نحن نتعلم من أخطائنا بالتأكيد، ولكن ما نتعلمه هو أن نرتكب المزيد من الأخطاء، مفاجئة! هذا هو ما تثبته آخر الدراسات.

هذه الفكرة تبدو بديهية من دراستنا لظاهرة تسمى طرف اللسان (Tip of the Tongue)، تحدث هذه الظاهرة عندما يحاول دماغك تذكر الكلمة الصحيحة، ولكن لسبب ما لا يمكن استرداد المعلومات الصوتية لها (كيفية نطقها).

يمكن حدوث هذه الظاهرة بغض النظر عن قدراتك وحصيلتك اللغوية، هذا وقد وجد الباحثون أنها تحدث أكثر للمتحدثين بلغتين أو أكثر (حيث يكون لديهم المزيد من الكلمات داخل المخ والذي يتعين عليه البحث خلالها كل مرة لإسترجاع الكلمة المراد نطقها)، بالإضافة لكبار السن والأفراد الذين يعانون من تلف في الدماغ.

يقول الباحث (كارين همفريس) من جامعة ماكماستر في أونتاريو: “هذا يمكن أن يكون محبطاً للغاية، أنت تعرف أنك تعرف الكلمة، ولكنك لا تستطيع تذكرها أو نطقها، وبمجرد تذكرك لها، ترتاح للغاية وتتخيل أنك لن تنساها مجدداً أبداً، ولكنك مع ذلك ستنساها.”

والسبب، كما تقترح هو أن الوقت الذي تقضيه وأنت غير قادر على التذكر، يجعل المخ يعزز مسار الخطأ (Mistake Pathway).

يقول همفريس مجدداً: “نحن نعلم أن هذه هي الطريقة التي يعمل بها الدماغ، فهو يعزز كل ما نفعله، لذلك فإن نتائج الدراسة منطقية للغاية”، وأضاف “لكن في الوقت نفسه، من المنطقي أن نشعر بأننا يجب أن نتعلم من كل أخطائنا”.

تمت الدراسة بتمويل من مجلس العلوم الطبيعية والهندسية للبحوث في كندا (NSERC)، حيث قام همفريس وزميله من جامعة ماكماستر (ايمي بيث وارينر) بإجراء اختبار تذكر الكلمات على ثلاثين طالباً جامعياً.

عُرضت سلسلة من التعريفات على الطلاب وكان عليهم أن يبينوا ما إذا كانوا يعرفون الجواب، أو لا، أو إذا كان الجواب على طرف لسانه.

إذا أجاب طالب أنه كان على طرف لسانه فإن ذلك يعني أنه أمضى إما 10 ثوانٍ أو 30 ثانية في محاولة لتذكر المصطلح قبل تذكره له. وبعد يومين، أكمل الطلاب نفس الاختبار فتذكر الكلمات بنفس التعريفات.

والطريف أن أغلب الطلاب الذين أعطوا الإجابة (كانت على طرف لساني)، أخطئوا مجدداً، وفي نفس المصطلحات التي أخطئوا فيها سابقاً.

وفي دراسة لاحقة، وجد الباحثون أن أفضل طريقة لمعالجة هذه المشكلة هو تكرار كلمة (بصوت عالٍ أو داخل رأسك) بمجرد تذكرك للكلمة.

أما إذا لم تفلح في تذكر الكلمة، فتوقف فقط واسأل أحد زملائك عنها أو ابحث عنها على شبكة الإنترنت ثم قم بالخطوة السابقة.

وتنطبق هذه النتئج على حالات أخرى، مثل: الموسيقى والرياضة.

حيث يقول همفريس: “يعلم معلمو الموسيقى هذه القاعدة جيداً، وهو أنه يجب لعب الآلات ببطء لكي يتذكر مخك بعد ذلك بصورة أفضل، أما إذا كنت تُمارس بسرعة، فإنك ستكرر نفس أخطائك السابقة وتنسى مجدداً.”


  • ترجمة : أحمد حسين إبراهيم
  • تدقيق: يحيى أحمد
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر