البجع والإوز… فروقات واختلافات عديدة!


يحب الكثير من الناس النظر إلى الإوز في الماء لما يتمتع به من منظر جميل وشكل مريح إلا أنَ الكثير من الناس لا يُمَيِز فيما إذا كان ينظر إلى إوزة (Goose) أم بجعة (Swan) نظرًا للتشابه الكبير بين الطائرين، فعند النظر إلى أوجه الأختلاف بينهما تظهر اختلافات واضحة وكثيرة مثل الموطن والشكل والعدد، لذا فإنَ هذا المقال يساعدك في إدراك الاختلاف بين هذين الطائرين الجميلين.

 

التصنيف:

ينتمي الإوز والبجع إلى فصيلة البط ( (Anatidae family والتي تتضمن البط كأعضاء أساسيين فيها أيضًا، وبالرغم من انتمائهم إلى نفس العائلة إلا أنَ البجع يبدو أقل تنوعًا من الإوز، ويظهر ذلك من خلال امتلاكه لجنس واحد هو” “Cygnus والذي يندرج تحته سبع سلالات، بالمقارنة مع الإوز الذي تصل كثرة تنوعه إلى امتلاكه لثلاثة أجناس واثنتين وعشرين سلالة.

الشكل والمظهر:

لا يُفَرِق الكثير من الناس بين البجع والإوز نظرًا لشكلهما ومظهرهما المتشابه، مع ذلك توجد بعض الاختلافات بينهما، إذ يميل الإوز إلى أن يكون أصغر من البجع كبير الحجم الذي يمكن أن يصل أقصى طول له إلى 6 أقدام (أي ما يقارب المترين) ووزنه إلى 15 كغ وهو وزنٌ كبير مقارنة بوزن الإوز الصغير، إضافة إلى الحجم يختلف الأخيران من حيث اللون أيضًا، فالبجع يغلب اللون الأبيض عليه أو الأبيض المختلط باللون الأسود أو في حالات نادرة يكون لونه أسودًا كليًّا، أما الإوز فهو يميل إلى أن يكون ذا ألوان غامقة كالأسود أو البني أو الرمادي مع وجود علامات بيضاء على البطن وأسفل الذيل.

ومما يجب ذكره من الفروقات الواضحة هي طول وشكل العنق، حيث يمتلك البجع أعناقًا طويلةً ذات منحنى على شكل حرف ” S” مقارنة بأعناق الإوز القصيرة و المستقيمة ، إلا أنَ الأخير يمتلك أرجلا طويلة رغم صغر حجمه.

طائر الإوز

طائر البجع

الموطن:

إذا أردت أن تبحث عن موطن البجع فقد يكون ذلك سهلًا لتواجده في جميع أنحاء العالم ويستطيع أن يعيش في أية قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، أما إذا أردت أن تجد موطن الإوز وكنت من سكان نصف الكرة الجنوبي فإن ذلك يحتاج منك السفر إلى نصف الكرة الشمالي نظرًا لوجوده هناك فقط مثل شمال أمريكا وأوروبا وأسيا، وبينما يفضل البجع المياه على اليابسة، لا يميل الإوز إلى تفضيل أي منهما على الأخر، إذ يحب أن يقضي أوقاته في الحقول والبراري والغابات وكذلك في البحيرات والأنهار والجداول وحتى المحيطات على حد سواء.

الغذاء:

يعد البجع حيوانًا مائيًّا تقريبًا، لذا يتكون غذائه بصورة أساسية من الطحالب والنباتات والأوراق والبذور التي قد تتوفر تحت سطح المياه، كما يفضل البجع الغذاء النباتي على الحيواني ونتيجة لذلك فإنه نادرًا ما يأكل المحار الصغير، يمكنه الخروج إلى اليابسة بحثًا عن الحبوب والذرة الموجودة على الأرض في ظروف معينة أو في بعض المناطق.
أما عند الحديث عن الإوز، فهو يعتمد في مصدر غذائه على اليابسة ومثال ذلك الأعشاب والجذور والأوراق والسيقان وبراعم النباتات والأرز والذرة وأحيانًا قد يتغذى على الحشرات أو الأسماك الصغيرة، مع التنويه إلى تشابهه مع البجع من ناحية تفضيله للغذاء النباتي.

التكاثر:

هناك العديد من أوجه التشابه والاختلاف بين عادات التكاثر لدى البجع والإوز، فمن أوجه التشابه أن يميل الاثنان إلى التزاوج مدى الحياة عدا في حالة موت أحد الشريكين فإنَ الأخر يبدأ بالبحث عن شريك جديد. ويميل الأخيران أيضًا إلى العودة للمنطقة التي ولدوا فيها لوضع الأعشاش، إلا أنَ الإوز يختلف بوضعه أعشاشه في وقت مبكر من العام وفي عمر أصغر)2 سنة) مقارنة بالبجع (3-7سنة)، ويضاف إلى أوجه الاختلاف أيضًا بقاء الإوز في جماعات واحدة وغير متفرقة على مدار العام وتميزه بامتلاكه روابط عائلية قوية خلاف البجع الذي يفضل عدم العيش معًا بالرغم من ارتباطه بشريكه مدى الحياة.

التعداد السكاني:

يختلف التعداد السكاني للبجع عن نظيره الإوز، إذ يعد البجع أكثر ندرة من الإوز فيما يعتبر في بعض الحالات مهددًا بالانقراض، فعند مقارنة تعداد البجع البواق ( (Trumpeter Swan الموجود في شمال أمريكا والذي قُدِرَ عدده حوالي 46.000 عام 2010 بعدد الإوز الكندي – الموجود أيضًا شمال أمريكا- والبالغ 5 ملايين يمكن ملاحظة الفرق الهائل بالعدد، لذا تعتبر حالة الحفظ أساسية للبجع “المهدد بالانقراض” مقارنة بحالة الحفظ للإوز “غير مهدد”.

الحيوانات المفترسة:

تختلف طبيعة المفترسات للبجع والإوز، ويعود ذلك إلى اختلاف الحجم والموطن، وبشكل بديهي يمتلك الإوز عددًا أكبر من المفترسات لسبب بسيط ذكِرَ سابقًا ألا وهو صغر حجمه مقارنة بالبجع، من هذه المفترسات : الثعالب، الكلاب البرية، الراكون، الطيور، الإنسان.
وبينما يعد الإنسان أكبر مفترس للبجع-والذي قد يصطاده رغبة في لحمه أو ريشه- إلا أن لديه مفترسات أخرى كالذئاب و الراكون.


ترجمة: سيرين خضر
تدقيق: داليا المتني
المصدر