التيستوستيرون، علاج سحري لأمراض الشيخوخة أم مجرّد ادعاء فارغ؟


هل هناك فوائد فعليًا لعلاج الاعتلالات الصحية الناجمة عن الشيخوخة أم لا؟

وجد الباحثون في الأوراق البحثية الخمس التي نُشِرت في 21 شباط/فبراير في مجلة «JAMA»، أن العلاج بهذا الهرمون للرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة منه قد أدى إلى نتائج مفيدة لبعض المشاكل الصحية ولكن ليس كثيرًا بالنسبة لبعضها الآخر.

فالعلاج بالتستوستيرون كان مفيدًا للعظام ولكن لم يؤثر على الذاكرة. وقد عالج التستوستيرون فقر الدم وكان مرتبطًا بانخفاض احتمال الإصابة بسكتة قلبية، ولكن الباحثين أفادوا بأن العلاج رفع من نسبة الصفيحات في الشرايين وهو مؤشر مبكر على احتمال الإصابة بسكتة قلبية.

 

 

وقال (كايلب ألكساندر- Caleb Alexander)، باحث في الأدوية التي تحتاج وصفة طبية في جامعة «Johns Hopkins Bloomberg» للصحة العامة والذي لم يشارك في هذا البحث: «إنه مجال مربك جدًا»، كما أضاف: «قد يساعد التستوستيرون الرجال بشكل كبير على الشعور بأنهم استعادوا حيويتهم ونشاطهم ولكن السؤال الحقيقي هو: بأي ثمن؟».

فكلما تقدم الرجال في السن تميل مستويات التستوستيرون إلى الهبوط. ويقترح الباحثون بأن إعادة رفع مستويات التستوستيرون إلى مستواها الطبيعي السابق قد يساهم في تعديل بعض علامات الشيخوخة كفقدان الذاكرة وضعف العظام. ولكن ألكساندر يرى بأن خطورة علاج من هذا النوع –بالذات المخاطر على الجهاز القلبي الوعائي- ما زالت غير واضحة. فعشرات الدراسات طرحت هذا السؤال ولكن النتيجة كانت دائمًا «نقطة في العديد من الاتجاهات المختلفة».

كما يقول ألكساندر: «بالرغم من عدم وضوح سلامة العلاج بالتستوستيرون أو فوائده فقد ارتفع عدد الرجال الذين يتلقونه في السنوات الأخيرة. وقد قدَّر تحليل في عام 2014 بأن 2.2 مليون من الرجال قد شغلوا وصفات التستوستيرون في عام 2013 مقارنةً مع 1.2 مليون رجلًا في عام 2010 ويشمل هذا التحليل العديد من الرجال الذين لديهم مستويات التستوستيرون على الحد ما بين المنخفضة والطبيعية والرجال الذين لم يستوفوا المعايير السريرية لتلقي العلاج».

 

 

العلاج الهرموني

بالنسبة للرجال الذين يعانون من مستويات منخفضة من التستوستيرون فإن التطبيق اليومي لمرهم التستوستيرون قد أظهر ارتباطًا بارتفاع مستويات الهيموغلوبين في الدم وزيادة كثافة العظام.

وقد حاولت دراسات جديدة الإجابة على بعض الأسئلة طويلة الأمد حول إيجابيات وسلبيات العلاج. فهناك أربع نتائج مستخلصة حاليًا من مجموعة من التجارب السريرية المعروفة باسم «تجارب التستوستيرون» المصممة لتقييم نتائج المعالجة بالتستوستيرون لدى الرجال بعمر 65 عامًا أو أكثر.

ووجدت إحدى الدراسات أن كثافة وقوة عظام الورك وخاصة عظام العمود الفقري تحسنت بعد عام من استخدام الجرعة اليومية من مرهم التستوستيرون. ولا يعرف الباحثون بعد ما إن كانت هذه الفوائد ستعني لاحقًا أن عدد الكسور سوف ينخفض. كما أظهرت دراسة أخرى بأن العلاج اليومي بمرهم التستوستيرون قد ساعد الرجال على الشفاء من فقر الدم ورفع مستويات الهيموغلوبين في الدم «الجزيئة الرابطة للأوكسجين في الدم».

 

 

ولكن لم يظهر بأن مرهم التستوستيرون فعال في علاج الذاكرة والإدراك. فقد ظهر في دراسة أُجريت على 788 رجلًا بأن الذين تناولوا الدواء الذي يحتوي الهرمون كان أدائهم في اختبارات وظائف الذاكرة والإدراك مماثلًا للذين تلقوا الدواء الوهمي.

وقد حاولت دراستان كشف كيفية تأثير العلاج بالهرمون بالضبط على القلب والأوعية الدموية. فربطت واحدة من الدراسات -التي كانت جزءًا من التجارب على الهرمون- العلاج بالهرمون بارتفاع مستوى الصفيحات في الأوعية الدموية التي تحمل الدم المُحمَّل بالأوكسجين إلى القلب. وكان هذا غير مطمئن حيث أن ارتفاع عدد الصفيحات يمكن أن يُعرقل جريان الدم ويتسبب في توقف القلب وحدوث السكتات أو المشاكل القلبية الوعائية الأخرى لدى الرجال الذين يتلقون العلاج بالهرمون.

فحص الباحثون في تلك الدراسة السجلات الطبية لأكثر من 44 ألف رجل حيث كان 8800 منهم يملك وصفة طبية للعلاج الهرموني بالتستوستيرون. وقد أبلغ الباحثون بعد ثلاث سنوات من المتابعة الصارمة بأن أولئك الرجال الذين يتلقون العلاج بهرمون التستوستيرون قد انخفض احتمال إصابتهم بمشاكل قلبية وعائية أكثر من الذين لم يتلقوه.

 

 

وضح العمل الجديد القليل عن دور استبدال التستوستيرون

ويقول (ديميتري كاسيماتس- Dimitri Cassimatis)، طبيب قلبية في كلية الطب البشري في جامعة إيموري في أتلانتا: «يوضح العمل الجديد المخاطر على الوظائف القلبية الوعائية والوظائف المعرفية

-توضيحًا عامًا صغيرًا لنتائج استبدال الهرمون. ولكن عند الأخذ بالدراستين معًا سوف تستنتج بأن فوائد التستوستيرون على كثافة العظام وفقر الدم هي الغالبة».


إعداد: رغد القطلبي
تدقيق: هبة فارس

المصدر