اهتزازات الأمواج فوق الصوتية يمكن لها أن تقتل البكتيريا وتلحم البلاستيك وتساعد في تقليص مدة نضج المشروبات الكحولية من سنين لأيام.

للموجات الصوتية إمكانيات أبعد بكثير من تصوير الأجنة، فمنذ أن أصبحت أداة علاجية لا غنى عنها في ثلاثينيات القرن الماضي، وجدت التكنولوجيا التي تستخدم موجات صوتية لا يسمعها البشر طريقها إلى كل الصناعات تقريباً.

واليوم تجد الأمواج فوق الصوتية طريقها إلى المزيد من التطبيقات القادرة على القيام بتغييرات كبيرة حقاً في مجالاتها، وهنا سنعرض البعض منها:

1. استخدام الهواتف بدون اللمس المباشر:

نحن على مقربة من استبدال تكنولوجيا شاشات اللمس بأخرى لا داعي فيها للمس المباشر، فاليوم توجد أجهزة مثل مايكروسوفت كينكت – (Microsoft Kinect) يمكنها أن تكشف موقع يديك وتستخدم هذه البيانات كتعليمات.

ولكن ما تزال مشكلة الدقة العالية المطلوبة لوضع يديك في المكان المناسب تماماً تعيق استخدام هذا النوع من الأجهزة التي تعتمد على الإيماءات والإشارات وانتشارها على نطاق واسع.

تستعمل إحدى الشركات الموجات فوق الصوتية لخلق أزرار غير مرئية يمكنك الإحساس بها في الهواء حيث تقوم مجموعة أو مصفوفة من مرسلات الموجات فوق الصوتية بإطلاق وتشكيل مجالات صغيرة من الإحساسات القوية في أماكن محددة على الجلد فبدلاً من تلويح يديك في الهواء متمنياً كونها في المكان الصحيح ستعرف في التو عند الضغط على هذه الأزرار الوهمية.

يمكن لشيء مشابه أن يجعل من أجهزة الاستعمال اليومي كالهواتف الذكية مضادة للماء تماماً ومدركة بشكل فعال للبيئة المحيطة ولا داعي للمسها بشكل مباشر، كما أنه من الممكن لهذه التكنولوجيا أن تكون متصلة بتكنولوجيا أجهزة الواقع الافتراضي لتسمح لك بمعاينة هذا المحيط المصطنع مما سيضيف بعداً جديداً لألعاب الفيديو ووسائل الترفيه.

بعض الإشاعات تقول بأن الجيل القادم من الهواتف الذكية ستتيح تكنولوجيا التعرف على بصمات الأصابع بالموجات فوق الصوتية أي أنك لن تكون بحاجة للمس هاتفك لتفتح القفل كما يمكن لهذه الهواتف أن تسخر الموجات فوق الصوتية للشحن عبر (WIFI) حيث ستحول طاقة الموجات إلى طاقة كهربائية وسيتم استقبال هذه الطاقة من وحدة الإرسال المثبتة على حائط منزلك على سبيل المثال.

2. التصوير التجسيدي الصوتي:

استخدمت الأمواج فوق الصوتية لفترة طويلة في رسم صور ثنائية الأبعاد للجسم من أجل دراسته من قبل الأطباء، ولكن تطويرًا حديث العهد قد يبرز في مجال الرعاية الصحية في المستقبل وهو التصوير التجسيدي بالموجات فوق الصوتية.

في هذه التقنية، تستخدم الموجات فوق الصوتية لتحريك الجزيئات الدقيقة في وسط معين لتشكيل الصورة المطلوبة، على سبيل المثال، توجيه الموجات من خلال لوح منقوش أو مصمم بشكل خاص في مياه تحتوي على جزيئات بلاستيكية يجبرها على اتخاذ شكل أو تخطيط معين ويعتقد الباحثون أن هذا النوع من التصوير التجسيدي (الهولوجرام) الصوتي يمكن أن يحسن التصوير الطبي والعلاج بالموجات فوق الصوتية.

3. نظارات للعميان:

أحد التطبيقات المحتملة الأخرى للموجات فوق الصوتية هو السماح للناس الذين فقدوا بصرهم بالرؤية بنفس مبدأ الرؤية لدى الخفافيش أي عن طريق تحديد الموقع بالصدى.

فالخفافيش ترسل موجات فوق صوتية لتكتشف موقع الأشياء بدلاً من رصد الموجات الضوئية المنعكسة لرؤيتها، هذه الأصداء تمكنها من تلقي معلومات حول موقع وحجم شيء ما.

صنع الباحثون في جامعة كاليفورنيا خوذة ترسل موجات فوق صوتية وتحول الإشارات المنعكسة إلى أصوات مسموعة يمكن للدماغ البشري أن يتعلم كيفية معالجتها وتحويلها إلى صورة ذهنية مفصلة للبيئة المحيطة.

هذه التكنولوجيا قد تصبح عملية أكثر مع الوقت وتتحول إلى نظارة مصممة بشكل خاص.

4. رافعات عن بعد Tractor beams:

يمكن رفع الأشياء وتحريكها باتجاهات مختلفة بالموجات الصوتية إذا توفرت القوة المطلوبة أو اللازمة. حيث أظهر العلماء في جامعة برسيتول Bristol أنه يمكن خلق قوة كافية لرفع شيء بحجم الخرزة عن الأرض عبر التحكم وتركيز الموجات الصوتية المنطلقة من مصفوفة من مصادر الأمواج فوق الصوتية.

ولرفع أشياء أكبر حجماً كالإنسان مثلاً سنكون بحاجة قوة هائلة، كما أنه من غير الواضح بعد نوع أو مدى الضرر الذي ستسببه هذه الموجات على الإنسان إلا أن هذه التكنولوجيا ستمكننا من تطوير تطبيقات علاجية، على سبيل المثال، يمكنها تحريك الدواء عبر الجسم لتوصله إلى أهدافه من الخلايا.

5. الماسحات المريخية:

تستعمل تكنولوجيا الأمواج فوق الصوتية في عمليات البحث والاستكشاف، حيث يمكن استعمال هذه الاهتزازات في ضغط المواد بكفاءة عالية، مثل مثقاب دقاق يخترق المادة.

واقترحت هذه التكنولوجيا لاستخدامها في البحث عن رواسب النفط والغاز.

ويمكن استعمال تحديد الموقع بالموجات فوق الصوتية كنوع من أجهزة الاستشعار لمساعدة الطائرات بدون طيار في تجاوز العقبات مما سيمكننا من إرسالها إلى مواقع صعبة وخطيرة جدا.

ولكن هذا الاستكشاف ليس مقتصرًا على كوكب الأرض، فإذا زار البشر كوكب المريخ يوماً ما سنكون بحاجة إلى طرق جديدة لتحليل البيئة المريخية، وبسبب جاذبية المريخ الضعيفة فإن المثاقيب أو أجهزة الحفر التقليدية غير قادرة على الضغط بالقوة المطلوبة ولذلك يبحث العلماء في كيفية استعمال الأجهزة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية لجمع العينات كبديل.


  • ترجمة: أسامة ونوس
  • تدقيق: إبراهيم صيام
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر