الجواب يكمن في الإيثانول و الذي يشكل منذ عقودٍ جزءاً لا يتجزأ من صناعة الكحوليات، عند شرب الكحول الإيثانول المُنحل في الماء الموجود في هذه المشروبات يبدأ الدوران في جسمنا بحريّة ، فبعد أن يدخل الجهاز الهضمي يبدأ رحلةً مع حركة دوران الدم و يخترق أغشية الخلايا و يمرّ عبر القلب.

لكن المكان المفضل للإيثانول هو الدماغ، حيث يسبّب هناك إفراز الدوبامين الذي يجعلنا نشعرُ بالسعادة و يرتبط بالمستقبلات العصبية.

على هذه المستقبلات العصبية يرتبط الإيثانول تحديداً بالغلوتامات Glutamate ،و هو ناقل عصبي يثير الخلايا العصبية فيي العادة.

الإيثانول يمنع الغلوتامات من أنْ يصبح نشطاً و هذا يجعل الدماغ أبطأ في التجاوب مع المُنبهات.

يرتبط الإيثانول مع حمض الغاما امينوبوتيريك gamma aminobutyric acid (GABA) ، بعكس تأثيره على الغلوتامات فالإيثانول يقوم بتنشيط مستقبلات الـGABA ، هذه المستقبلات تجعل الشخص يهدأ و يشعر بالنعاس و تجعل نشاط الدماغ أبطأ.

تعتمد درجة السُكر على عوامل أخرى أيضاً مثل الجنس و العمر و الوزن و الطعام الذي تناولته فكل هذه العوامل تلعب دوراً في الثمالة التي يسببها الكحول.

يتم استقلاب الكحول في الكبد بمعدل 29 ميليليتراً في الساعة و هذه العملية تضرُّ بالكبد على المدى الطويل، كما تفرزه الكليتان مع البول خارجاً و تطلقه الرئتان مع الزفير و حتى يمكن لجزيئات الإيثانول أن تتسرب خارجاً عبر الجلد.

يمكن لكميةٍ فائضةٍ من الكحول (حوالي أربع زجاجات من النبيذ) أن تؤثر على عمل الدماغ لدرجة أنّه لا يعود قادراً على إرسال تعليماتٍ مهمةٍ لعمل الجسم مثل تلك التي تنظم عمل الرئتين و دقات القلب.

الأشخاص الذين يتوفون بسبب التسمم الكحولي يتوفون لأن دماغهم لا يُذكر أجسامهم بأنّ عليها أن تتنفس.


  • إعداد: راوان خاشوق
  • تحرير: يمام اليوسف
  • المصدر