السماوات المشحونة

يزداد انتشار المركبات التي تعمل بالكهرباء يومًا بعد يوم.

وأحد الأدلة الواضحة على ذلك تصنيف شركة  تسلا مؤخرًا كأهم شركة مصنعة للسيارات في الولايات المتحدة، متفوقةً على فورد وجنيرال موتورز.

بينما تحسم تسلا المنافسة على الأرض، تحاول بعض الشركات الأُخرى غزو السماء.

إحدى هذه الشركات «سيمنز» أثبتت طيارتها «Extra 330 LE aerobatic» أن الطيارات التي تعمل بالكهرباء لها نفس سرعة وقوة الطيارات التي تعمل بالوقود.

 

حطمت طيارة إكسترا رقمين قياسيين جديدين في 23 مارس/آذار أحدهما كان في الإقلاع بحمولة أقل من 1,000 كيلو جرام والتحليق لمسافة ثلاثة كيلو مترات من مطار (Dinslaken Schwarze Heide) في ألمانيا.

بلغت الطيارة أقصى سرعة عند 337.5 كم/س. وسجلت نسخة معدلة قليلًا من هذه الطيارة رقمًا قياسيًا آخر عند 343 كم/س لفئة الطيارات التي تتجاوز حمولتها 1,000 كيلوجرام.

وأصبحت الطيارة إكسترا أول طيارة تؤدي عملية سحب جويّ. ففي الرابع والعشرين من مارس/آذار وخلال مناورة شبه صامتة، سحبت طيارة شراعية من نوع «LS8-neo» على إرتفاع 600 متر في 76 ثانية.

يقول فرانك انتون، المدير بشركة سيمنز:

«تُقَدِّم عملية السحب الجوي دليلًا أوضح على قدرة محرك الطيارة على تسجيل الأرقام القياسية، يكفي ستة محركات من هذا النوع لتزويد طيارة ذات 19 مقعدًا -تعمل جزئيًا بالكهرباء- بالطاقة.»

السماء النظيفة

تُساهم الطيارات بشكل كبير في استهلاك الوقود الأحفوري.

 

تستهلك طيارات الرحلات الدولية، كطائرة بوينج 747 على سبيل المثال، 4 ليترات من الوقود في الثانية.

يُستهلك حوالي 150,000 لتر من الوقود في رحلة تستمر 10 ساعات، بمعدل 12 لتر للكيلومتر الواحد.

قد تحد طيارات كإكسترا من انبعثات الكربون في الجو.

وقد بات استخدام الطيارات الكهربية لأغراض تجارية وشيكًا.

فيقول انتون: «نتوقع -بحلول عام 2030- وجود طيارات تحمل حتى 100 مسافر، وتُحَلِّق لمسافة تصل إلى 1.000 كيلومتر. وتعمل سيمنز على جعل الطيارات التي تعمل -جزئيًا- بالمحركات الكهربية ممكنةً في المستقبل، بالتعاون مع «إيرباص-Airbus»، للعمل في حدود نطاق نُظم المحركات الخاصة بهم.»

ليست سيمنز الشركة الوحيدة التي تعمل على تطوير الطيارات الكهربية.

فتعمل شركة «رايت إليكتريك-Wright Electric» على تطوير بطارية للطيارات التجارية قصيرة الرحلات.

وقد استثمرت ناسا أيضًا 34 مليون دولار لتطوير الطيارات الكهربية. تُبَشِّرُنا مثل تلك الجهود بسماء نظيفة في المستقبل.


ترجمة: أحمد صلاح.
تدقيق: عبدالله الصباغ.

المصدر