تعرف على أكثر 3 جراثيم خارقة خطورة على صحة الإنسان


قامت منظمة الصحة العالمية (WHO) مؤخرًا بإصدار تحذير حول مجموعة من البكتيريا القاتلة.

حيث أطلقت هذه المنظمة ولأول مرة قائمة سميت باسم “مسببات الأمراض ذات الأولوية”، وهي عبارة عن قائمة بأسماء البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تعتبرها المنظمة الأكثر تهديدًا لصحة الإنسان.

وتقسم هذه القائمة إلى ثلاث فئات: بكتيريا ذات أولوية عالية، بكتيريا ذات أولوية متوسطة، بكتيريا ذات أولوية منخفضة.

وقد احتوت الفئة ذات الأولوية العالية على ثلاث عوامل ممرضة، إذ تعتبر هذه البكتيريا مقاومة للعديد من المضادات الحيوية وهي بذلك تشكل خطرًا كبيرًا على المرضى في المستشفيات ودور التمريض وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وتعتبر البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة والتي تسمى أحيانًا بـ “البكتيريا الخارقة” من الأولويات الحاسمة لأن العدوى بهذه البكتيريا يمكن أن يكون مميتًا بحسب منظمة الصحة العالمية.

فعلى سبيل المثال، فإن الأشخاص الذين يتعرضون للعدوى بأحد أنواع البكتيريا المقاومة للعقاقير المتعددة والتي يطلق عليها اسم المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) لديهم فرصة أكبر بنسبة 64% للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين يصابون بالعدوى نفسها ولكن في شكلها غير المقاوم وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

إن مسببات الأمراض الثلاثة الأولى على القائمة تعتبر جميعها مقاومة لمجموعة من المضادات الحيوية التي تدعى بالكاربابينيمات (carbapenems).

إن هذه المضادات الحيوية يطلق عليها أحيانا اسم أدوية “الملاذ الأخير”، ففي حال عدم نجاح هذه الأدوية، لن تبقى سوى خيارات قليلة جدًا.

يقول الدكتور كينارد نيلسون (Kenrad Nelson) وهو أستاذ علم الأمراض الوبائية المعدية في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: «تعتبر الخطوة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية مهمة جدًا، فبسبب السفر والاتصالات واسعة النطاق التي تجري في يومنا هذا، فإن الكائن الحي المضاد للمضادات الحيوية سيتمكن من الانتشار في جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة».

وبالرغم من أن نيلسون لم يشارك في وضع قائمة منظمة الصحة العالمية، إلا أنه اعتبر أنها تعتبر قائمة جيدة بشكل عام كما صرح لموقع لايف ساينس. وقد أشار إلى أنه كان سيضيف العامل الممرض الذي يدعى بـ كلوستريديوم ديفيسيل (Clostridium difficile) إلى تلك القائمة.

حيث يتواجد هذا العامل الممرض لدى المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية ومن الصعب علاجه والتخلص منه على حد قوله.

وفيما يلي نورد أسماء أكثر ثلاث بكتيريا تثير قلق منظمة الصحة العالمية:

1) أسينتوباكتر بوماني (Acinetobacter baumannii) المقاومة للكاربابينيم:

يمكن لهذه البكتيريا أن تسبب الالتهاب الرئوي والتهابات الدم الخطيرة وغيرها من الحالات، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي تعرف اختصارًا بـ (CDC). وتوجد هذه البكتيريا لدى المرضى المقيمين في المستشفيات بشكل رئيسي.

وبحسب الـ CDC فإن هذه البكتيريا تنتقل إما عن طريق الأشخاص أو من خلال السطوح الملوثة.

وعلى الرغم من أن هذا العامل الممرض لا يشكل خطرًا كبيرًا على الأشخاص الأصحاء، فإنه يعتبر خطيرًا جدًا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أجهزة مناعة ضعيفة أو من الأمراض المزمنة.

وتتفشى هذه البكتيريا عادة في أقسام معينة من المستشفيات كوحدات العناية المشددة (ICU) أو مرافق الرعاية الصحية طويلة الأجل مثل دور التمريض وفقا لـ CDC.

2) بسيدوموناس أيروجينوسا (Pseudomonas aeruginosa) المقاومة للكاربابينيم:

تتواجد هذه البكتيريا غالبًا في المستشفيات. وبالنسبة للمرضى الذين يصابون بعدوى هذه البكتيريا، فإن الالتهاب الرئوي أو العدوى بعد الجراحة يمكن أن يصبح خطيرًا للغاية ومهدد للحياة.

ويمكن لهذه البكتيريا أن تعيش أيضًا في أحواض المياه الساخنة وحمامات السباحة، وتم إثبات علاقتها بكل من التهابات الأذن الخطيرة والطفح الجلدي وفقًا لـ CDC.

يمكن للمرضى أن يصابوا بالبكتيريا من خلال الاتصال مع جهاز التنفس أو القسطرة، أو من خلال الجروح. وتعتبر هذه العدوى خطيرة جدًا بالنسبة لأولئك الذين يملكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا.

3) البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae) المقاومة للكاربابينيم:

إن العدوى بهذه البكتيريا غالبًا ما تحدث في المستشفيات أو في مرافق الرعاية الصحية طويلة الأمد، وفقًا لـ CDC.

وكما هو الحال بالنسبة لبكتيريا (A.baumannii)، فهي عادة لا تشكل خطرًا على الأشخاص الأصحاء، وبدلاً من ذلك فهي تعتبر خطيرة جدًا للأشخاص الذين يعانون من أجهزة المناعة الضعيفة بحسب الـ CDC.

ويمكن أن تنتشر هذه البكتيريا عن طريق الاتصال مع الأشخاص أو من خلال الأجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس الاصطناعي.

ولكن ماذا عن البكتيريا الأخرى التي تثير المخاوف؟

وضعت منظمة الصحة العالمية في الفئتين الأخريين على قائمة مسببات الأمراض ذات الأولوية البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية التي تسبب الأمراض بما في ذلك البكتيريا المسببة لمرض السيلان (gonorrhea) والتسمم الغذائي بالسالمونيلا.

وقد أدرجت ستة عوامل ممرضة في الفئة ذات الأولوية العليا، بينما أدرجت ثلاثة عوامل ممرضة في الفئة ذات الأولوية المتوسطة.

وتشمل مسببات الأمراض الستة ذات الأولوية العالية كلًا من:

– المكورات المعوية Enterococcus faecium المقاومة للفانكومايسين.
– المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus المقاومة للميثيسيلين وللفانكومايسين.
– هيليكوباكتر بيلوري Helicobacter pylori المقاومة للكلاريثروميسين.
– كامبيلوباكتر Campylobacter spp. المقاومة للفلوروكينولون.
– السالمونيلا Salmonellae المقاومة للفلوروكينولون.
– النيسيرية البنية Neisseria gonorrhoeae المقاومة للسيفالوسبورين وللفلوروكينولون.

وتشمل مسببات الأمراض الثلاثة ذات الأولوية المتوسطة كلًا من:

– العقدية الرئوية Streptococcus pneumoniae، التي لا تتأثر بالبنسلين.
– المستدمية النزلية Haemophilus influenzae المقاومة للأمبيسيلين.
– الشيغيلا Shigella spp. المقاومة للفلوروكينولون.

لقد وضعت قائمة منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع شعبة الأمراض المعدية في جامعة توبنغن في ألمانيا.

ومن أجل تحديد البكتيريا التي يجب وضعها ضمن القائمة، نظر الباحثون في عدد قليل من العوامل، بما في ذلك مدى قدرة العدوى التي تسببها البكتيريا على إحداث الوفاة، مدى مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المتوفرة حاليًا، مدى سهولة انتشار البكتيريا، عدد خيارات العلاج المتاحة، ومدى إمكانية الوقاية من العدوى التي تسببها البكتيريا، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن أحد أهم أهداف هذه القائمة هو التشجيع على القيام بالمزيد من الأبحاث حول تطوير المضادات الحيوية الجديدة، وإلهام الحكومات للاستثمار فى هذه الأبحاث.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى الوقاية بشكل أفضل وللاستخدام المناسب للمضادات الحيوية الموجودة من أجل معالجة هذا التهديد على نحو ملائم.

وبالفعل فقد صرح نيلسون قائلاً: « إن أحد الأشياء التي تعزز مقاومة المضادات الحيوية هو استخدام المضادات الحيوية»، ويتابع: « بشكل عام، نحن نميل إلى استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط وهو أحد الأشياء التي تؤدي إلى ظهور المقاومة».


ترجمة: زينب النيّال
تدقيق: جعفر الجزيري
المصدر