع العائلات، بسبب نسخ الجينوم مراتٍ إضافية لإنتاج حيوان منوي بدلًا من بويضة».

ويمكن استخدام التقنيات الجديدة والخوارزميات المطورة خصيصًا للبحث والمذكورة بالتفصيل في آخر إصدار لمجلة «نيتشر جينيتكس» في المستقبل للإجابة على أسئلةٍ أخرى.

فمثلًا، ما تأثير عمر أحد الأبوين على عدد الطفرات المنتقلة إلى ذريتهما؟ وكيف تؤثر «تعرضاتهما البيئية» المختلفة على معدل الطفرات؟

سيكتشف العلماء ذلك عبر مقارنتهم لعدد الطفرات الجديدة للطفل المولود مع مراحل عمرية متعددة في حياة الأبوين وتجاربهما في الحياة.


  • ترجمة: باسل غازي الإسماعيل
  • تدقيق: منة الله عيد رزق
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر