يتمتع نحو 1-2% من سكان العالم بشعر أحمر بتأثير من جيناتهم؛ إذ تُظهر الأبحاث بأن الشعر الأحمر ينتج عادةً عن طفرة في جين يدعى «MC1R» والذي يرمز لمستقبلات الميلانوكورتين-1.

أما الصبغة المسؤولة عن اللون الأحمر الطبيعي لدى ذوي الشعر الأحمر فتدعى «الفيوميلانين».

يشترك الأشخاص ذوو الشعر الأحمر بأمور أخرى أيضًا فضلًا عن لون شعرهم؛ تتمحور عادة حول الجانب الصحي لهم، والتي لوحظ أنها أعراض أكثر شيوعًا عندهم.

وفيما يلي خمسة مخاطر صحية مرتبطة بالشعر الأحمر:

أكثر حساسية للألم

تشير البحوث الأخيرة إلى أن ذوي الشعر الأحمر أكثر حساسية للألم وأقل حساسية لأنواع التخدير الموضعي كالتي يستخدمها أطباء الأسنان.

إذ توصلت دراسة أجريت في العام 2004 إلى أن ذوي الشعر الأحمر يحتاجون إلى كمية من التخدير اللازم لإيقاف التنبيهات الألمية الكهربائية.

بينما أظهرت دراسة أخرى أنهم أكثر حساسية للسخونة والبرودة، وأن الليدوكائين الذي يستخدمه أطباء الأسنان للتخدير أقل فعالية عليهم.

إن الجين المسؤول عن اللون الأحمر للشعر هو جين MC1R»» الذي ينتمي إلى عائلة من المستقبلات المسؤولة عن إدراك الألم، وهذا يفسر زيادة الإدراك الحسي أو الألم عند حدوث أي طفرة تطرأ عليه.

وبسبب هذا الارتفاع في الحساسية تجاه الألم وانخفاض التجاوب للتخدير، قد يتجنب ذوو الشعر الأحمر الذهاب إلى طبيب الأسنان.

ووفقًا لدراسة أجريت في العام 2009، فإن ذوي الشعر الأحمر أكثر قلقًا بشأن زيارة طبيب الاسنان وأكثر خوفًا من تعرضهم للألم خلالها، إضافة لكونهم أكثر عرضة لتجنب زيارة طبيب الأسنان من أولئك الذين لا يمتلكون الجين السابق بنحو الضعف.

زيادة خطورة الإصابة بداء باركنسون

وجدت دراسة أجريت في العام 2009 على نحو 130 ألف شخص استمرت على مدى 16 عامًا، أن الأشخاص ذي الشعر الفاتح أكثر عرضة للإصابة بداء باركنسون من ذوي الشعر الأسود.

كانت خطورة إصابة ذوي الشعر الأحمر بداء باركنسون وتطويرهم لأعراضه أعلى بحوالي الضعف من ذوي الشعر الأسود.

خطر الإصابة بسرطان الجلد

غالبًا ما يمتاز ذوو الشعر الاحمر ببشرة شاحبة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

لذا تقترح بحوث سابقة أن الطفرة الجينية الجزيئية التي أدت إلى ظهور الشعر الأحمر قد ترفع هي ذاتها من خطورة الإصابة بسرطان الجلد.

وقد وجدت دراسة جديدة إن تلك الطفرة في الجين «MC1R» -المسؤول عن ظهور الشعر الأحمر والبشرة الشاحبة والقدرة الضعيفة على تسمير البشرة- تؤدي لإنتاج خلايا جلدية مهيئة للإصابة بسرطان الجلد عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

الطفرة تمنع الجين MC1R»» من الارتباط بشكل ملائم بجين آخر يدعى PTEN»» المسؤول عن الحماية ضد التغيرات الخلوية التي تحرض على الإصابة بالسرطان.

وقد قال الباحثون أنه كنتيجة لذلك يتحطم جين « PTEN» بمعدل أعلى عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية ويتسارع نمو الخلايا الصباغية -التي تدعى الخلايا الميلانينية- كما هو الحال عند الإصابة بالسرطان.
أجريت هذه الدراسة على الفئران والخلايا في الأوساط الزرعية في المختبر، لذا فنحن بحاجة إلى إجراء المزيد من البحث لمعرفة إذا كانت تنطبق على البشر أم لا.

خطورة انتباذ بطانة الرحم

تتعرض بعض السيدات ذوات الشعر الأحمر لخطر الإصابة بانتباذ بطانة الرحم، وهي حالة مرضية تهاجر فيها أنسجة من بطانة الرحم لتتموضع خارج الرحم مسببةً الألم.

وجدت دراسة أجريت في العام 2006 على أكثر من 90 ألف سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 25-42 عامًا، أن النساء ذوات الشعر الأحمر ويتمتعن بالخصوبة كن أكثر عرضة للإصابة بانتباذ بطانة الرحم بنحو 30% من غيرهن من ذوات ألوان الشعر الأخرى.

ومع ذلك فإن النساء ذوات الشعر الأحمر لكن لا يتمتعن بخصوبة جيدة كن أقل عرضة للإصابة بانتباذ بطانة الرحم من النساء الأخريات.

الوحمات

توصلت دراسة أجريت في العام 2012 إلى أن الأطفال ذوي الوحمات النادرة -تسمى الشامات القيتامينية الخلقية- أكثر عرضة لحدوث الطفرة على جين MC1R»» المسببة لظهور الشعر الأحمر من أولئك الذين ليس لديهم هذه الوحمات.

الشامات القيتامينية الخلقية هي وحمات بنية أو سوداء من شأنها أن تغطي 80% من الجسم، ويمتلك واحد من أصل 20 ألف طفل هذه الشامة.

قالت الباحثة في الدراسة «Veronica Kinsler- فيرونيكا كينسلر» من مستشفى «Great Ormond Street-غريت أورموند ستريت» في لندن: «إذا كان أحد أفراد عائلتك ذا شعر أحمر فلا ينبغي أن تقلقك هذه النتائج؛ إذ إن التغييرات في جين الشعر الأحمر شائعة ولكن الشامات القيتامينية الخلقية نادرة وبالتالي فإن هذه التغييرات لا تسبب ظهور هذه الشامات إنما تزيد احتمال ظهورها فحسب».


  • ترجمة: رغد القطلبي
  • تدقيق: الاء أبو شحوت
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر