لم تعُد كلمةُ (أخضر) تقتصرُ على وصف اللونِ الأخضر فقط، بل أصبحت تُمثّل البيئة التي تُحيط بنا.

تِلك الخرسانةُ المصنوعةُ من المُخلَّفات الخرسانيَّة صديقة البيئة تسمّى «الخرسانة الخضراء».

تشمل هذه المُخلَّفات أنواعًا مُختلفةً مثلَ الخبَث، مُخلّفات محطّات الطاقة، الخرسانة المُعاد تدويرها، مخلَّفات التعدين والمقالع، المُخلّفات الزجاجيّة، بقايا الأفران، الطين المُحترق، نشارة الخشب، رماد الاحتراق، ورمل السِباكة.

وتُعدُّ «الخرسانة الخضراء» مصطلحًا يُطلَق على الخرسانة التي تأخذُ خطواتٍ إضافيّة في تصميم المزيج والتموضع وذلك لضمان مُنشئٍ مُستدامٍ بالإضافة لدورةِ حياةٍ طويلة بأقل نسبةٍ من أعمال الصيانة. وبذلك يُمكن تسميتها باسم آخر هو «بُنى توفير الموارِد، منخفضة التأثير البيئي» مثلُ توفير الطاقة، إنبعاثات ثنائي أكسيد الكربون، ومياه الصرف.

وقد أصبحت الخرسانة الخضراء والتي اختُرعت لأوّل مرة عام 1998 في الدنمارك، موضوعًا ثوريًّا في تاريخ صناعة الخرسانة.

وقد شملت تطبيقاتها العمليّة السدود، الجسور والأبنية.

كان هدفُ «مركز الخرسانة الخضراء» هو التقليل من أثر الخرسانة البيئي. ولتمكين ذلك، طُوِّرت تكنولوجيا جديدة، بحيث تُأخذ جميعَ مراحل دورة حياة المُنشأ الخرساني بعين الاعتبار من حيثُ التصميم الإنشائي، المواصفات، التصنيع والصيانة وتشمل جوانب الأداء التالية:

  • الخواص الميكانيكيّة للخرسانة (كالمتانة، الإنكماش، الزحف و«السلوك الساكن – Static Behaviour»)؛
  • مقاومة الحريق (التشظّي ونقل الحرارة)؛
  • الجودة (قابليّة التشغيل، المعالجة وزيادة المتانة)؛
  • المُقاومة (الحماية من التآكل والصقيع)؛
  • الخصائص الحرارية والجوانب البيئيّة (كانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإعادة التدوير).

وهنالك العديد من المتطلّبات البيئيّة البديلة والتي يجب أن تمتَثل لها البُنى الخرسانيّة الخضراء، فعلى سبيل المثال، يجب أن تُخفِّض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30% على الأقل، وتُستخدم المنتجات المتبقيّة في الصناعات الخرسانية بحيث تُستخدم 20% منها  كحصويّات.

وبالإضافة للأهداف البيئيّة، هنالك مقاصدٌ بيئيّة وأهمّها:

تجنُّب استخدام المواد التي تحوي على موادٍ غير مرغوبٍ فيها والمحددة ضمن قوائم وكالة حماية البيئة، عدم التقليل من قابليّة تدوير الخرسانة الخضراء بالمقارنة مع الخرسانة التقليديّة وعدم زيادة محتوى المواد الخطرة في المياه الملوّثة الصادرة عن انتاج الخرسانة بالمقارنة مع المياه الصادرة عن انتاج باقي أنواع الخرسانة الحاليّة.

يتم اختبار أنواع الخرسانة المختلفة لتحديد قابليّة التشغيل وتغيّراتها بعد 30 دقيقة، مُحتوى الهواء، تزايد المُقاومة على الضغط، التجانس، تزايد الحرارة، انفصال المياه، بالاضافة لاختبارات الصقيع.

ميّزات الخرسانة الخضراء:

 

  • التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن صناعة الخرسانة؛
  • زيادة استخدام منتجات النفايات في الصناعة الخرسانيّة بنسبة 20%؛
  • لا تُسببُ تلوّثًا في البيئة ونموّها مُستدام؛
  • تتطلب الخرسانة الخضراء صيانةً وإصلاحًا أقل؛
  • قابليّة تشغيلها أفضل من الخرسانة التقليديّة؛
  • لها مقاومة جيّدة للحرارة والحرائق؛
  • سلوك مقاومة الضغط للخرسانة مع نسبة «الماء / الاسمنت» مشابه للخرسانة التقليديّة؛
  • مقاومة الثني للخرسانة الخضراء مساوية تقريبًا للخرسانة التقليديّة.

 

محدوديّتُها:

استخدام الفولاذ المُقاوم للصدأ يؤدي للزيادة في تكلفة تسليح الخرسانة الخضراء، بالإضافة إلى أنّ عمر الأبنيّة المُشيّدة بها أقل نسبيًّا من تلك المشيدة بالخرسانة التقليديّة.

ومن الناحية الهندسية فإن مُقاومة الشد بالفلق للخرسانة الخضراء هو أقل من الخرسانة التقليديّة.

ترجمة: رامي الحرك

تدقيق: المهدي الماكي

المصدر