لماذا يعيش المتطوعون حياة أكثر صحة من غير المتطوعين؟


حلل باحثون من جامعة “غينت” (Ghent) بيانات التطوع والتوظيف والصحة لأكثر من أربعين ألف مواطن أوروبي. أظهرت النتائج التي نشرت في مجلة PLOS ONE بأن التطوع له نتائج أفضل على الصعيدين المهني والصحي.

صحة المتطوعين تعادل صحة أشخاص أصغر منهم بخمس سنوات من غير المتطوعين حتى بعد السيطرة على العوامل الأخرى للصحة (الجنس والعمر والمستوى التعليمي وحالة المهاجرين والتدين ومسقط الرأس) فقد أظهرت النتائج أنصحة المتطوعين أفضل من غير المتطوعين.

قالت الدكتورة “جينس ديتوليناير” (Jens Detollenaere): “إن المكاسب الصحية الناتجة عن التطوع تماثل تلك الناجمة عن كونك رجلًا أصغر بخمس سنوات ومن السكان الأصليين (مقارنة بحالة المهاجرين) وهذا الارتباط المباشر بين العمل الطوعي والصحة ملحوظ إحصائيًا بشكل أكبر من كونه مجرد صدفة”.

يُفسّر جزئيًا بزيادة الدخل بين المتطوعين

عند حساب نسبة الارتباط الكامل المباشر بين العمل التطوعي والصحة إلى الارتباط الغير مباشر الناتج عن زيادة الدخل فقد وجد الباحثون بأن النسبة تعادل الخمس.

كما وجد الباحثون بأن المتطوعين يملكون دخلًا أعلى (بعد التحكم بالعوامل الشخصية المذكورة آنفًا) وهذا الدخل العالي يرتبط بكونهم في صحة أفضل.

قال الأستاذ “ستيجن بيرت” (Stijn Baert): “تعزز هذه النتائج صحة الأبحاث السابقة التي تقول بأن وجود أنشطة تطوعية سابقة في السيرة الذاتية للشخص تسفر عن فرص عمل أكبر وخصوصًا بالنسبة لغير المواطنين”.

تفسيرات أخرى

وضع الباحثون ثلاثة تفسيرات محتملة أخرى لوجود ارتباط بين العمل الطوعي والصحة الجيدة. قالت الأستاذة “سارة ويليامز” (Sara Willems) :”أولًا، قد يحسن العمل التطوعي من فرص الحصول على المعززات النفسية مثل: الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية.

والمعززات الاجتماعية مثل: الاندماج الاجتماعي والحصول على الدعم والمعلومات، وقد وجدت الأبحاث أن لكلا الأمرين تأثير إيجابي عام على الصحة.

ثانيًا، العمل التطوعي يزيد من النشاط البدني والمعرفي والذي يحمي ضد التراجع الوظيفي والخرف الذي قد يحصل في الشيخوخة.

أخيرًا، وجدت الأبحاث المتعلقة بعلم الأعصاب أن التطوع يساهم في تحرير الهرمونات المرتبطة بإعطاء الرعاية كالأوكسيتوسين والبروجسترون والتي لديها القدرة على تنظيم الضغط والالتهابات”.

طريقة

نتائج البحث مبنية على الجولة السادسة على الاستقصاء الأوروبي الاجتماعي (الذي أجري في عام 2012 و2013).

يقيس هذا الاستقصاء المعتقدات والميول والسلوكيات لأكثر من 40 ألف مواطن من 29 دولة أوروبية (بلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك وألمانيا والدنمارك وإسبانيا واستونيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة والمجر وايرلندا وايطاليا وليتوانيا وهولندا وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا والسويد وألبانيا وأيسلندا وإسرائيل وكوسوفو والنرويج وسويسرا وروسيا وأوكرانيا).

وقد تم تحليل هذه البيانات باستخدام نموذج وسيط عصري باعتبار التطوع الذاتي والصحة متغيرات رئيسية.


ترجمة: رغد القطلبي
تدقيق: عبدالله الصباغ
المصدر