أعلنت شركة (النظم النانوية – Surrey Nanosystems) الإنجليزية أنّها قد انتهت من تحسين الأنابيب النانوية العمودية لتصنيع مادة (فانتابلاك كواتينغ – Vantablack coating)، والتي ادعت الشركة أنّها أكثر المواد سوادًا تم صناعتها على مدار التاريخ؛ فكانت نسبة امتصاص الفانتابلاك للضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية حوالي 99.96 في المئة، بينما زادت قدرته بعد التعديل لدرجة أنّ نسبة كفاءته أصبحت أقوى من أن تقاس عن طريق (المطياف – Spectrometer).

صُنّع طلاء فانتابلاك عن طريق الزراعة الكيميائية لشبكة من أنابيب الكربون النانوية ذات أبعاد صغيرة: قطرها بطول 20 نانومتر وارتفاع يقدّر بأربعة عشر إلى خمسين (ميكرون – Microns)، وتوضع في غرفة ذات درجة حرارة عالية، وتعتبر الأنابيب النانوية صغيرة جدًا وكثيفة حتى أنّ التقارير قد أوضحت أن أكثر من مليار قطعة تأخذ مساحة واحد على عشرة سنتيمترًا مربعًا فقط لا غير، فعندما توضع على سطح ما من أي مادة – ولنقل من الألومنيوم – فلا ينعكس الضوء بل يُمتصّ نتيجة ارتطامه بالطلاء الكربوني، ومن شدّة سواد الفانتابلاك، يظنّ بعض الناس أن الصور الملتقطة لها هي صور مزيفة باستخدام برنامج (فوتوشوب – Photoshop) لمسح كل ملامح الصورة لتبدو سوداء تمامًا، ويمكنك تمييز الفانتابلاك فقط عندما تقارنها بما حولها من الأشياء ومن عدّة زوايا.

كما صرّحت الشركة عن اطلاقها نسخة رشّ من فانتابلاك تسمّى (فانتابلاك س-فيس – Vantablack S-VIS) والتي يًتوقّع أن تجعل الطلاء أكثر سهولة في متناول أي شخص يريد استخدامه، على الرغم من أنّها ليست في نفس مستوى سواد طلاء الفانتابلاك.

منذ أن أطلقت لأول مرة في الأسواق قبل ثلاثة سنوات، أبدى الفنانون والمصنعون اهتمامًا في استخدام الطلاء لخلق منتجات فريدة من نوعها من حيث المظهر، مثل ساعة يد من إنتاج (كونتيمبورين دو تمبس – Contemporaine du Temps) وتصميم الفنانّ البريطاني (أنيش كابور – Anish Kapoor)، والتي تتميز بطبقة من الفانتابلاك على رقعة عقارب الدقائق والساعات، حيث أن ذلك يضيف درجة من العمق إلى الساعة تفتقدها الساعات الأخرى التي لا تحتوي على طلاء فانتابلاك.

وصرّح ممثلو الشركة البريطانية للصحفيين أنّهم يعتقدون أن فانتابلاك يمكن أن تستخدم أيضًا لتحسين أداء الكاميرات وأجهزة الاستشعار، ويكمن العيب الوحيد في الحساسية الشديدة للطلاء ممّا يعيق قابلية استخدامه في التطبيقات التجارية، على الرغم من أنّه قد تم استخدامه في بعض الأقمار الصناعية المتتبعة للنجوم.


  • ترجمة: علي كريمة
  • تدقيق: أحمد عبد القادر
  • تحرير: عيسى هزيم
  • المصدر