دراسة تحدد الروابط بين التوحد والتصاحب الحسي


ملخص:

دراسة جديدة تتمكن لأول مرة من تفسير العلاقة بين أعراض التوحد والتصاحب الحسي وتحديد أوجه الشبه بينهما.
بالإضافة إلى تقديم تفسيرات تقترح كيف يمكن لهما أن يكونا مترابطين بشكل أوثق مما كان يُعتقد سابقًا.


توصلت نتائج الدراسة -التي أجراها خبراء في حالات التوحد والتصاحب الحسي في جامعة ساسكس وجامعة كامبردج والتي نشرت في مجلة (تقارير طبية-Scientific Reports)- إلى أن كلتي المجموعتين تُظهران تشابهًا ملحوظًا في الحساسية الحسية الشديدة، على الرغم من وجود اختلافات واضحة في القدرات التواصلية والمهارات الاجتماعية.

سبق وأن بينت دراستان سابقتان أن هناك انتشارًا للتصاحب الحسي عند مرضى التوحد.
مما يشير إلى أن الحالتين -رغم عدم اقترانهما الدائم- إلا أنهما مقترنتين معًا في كثير من الأحيان، مما يستبعد حدوث ذلك عن طريق الصدفة.
مع ذلك، تعتبر هذه الدراسة الأولى التي حاولت استخلاص رابط نهائي بين أعراض الحالتين.

التصاحب الحسي يعرف بأنه المزج بين الحواس المختلفة، فقد ترتبط الموسيقى مثلًا بالألوان، أو ترتبط الكلمات بالتذوق. في حين يُحدَّد التوحد بخلل في الفهم الاجتماعي والتواصل.

بينت هذه الدراسة أن كلتي المجموعتين تظهران حساسية حسية مرتفعة، كالنفور من بعض الأصوات والأضواء، إضافة إلى اختلافات في التعامل مع التفاصيل.
مع ذلك لا يظهر الأشخاص المصابون بالتصاحب الحسي الأعراض التواصلية التقليدية التي عادة ما تميز التوحد، في الوقت الذي أظهر فيه البحث أن هناك علاقة أكيدة بين الحالتين، فهي على الأرجح على المستوى الحسي وليس الاجتماعي.

أشرف على الدراسة البروفيسور (جيمي وارد-Jamie Ward) أستاذ علم الأعصاب الإدراكي ومدير لمجموعة علم الأعصاب بجامعة ساسكس، إلى جانب زميلته في علم النفس بنفس الجامعة الأستاذة (جوليا سيمنر-Julia Simner)، والبروفيسور (سيمون بارون كوهين-Simon Baron Cohen) أستاذ علم النفس التنموي بجامعة كامبردج ومدير مركز أبحاث حول التوحد.

تعليقًا على هذا البحث، قال الأستاذ وارد: «لطالما اعتبر التصاحب الحسي هبة أكثر منه خلل، و العكس صحيح بالنسبة للتوحد. تشير أبحاثنا إلى أن للحالتين قواسم مشتركة أكثر مما كان يُعتقد في السابق، وأن العديد من الصفات الحسية التي يمتلكها الأشخاص المتوحدين توجد أيضًا عند الأشخاص المصابين بالتصاحب الحسي».

و أضاف أيضًا: «على الرغم من حاجتنا إلى مزيد من الأبحاث، إلا أن فهمنا للتوحد في سياق قدرات التصاحب الحسي، قد يساعدنا على اكتشاف بعض الجوانب الأكثر إيجابية في التوحد مثل متلازمة العبقري، مع الكشف عن المزيد من الروابط العصبية بين الحالتين».

من المقرر أيضًا أن ينشر مجموعة من الباحثين ورقة بحثية قريبًا، للتركيز على مسألة (متلازمة العبقري-Savantism) عند الأشخاص المتوحدين.
يبدو أن التصاحب الحسي قد يكون سائدًا بشكل خاص عند الأشخاص الذين يعانون من التوحد والذين يمتلكون بعض قدرات متلازمة العبقري، مثل التفوق في الحساب والذاكرة والفن.

أضاف الأستاذ وارد: «على الرغم من أن بعض النظريات تقترح علاقة سببية بين زيادة الحساسية الحسية والأداء الاجتماعي الضعيف لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، إلا أن أبحاثنا تظهر حتى الآن قيمة اعتبار التصاحب الحسي على نفس الطيف الذي يصنف به التوحد من وجهة نظر حسية».

« نأمل في المستقبل أن نكون قادرين على الاستمرار في استكشاف العلاقة بين الأعراض والقدرات الاجتماعية والإدراكية والحسية عند الأشخاص المتوحدين والأشخاص المصابين بالتصاحب الحسي».


ترجمة : زينب الشقيري
تدقيق: الاء أبو شحوت
المصدر