تنافس الفضاء بين المليارديران – موسك وبيزوس – بلغ مستويات جديدة


قريبًا، قد يصل التنافس بين رجلا الأعمال المليارديران آيلون موسك (Elon Musk) وجيف بيزوس (Jeff Bezos) إلى القمر!

في 27 فبراير، صرّح موسك بأن شركته (SpaceX) تعتزم إطلاق اثنين من الرحلات التجارية الأسبوعية التي تدور حول القمر بحلول عام 2018.
في وقتٍ لاحقٍ، تسرّبت بعض الأخبار بأن شركة بيزوس Blue Origin)) تسعى لإيصال التجارب العلمية والمواطنين والعديد من المعدات والأمتعة وغيرها إلى القمر بحلول منتصف عام 2020.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتقابل فيها وجهتي نظر المؤسستين.

على سبيل المثال، منذ فترة طويلة تعطي كلا المؤسستين الأولوية لتطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام من شأنها التقليل من تكاليف الرحلات الفضائية وبالتالي تسهل على البشرية وضع بصمتها خارج المجموعة الشمسية.

في نوفمبر عام 2015، هبط الصاروخ الجديد (Shepard) التابع لشركة (Blue Origin) بعد رحلة تجريبية شبه مدارية.
وقد أدى هذا النجاح الهائل إلى إشعال فتيل اشتباك صغير بين موسك وبيزوس.
قام موسك بتهنئة بيزوس لتحقيق هذا الإنجاز عبر موقع تويتر، كما أكد أيضًا أن الهبوط بالصاروخ أثناء الدوران المداري (حول الأرض) – مثلما حاولت (SpaceX) قبلًا عندما أطلقت مركبتها الفضائية فالكون 9 – هو أمرٌ من الصعب القيام به.

ردًا على ذلك، قال بيزوس: «إن المرحلة الأولى من رحلة فالكون 9 المدارية لن تصل إلى المدار قبل أن تعود مرة أخرى إلى الأرض» ثم أشار إلى أن معدل احتراق الصاروخ التابع لشركة (SpaceX) كان بطيء (بسبب الأحتكاك مع جزيئات الهواء عند الهبوط) مما جعل بيئة رجوعه أكثر اعتدالًا.

قال بيزوس في مؤتمر صحفي «على كلٍ، فإن صاروخ Shepard التابع لشركة (Blue (Origin قد يكون الوحيد الذي حلق في أشد منطقة صعوبة أثناء العودة إلى الأرض.

وأخيرًا، ربما يكون أصعب جزء من خطة الهبوط هو الهبوط العمودي وإعادة الاستخدام، وهما من خصائص الصاروخ شيبارد»

قامت (SpaceX) بإهباط فالكون 9 بعد شهر، وبذلك تمت المرحلة الأولى من العودة بسلام يوم 21 ديسمبر عام 2015، بعد إطلاق 11 قمرًا للأتصالات يخصّوا شركة (Orbcomm).

في تغريده وصفها البعض بأنها ساخرة نوعًا ما، هنأ بيزوس شركة (SpaceX) أيضًا، وقال: «تهانينا لشركة SpaceX على هبوط فالكون من رحلته المدارية، مرحبًا بكم على الساحة».
سرعان ما تلاشت حرب الكلام الطفيفة بين الشركتين سريعًا، مع استمرارهما في تحقيق نجاحات عديدة في الهبوط والعودة للأرض مرة أخرى بسلام.

نجحت (Blue Origin) في الهبوط بـ (Shepard) أربع مرات قبل أن يتوقف استخدام الصاروخ في أواخر العام المنقضي.
كما أعادت SpaceX ثمانية مجموعات من فالكون 9 بأمان، حيث عاد ثلاثة إلى اليابسة وهبط خمسة على سفن بدون قائد «سفن روبوتية» تتمركز في المحيط.
و تخطط SpaceX لإعادة إطلاق أحد هذه الصواريخ مرة أخرى في وقت لاحق من الشهر الجاري، لتكون مهمته هي إرسال القمر الصناعي SES 10 إلى مداره حول الأرض.

صواريخ كبيرة!!

تعمل شركة (SpaceX) منذ فترة على صاروخ كبير يسمى ( Falcon Heavy)، والذي من المقرر إطلاقه لأول مرة خلال العام الحالي.

صرّح ممثل شركة SpaceX بأن: « يصل طول (Falcon Heavy) إلى 230 قدمًا (أي 70 مترًا)، وسيكون قادر على حمل حوالي  54 طن مِتري، مما يجعله أقوى صاروخ مُعزِز منذ أن أطلقت ناسا صاروخ زحل V إلى القمر.

وصرّح موسك بأن Falcon Heavy في حد ذاته هو صاروخ مُكلّف بمهام تتعلق بالقمر، ولذلك فستكون مهمته في العام القادم هي التحليق حول القمر.

في سبتمبر عام 2016، أعلن بيزوس أن (Blue Origin) تعمل على صناعة صاروخ هائل يُدعى (New Glenn) تيمنًا بـ جون غلين – John Glenn (أول أمريكي يدور حول الأرض).

بالإضافة إلى أن New Glenn سيكون أطول من Heavy Falcon التابع لشركة SpaceX لفقد صنع منه نسختان، الأولى 270 قدمًا (اي 82 مترًا)، و الثانية 313 قدمًا (أي 95 مترًا).
سيكون صاروخ Heavy Falcon التابع لشركة SpaceX أكثر قوةً. ولكن، وبحسب ما قاله بيزوس الأسبوع الماضي،فإن New Glenn سيكون قادرًا على التحليق 45 طن متري في مداره حول الأرض.

قال بيزوس «إذا سار كل شيء وفقًا للخطة، فسينطلق New Glenn في عام 2020، وستبدأ الرحلات التجارية بعد ذلك بوقتٍ قليل».

كما وافق اثنين من العملاء وهما (Eutelsat) ومقرها في فرنسا، و(OnWeb) ومقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، على إطلاق اقمار صناعية خاصة بهم على متن الصاروخ.

سيقوم كلًا من New Glenn و Heavy Falcon بعمل بعثات إلى الفضاء، فكما قال بيزوس «إن إرسال أشخاص إلى الفضاء هو جزء من مخططات كلًا من SpaceX و Blue Origin»

قامت شركة (SpaceX) بإجراء تعديلات لكبسولة الشحن الخاصة بها والتي تُسمى Dragon – والتي قد قامت بالفعل بنقل العديد من الإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية ISS التابعة لناسا- لتقوم بنقل رواد الفضاء إلى المختبر المداري وتعيدهم مرة أخرى.

قال موسك: «إذا إلتزمنا بالجداول الزمنية، فإن اول رحلة ذات طاقم فضائي متكامل تذهب إلى محطة الفضاء الدولية ستقلع في منتصف عام 2018»، كما أنا الكبسولة المُسماة بـ «التنين» ستحمل اثنين من رحلات الزبائن حول القمر في أواخر 2018»
في نفس الوقت، «تهدف (Blue Origin) لإطلاق أول رحلة تجريبية تتكون من ستة مقاعد جديدة داخل كبسولة شيبارد أثناء العام الحالي، وبدء الرحلات التجارية في عام 2018» وفقًا لتصريح ممثل الشركة.

يقول بيزوس أيضًا «إذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فإن رحلات الفضاء التجارية باستخدام شيبارد ستنطلق حتمًا في وقت لاحق».

ختامًا..

لدى كلًا من موسك وبيزوس رؤية مستقبلية، إذ صرّح الاثنان أنهما قد أنشئا شركتا رحلات الفضاء الخاصة بهم في المقام الأول للوصول للغاية النهائية وهي مساعدة البشر على الخروج من الأرض.

صرّح بيزوس – والذي هو أيضًا مؤسس موقع أمازون – Amazon.com، في مؤتمر صحفي خلال شهر سبتمبر عام 2015، قائلًا: «في نهاية المطاف، فإن رؤيتنا هي أن نجد ملايين البشر يعيشون ويعملون في الفضاء».

ذكر موسك منذ فترة طويلة أنه عندما أسس شركته (SpaceX) عام 2002 كان الهدف منها في المقام الأول هو مساعدة البشر في استعمار المريخ.
وفي سبتمبر 2016، وضّح كيف تخطط الشركة لتحقيق ذلك، والذي سيكون عن طريق مزيج من صاروخ وسفينة فضاء هائلين وقابلين لإعادة الاستخدام، فيما يُسمى بنظام النقل بين الكواكب ITS (Interplanetary Transport System).

قال موسك خلال كشف الستار عن التصوّر الخاص بنظام النقل بين الكواكب ITS «إذا تم كل شيء على ما يرام فيما يتعلق بتطوير ITS، فإن أول رحلات الطاقم إلى المريخ يمكن أن تنطلق عام 2020.
وبعدها بما يقارب نصف قرن تقريبًا يمكن أن نرى مليون شخص يعيشوا على العملاق الأحمر».

واستطرد: «يمكن أن يأخذ ITS الأشخاص إلى ما أبعد من المريخ.
في هذا النظام الأوّلي، إذا أستطعنا توفير محطات وقود على طول الطريق، فسيعني هذا الوصول للمجموعة الشمسية بكاملها».


ترجمة : بلال فاروق
تدقيق: وائل مكرم
المصدر