كما في سائر المهن الأخرى، من الممكن أن تحدث الأخطاء في المجال الطبي ولكنّها بالتأكيد أكثر حساسية وأهمية لأننا نتعامل هنا مع الإنسان.

الأخطاء الطبية شائعة جدًا فهي مسؤولة عن 250 ألف وفاة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وهي القاتل الثالث في بعض دول العالم بعد السرطان والأمراض القلبية الوعائية!

وفيما يلي مجموعة من الأخطاء الطبية الأكثر شيوعًا ومصادفةً:

1- من أشيع الأخطاء الطبية على الإطلاق هي تلك التي تتعلّق بالأدوية، كتبديل الدواء أو زيادة الجرعة أو حدوث تعارض دوائي مع صنف آخر من الأدوية.

وهنا يجب على المريض التأكد من اسم الدواء والحصول على معلومات كافية عنه من الطبيب والصيدلاني عن طريقة أخذ الدواء وجرعته ومواعيده وإبلاغهم عن أي أدوية أخرى يتناولها.

2- تستخدم المضادات الحيوية لمكافحة الجراثيم والقضاء عليها، ومن الخطأ تناول هذه الأدوية في الرشح والأمراض الفيروسية لأنّ هذه الأدوية غير فعّالة هنا أولًا، ولأنّ ذلك يؤهّب لحدوث تعنيد ومقاومة من قبل الجراثيم على هذه المضادات الحيوية.

3- تحديد فترة مكوث المريض في المشفى أمر هام جدًا، والطبيب وحده هو المسؤول عن هذا القرار.

فخروج المريض باكرًا قد يحمل أضرارًا كبيرة وخصوصًا بعد العمل الجراحي، ومن ناحية أخرى فالبقاء في المشفى لفترة طويلة يُعرّض المريض لإنتاناتٍ خطيرة جدًا بأنواع فتّاكة من الجراثيم.

4- من الأخطاء الطبية الغريبة التي قد تحدث في غرف العمليات إجراء الجراحة في الطرف الآخر من الجسم أو في عضو آخر أو حتى لمريض آخر!

وفي الجراحة أيضًا ورغم أنّه خطأ نادر ولكنه موجود: نسيان معدات طبية أو شاش أو خيوط ضمن ساحة العمل الجراحي وإغلاق الشق الجراحي عليها وبالطبع سيقود ذلك لمشاكل خطيرة أهمّها حدوث خرّاج قيحي مكان العمل الجراحي.

5- أحيانًا تكون أعراض المرض غير واضحة أو غير نموذجية وتتطلّب القيام بالمزيد من الفحوصات أو الاستقصاءات لتأكيد التشخيص، كلّ هذا يؤدي لتأخّر البدء في العلاج وفي بعض الحالات يكون هذا خطيرًا جدًا.

6- طول فترة الاستشفاء والبقاء في السرير لفترة طويلة أثناء النقاهة من الأمراض وعدم العودة للنشاط الفيزيائي اليومي بسرعة له مضار وسلبيات كبيرة على العضلات والجهاز العصبي وكل وظائف الجسم تقريبًا.

الأخطاء الطبية ليست مسؤولية الطبيب أو الكادر الطبي وحده، بل هناك الكثير مما يمكن للمريض فعله لتجنّب حدوثها.

فعلى المريض التحدث مع الطبيب حول مرضه ومناقشة وسائل التشخيص وطرق العلاج المقترحة، ويحقّ للمريض طلب استشارة طبية من طبيب آخر عند اللزوم.

كذلك يجب على المريض اختيار الطبيب المناسب الأخصائي بالمرض الذي يُعاني منه، وكذلك اختيار المشفى أو المركز الصحي الأفضل.

وأخيرًا نُشير إلى أنّ الكثير من الاختلاطات الطبية تحدث بسبب اعتماد المريض على مصادر غير موثوقة أو غير طبية لأخذ المعلومات التي تتعلق بحالته كالإنترنت أو المجلَّات وغيرها، ومع أنّ هذه المعلومات قد تكون مفيدة أحيانًا، لكنّ الطبيب وحده هو القادر على مقاربة المريض ووضع التشخيص الدقيق وتقديم العلاج المناسب، لأنّ كل حالة مرضيّة تختلف عن الأخرى ولها خصوصيتها.


  • إعداد: د. محمد الأبرص
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: طارق الشعر
  • المصدر