منذ وقتٍ طويلٍ كان هنالك شكوك حول الملابس الداخلية للرجال ووضعيات أجسادهم والتي يمكن أن تؤثّر على جودة الحيوانات المنويّة لديهم.

والآن، هناك بحث جديد يدعم فكرة أنّ الرجال يجب أن يكونوا “أحرارًا” وغير مقيدين من أجل إنجاب الأطفال.

الملابس الداخلية الضيقة تؤذي خصوبتك

وفقاً لدراسةٍ حديثةٍ، فإنّ الرجال الذين يرتدون السراويل الضّيقة القصيرة (boxers) خلال اليوم ولا يرتدونها في السرير، كانت مستويات الحمض النووي التالف في حيواناتهم المنويّة أقل بكثير من أولئك الذين يرتدون السراويل الضيّقة خلال النهار والليل.

تقول الباحثة بالمعهد الوطني الأمريكي لصحة الطفل والتنمية البشرية كاثرين سابرا (Katherine Sapra): «بشكلٍ عام، فإنه بالنسبة للرجال الذين يسعون للإنجاب، هناك علاقة بين نوع الملابس الداخليّة التي يرتدونها أثناء اليوم وفي السرير ومدى جودة السائل المنويّ لديهم.

إذ أن الحدّ من ارتداء الملابس الضيقة وقت النوم يخفّض احتمالية تكسُّر الحمض النووي للحيوانات المنويّة (أي انقسام الحمض النووي للحيوانات المنويّة إلى قِطع أصغر)؛ فقد لوحظ أنّ جودة الحيوانات المنويّة كانت أفضل لدى الرجال الذين يرتدون ملابس داخليّة ضيّقة خلال اليوم لكنهم لا يرتدونها أثناء النوم».

تتبّعت الدراسة 500 رجل على مدار السنة، مع الأخذ بعين الاعتبار الملابس الداخليّة التي يرتدونها وجودة الحيوانات المنويّة لديهم.

اكتشف الباحثون أنّ أولئك الذين ينامون عراة ويرتدون ملابس داخليّة فضفاضة خلال اليوم، يكون تكسُّر الحمض النووي لديهم أقل بنسبة 25% مقارنةً بأولئك الذين اختاروا ارتداء ملابس داخليّة ضيّقة.

وبالرغم من أنّ حجم العينة في الدراسة كان صغيرًا نسبيًا، إلا أنّه دليل آخر على أنّه عندما يتعلق الأمر بالملابس الداخليّة يجب تبنّي نهج أكثر تحررًا والذي من شأنه أن يشكّل فوائد صحيّة كبيرة لخصوبة الرجال.

الأمر متعلق بالحرارة، والملابس الداخلية الضيقة ترفع من حرارة الخصيتين

يقول الدكتور آلان باسي (Allan Pacey) خبير الخصوبة الذكريّة في جامعة شيفليد بالمملكة المتحدة والذي لم يشارك في الدراسة: «لقد علمنا لبعض الوقت أنّ الرجال الذين تزيد درجة حرارة خصاهم، سواء كان ذلك بسبب التعرّض للحرارة في العمل أو ارتداء ملابس داخليّة ضيّقة، لديهم نوعيّة السائل المنويّ رديئة مقارنةً بالرجال الذين كانت خصاهم أكثر برودة.

ولم يظهر بشكلٍ كاف عمّا إذا كان من الممكن للرجال تحسين هذا الأمر عن طريق تغيير نوعية الملابس الداخليّة الخاصة بهم.

ولكنّ هذه الدراسة – على الرغم من أنّها صغيرة جدًا – تقترح أن هذا الأمر من شأنه حقًا أن يُحسّن الأمور».

وبعيداً عن مجرّد تحليل جودة الحيوانات المنويّة، فإنّ الأبحاث المستقبليّة ستقدّم رؤيةً أكثر نفعًا إذا وجهت تركيزها نحو قياس آثار اختيار الملابس الداخليّة للرجال.

يقول الدكتور آلان: «ما نحتاج أن نعرفه حقًا هو ما إذا كان تحوّل الرجال إلى ارتداء ملابس داخليّة أكثر مرونة من شأنه أن يُزيد ويُسرّع فرص حدوث الحمل لشركائهم مقارنةً باستمرار الرجال بارتداء الملابس الداخليّة الضيّقة».

ولكن في هذه الأثناء، فإن الآباء المستقبليين – أو الرجال الذين يريدون ببساطة الاهتمام بصحة حيواناتهم المنويّة – ليس لديهم ما يخسرونه إذا ارتدوا ملابس داخلية أكثر مرونة (أو حتّى عدم ارتداءها من الأساس)، مع العلم أنه عند قيامهم بهذا، فإنهم بذلك يحمون قدرتهم على الإنجاب.

ويقول الدكتور باسي: «إنّ استبدال الملابس الداخلية الضيقة بأخرى أكثر مرونة وجمالًا هو ليس بالأمر الصعب، لذا فإنّ شراء بعض السراويل الأكثر مرونة قد يكون نصيحةً جيّدةً للآباء المُستقبليين».


  • تدقيق: وائل مكرم.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر