إذا ألقيت نظرة على مجلات الأزياء، ستجد العارضين من الرجال والنساء ممشوقي القوام ولديهم بطن مسطحة.

لكن في حقيقة الأمر، أن الأجسام الممتلئة من منطقة البطن هي الأكثر شيوعًا في المجتمع.

ويمكن للدهون الكثيرة في منطقة البطن أن تتسبب في قتلك للأسف.

تدعى الدهون الموجودة في منطقة الخصر في بعض الأحيان بـ ( قمة الكعك-muffin top) وذلك لأنها تتدلى خارج محيط الخصر الضيق، وتلك الدهون التي تُسمى كذلك بـ ( الإطار الإحتياطي) ليست فقط غير جذابة في المظهر العام، بل قد تؤدي أيضًا إلى أمراض خطيرة.

تقول (ديبورا كليغ-Deborah Clegg)، إختصاصية التغذية السريرية والأستاذة في المركز الطبي الجنوبي الغربي لجامعة تكساس: «ارتبط وجود الكثير من الدهون في البطن بزيادة خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني والسرطان».

درست كليغ أنماط نمو الدهون في الجسم ووجدت أن الرجال أكثر عرضة من النساء لتراكم الدهون في منطقة البطن، في حين تتجمع الدهون عند النساء في منطقة الوركين والفخذين.

وتستطرد : «المرأة ذات المنحنيات بوركين وفخذين ممتلئتان قد تكون أكثر صحة.

في حين أن الدهون في منطقة البطن هي الأكثر خطورة على الصحة، تتمركز الدهون في منطقة البطن داخل الأعضاء وحولها، وكل هذه الدهون تكون بداخل جدار البطن، وهي بالتالي دهون سيئة جدًا».

في تاريخ تطور للبشر، لم تكن الدهون في منطقة البطن دائمًا بالأمر الضار جدًا.

حيث كان أجدادنا من الإنسان الحديث، والذين اصطادوا بانتظام، بحاجة إلى دهون البطن لتخزين الطاقة اللازمة لمطاردة الحيوانات.

تقول كليغ لمجلة ” MyHealthNewsDaily”: «في عصور إنسان الكهف، كان من السهل التخلص من دهون البطن.

حيث كان على الرجال الركض أثناء الصيد وبذل الطاقة بشكل سريع، لذلك لم تتكدس الدهون في بطونهم، أما النساء فلم يقمن بأي مطاردة أثناء الصيد وبالتالي تكدست الدهون في تلك المناطق».

لا نعاني في وقتنا الحالي، من المجاعات مثلما كان في الماضي، ولسنا بحاجة لمطاردة الدببة لاصطيادها.

كما لا نملك تلك التدفقات الهائلة من الطاقة المبذولة للتخلص من هذه الدهون.

بسبب الحياة المستقرة لمعظمنا في العصر الحديث، تراكمت الدهون لدينا.

حتى أن القليل من الوزن الزائد حول القسم الأوسط من البطن يعوق وظيفة الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى، وذلك وفقًا لتقريرٍ نشر مؤخرًا بدورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب.

وبشكل عام، لدى الرجال نسبةً أعلى من النساء بشأن الإصابة بالأمراض المرتبطة بدهون البطن.

ولكن بعد انقطاع الطمث لدى النساء تزداد نسبة الإصابة بتلك الأمراض.

وتقول كليغ: « بعد سن اليأس، لم تعد أجسادنا قادرةً على إيداع الدهون بمنطقة الوركين والفخذين، وبالتالي تذهب إلى منطقة البطن.

لأن البطن هو المكان الوحيد حيث يمكن للجسم إنتاج الخلايا الدهنية».

في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، تتصرف الدهون باعتبارها (المبيض الثالث).

لأنها تقوم حينها بإنتاج هرمون الإستروجين.

وتقول كليغ: «لا توجد طريقة لمعرفة متى تصل الدهون في البطن إلى نقطة الخطر.

حتى الأشخاص النحفاء يمكن أن يكون لديهم كميات كبيرة من الدهون في بطونهم».

وتضيف: «بعض الأشخاص من أصل هندي يبدون للوهلة الأولى أنهم رشيقو القوام، ولكن تكشف الأشعة المقطعية عن وجود الكثير من الدهون في منطقة البطن».

كما تحذر كليغ من عدم كفاية ممارسة تمارين البطن وحدها لحل المشكلة.

وتنصح بالحفاظ على نظام غذائي صحي وكذلك نظام لممارسة التمارين الرياضية.

وتقول: « فقدانك للوزن عن طريق زيادة بذل الطاقة هي الطريقة الحقيقية الوحيدة لتقليل وزن الجسم، ولا يمكننا زيادة بذل الطاقة بشكل انتقائي في مكان واحد فقط».


  • ترجمة: علي أبوالروس
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر