هل توجد نسخة أخرى منك في مكان آخر؟

مفهوم الأكوان الموازية هو أحد أكثر المفاهيم المثيرة للحيرة في كلٍ من الخيال العلمي والعلوم التطبيقية، وهو أمر غير مستغرب، إذ تُعد فكرة وجود نسخٍ متعددة منك في الوقت ذاته فكرة مقلقة ومثيرة معًا.

لا يمكن اعتبار فكرة تعدد الأكوان نظرية علمية، لكن يمكننا استعارة الوصف الذي استخدمه «إيثان سيجيل – Ethan Siegel» من مجلة فوربس: «أنها النتيجة المنطقية النظرية لقوانين الفيزياء كما فهمناها على أفضل وجه».

إن فكرة بدء الزمكان وتوسعه يعني أن الوجود مُلزمٌ رياضيًا بتكرار ذاته في مرحلةٍ ما، وهو مفهوم يطلق عليه أحيانًا مصطلح «تعدد الأكوان المبطّن».

بعيدًا عن فكرة الاستنساخات الكونية المتكررة، توجد احتمالية بأن انفجارات كبيرة متعددة ولّدت فقاعات زمكانية متعددة في بحر لا نهائي من الأكوان المتعددة.

كيف نصل إلى هناك؟

ما نود معرفته حقًا هو، هل يمكننا الوصول يومًا إلى زمكان آخر؟

تعتمد الإجابة على هذا التساؤل على عدة عوامل، يجادل الفيزيائي «بريان غرين – Brian Greene» من جامعة كولومبيا بنقطة أن فرضية السفر إلى أكوان موازية أخرى يتوقف على مفهوم الأكوان الموازية بالنسبة لك، فإذا كنت من مؤيدي نظرية الانفجارات الكبيرة المتعددة المولدة لأكوان متعددة؛ فهذا يعني أن مغادرة كوننا للسفر إلى كون آخر هو أمر مستحيل بمقدار استحالة السفر بالزمن إلى الوقت الذي يسبق الانفجار الكبير الذي نتج عنه كوننا.

أما إذا كنت من المعتقدين بفكرة الأكوان الموازية التي تهيمن عليها فيزياء الكم، فلست بحاجة إلى السفر إلى أكوان أخرى، لأنك وفقًا لهذه النظرية تعيش بالفعل في أكوان عديدة في الوقت ذاته.

فإذا كنت محتارًا أي الملابس سترتدي، فهذا لا يهم لأنك سترتديها كلها في أكوان موازية منفصلة.

يعتقد الفيزيائي النظري «ميشيو كاكو – Michio Kaku» أن كوننا سينتهي بطريقة يطلق عليها اسم «التجمد الكبير».

بالإضافة إلى اعتقاده بأن التكنولوجيا ستتيح لنا إمكانية التنقل بين الأكوان.

بينما يقول «نيل ديغراس تايسون – Neil deGrasse Tyson» أنك إذا أتيت من كون ذي أبعادٍ أعلى، فسيكون التنقل بين الأبعاد سهلًا كسهولة الانتقال من غرفة إلى أخرى.

أما نظرية الأوتار التي يصعب إخضاعها لميكانيكا الكم والنسبية العامة فتفترض وجود أبعاد في هذا الكون أكثر بكثير مما كنا نعتقد سابقًا، إلا أننا فشلنا في الكشف عنها لأنها في الواقع صغيرة جدًا تدور في برهة لا نهائية في عوالم شبه ذرية يتعذر علينا كشفها في ظل إمكانياتنا الحالية.

لكن كيف يمكننا إثبات أيٍ من هذه الحجج أو دحضها؟

يتعذّر علينا الاطلاع على جوانب عديدة ما زالت مبهمة في كوننا هذا، ومن المستحيل حاليًا الحصول على أي دليل لتأكيد صحة أي من هذه الفرضيات.

بما أننا لا نملك الوسائل اللازمة لإثبات ما إذا كانت الأكوان البديلة موجودة أم لا، أو إذا كان بإمكاننا اجتياز الحدود للانتقال من كون إلى آخر، فمن المستبعد جدًا تجاهل هذا الموضوع سواءً في الخيال العلمي أو في العلوم الواقعية.


  • ترجمة: آلاء أبو شحوت
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير:عيسى هزيم
  • المصدر