جدتك تعرف أكثر! كيف يؤثر أفراد العائلة على تشخيص الإصابة بالتوحّد؟


التاريخ: 15 مارس 2017

المصدر: نظام ماونت سايناي الصحي

ملخص: توصّل بحث جديد إلى أن التعامل المتكرر مع الأجداد، لا سيما الجدات، قد أدى إلى انخفاض تشخيص سنّ التوحّد بما يصل إلى خمسة أشهر لدى الأطفال.

توصّل بحث جديد، أُجري في مركز Seaver لأبحاث التوحّد وعلاجه في مستشفى ماونت سايناي ونُشِر في دورية »أوتيزم» (التوحّد)، إلى أن الأطفال الذين لديهم إخوة أكبر منهم أو يتعاملون على نحو متكرر مع أجدادهم تُشخَص إصابتهم باضطرابات طيف التوحّد في وقت مبكر، مقارنةً بمَن ليس لديهم إخوة أو لا يتعاملون مع أجدادهم.

هذه الدراسة هي أول دراسة تسأل ليس فقط الوالدين، وإنما أيضًا الأصدقاء وأفراد الأسرة الذين يتواصل معهم الطفل، حول ملاحظاتهم المبكرة عن الطفل.

وتُظهِر نتائج الدراسة أن نحو 50 % من الأصدقاء وأفراد الأسرة أفادوا بأنهم قد شكّوا في إصابة الطفل بحالة مَرضية خطيرة قبل أن يعلموا بقلق أحد الوالدين. وكانت الجدات من جهة الأم والمعلمون أول مَن أعربوا عن قلقهم.

ويقول دكتور جوزيف دي بوكسباوم – Joseph D. Buxbaum، مدير مركز Seaverلأبحاث التوحّد وعلاجه في مستشفى ماونت سايناي والمشارك في نشر هذا البحث: »إن نحو نصف عدد أفراد الأسرة والأصدقاء، الذين ذكروا أنهم كانوا قلقين بشأن الأطفال، عزفوا عن مشاركة مخاوفهم.

ويثبت عملنا الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه أفراد الأسرة والأصدقاء في توقيت التشخيص الأوّلي لإصابة الطفل بالتوحّد. وبما أن الكشف المبكر عن اضطرابات طيف التوحّد مهم للتدخلات العلاجية الفعّالة، نأمل أن تشجّع هذه الدراسة الأسر والأصدقاء على مشاركة مخاوفهم مبكرًا».

أجرى الباحثون في هذه الدراسة مسحًا على الإنترنت لعدد 477 أبًا وأمًا لأطفال يعانون من التوحّد. بالإضافة لذلك، أجروا عمليات مسح ومتابعة جديدة لعدد 196 شخصًا من أفراد الأسر والأصدقاء الذين أشار إليهم الآباء والأمهات.

أشارت النتائج إلى أن هيكل الأسرة والتفاعل المستمر مع أفرادها له تأثير هام على سنّ التشخيص.

على وجه التحديد، توصّل الباحثون إلى أن التعامل المتكرر مع الجدات قد قلل من سنّ تشخيص اضطرابات طيف التوحّد بمعدل 5.18 شهرًا، بينما قلل التفاعل مع الأجداد من سنّ التشخيص بمعدل 3.78 شهرًا.

وكان قد توصّل بحث سابق إلى أن سلوك الوالدين يؤثر على سنّ التشخيص، لكن إحدى النتائج المهمة لهذه الدراسة هي أن أفراد آخرين -غير الوالدين- يلعبون دورًا جوهريًّا في إكتشاف وجود مشكلة لدى الطفل.

ويقول دكتور ناتشوم سيشرمان – Nachum Sicherman، المشارك في نشر هذه الدراسة وأستاذ إدارة الأعمال بكلية كولومبيا لإدارة الأعمال: »يتجنب الكثير من الآباء والأمهات التماس المساعدة في تشخيص حالة طفلهم، على الرغم من علمهم باحتمال وجود خطأ ما.

وعادةً ما يتجاهلون علامات وجود مشكلة أكبر ويغضون الطرف عنها، ما يجعل دور أفراد الأسرة المُقربين والأصدقاء دورًا محوريًّا في الإسراع من تشخيص حالة الطفل والمساعدة فيها».

وبينما لعب التعامل مع الأجداد والأصدقاء دورًا مهمًا في سنّ التشخيص، أثّر هيكل الأسرة على ذلك أيضًا. فالأطفال الذين ليس لديهم أشقاء تمّ تشخيصهم مبكرًا بفترة تتراوح من 6 إلى 8 أشهر مقارنةً بالأطفال الذين لديهم أشقاء.

ومن بين الأطفال الذين لديهم أشقاء، تمّ تشخيص الأطفال الذين لديهم أشقاء أكبر منهم بنحو 10 أشهر مبكرًا بالمقارنة بمن ليس لديهم اشقاء أكبر منهم، مما يشير إلى أن الإخوة الأكبر سنًا قد يمثّلون نقطة مرجعية بمساعدتهم الوالدين في تحديد ما إذا كان إخوتهم الأصغر سنًا ينمون كما ينبغي أم لا.

تشير نتائج الدراسة إلى أن ثمة فرصًا للتشخيص المبكر عن طريق التعرّف على رأي ومعرفة أفراد الأسرة والأصدقاء ومقدمي الرعاية الذين يتواصلون مع الأطفال داخل الأسرة.


ترجمة: أميرة علي عبد الصادق
تدقيق: وائل مكرم
المصدر