علاج شامل للحساسية باستخدام الجسيمات النانوية


اكتشاف طريقة جديدة لعلاج الحساسية لا تهدف فقط إلى منعها، وإنما قادرة أيضًا على تقوية جهاز المناعة في الجسم.

ماهي الحساسية (Allergies):

تُعتبر الحساسية أمرًا شائعًا، وذلك بالاعتماد على المواد التي تُسبب لك الحساسية، وشدة الحساسية التي تُعاني منها. إذ يمكن أن تُسبب لك الإزعاج بشكلٍ يومي أو تُشكل حالة إعاقة مُنهِكة، كما يمكنها أن تكون قاتلة!

إن الوعد المُتمثل بإيجاد “العلاج الشامل” قد أبصر النور بالفعل! حيث تتّبع هذه الطريقة الجديدة نظامًا قادرًا على إنهاء جميع أنواع الحساسية من خلال استخدام المفهوم الذي يُعرف باسم “حصان طروادة” الذي سيُمكِّن أجسامنا من التعرف على المواد الشائعة المسببة للحساسية، والتعامل معها كعناصر غير ضارة كما هي في الواقع!

لقد حاول العلماء عبثًا لسنين طويلة منع أنظمة المناعة البشرية من أن تفقد صوابها عندما تتعرض لأشياء من قبيل غبار الطلع وفراء الحيوانات والغبار … إلخ. وقد اتبعت جهودهم الحالية نهجًا مختلفًا؛ فعوضًا عن محاولة تهدئة الجهاز المناعي، هم يحاولون الآن استخدام جسيمات نانوية تحمل هذه المواد الشائعة المسببة للحساسية وتوصلها إلى دفاعات الجهاز المناعي لكي يتعرف عليها رسميًا ويتعامل معها كعناصر غير ضارة.

النتائج:

حتى الآن، فقد تم اختبار هذا البحث على الفئران التي تُعاني من الحساسية تجاه البيض. إن الجسيمات النانوية المسؤولة عن حمل المادة المسببة للحساسية وإيصالها إلى الأجهزة المناعية للفئران تم تصنيعها من بوليمير قابل للانحلال وحاصل على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). إذ مُلئ هذا البوليمير ببروتين البيض قبل أن يتم حقنه في جسم الفأر. عادةً ستُبدي الفئران أعراضًا شبيهة بالربو، ولكن بما أن بروتين البيض يوجد بداخل الجسيمات النانوية التي يعتبرها الجسم عناصر غير ضارة ، فلم يُظهر الجسم أي ردة فعل.

وبعد انتهاء فترة العلاج، لم تعُد الفئران تُظهر أي رد فعل تجاه البيض، كما أن أجهزتها المناعية أصبحت أقوى بالفعل.

وقد صرح ستيفن ميلر (Stephen Miller) – وهو الباحث الرئيسي من جامعة الغرب الشمالي في شيكاغو – قائلًا: «إنه علاج شامل» ويُردف بالقول: «بالإعتماد على الحساسية التي ترغب في التخلُّص منها، يمنكك أن تُحمّل على هذه الجسمات النانوية كلًا من غبار الطلع الخاص بعشبة الخنازير (Ragweed)1 أو بروتين الفول السوداني».

ولا يزال هناك طريق طويل علينا المرور به قبل أن يصبح هذا العلاج بالفعل العلاج الشامل للحساسية لدى البشر، وهناك حاجة للقيام بالمزيد من التجارب على الفئران قبل أن ينتقل العلماء لاختبار مدى فعالية العلاج لدى البشر. ومع ذلك، يُستخدم ذات المفهوم للتعامل مع حالات المناعة الذاتية وبالتالي فهو يمتلك حتى الآن نتائج واعدة.

المصطلحات:

1- عشبة الخنازير (Ragweed): هي عبارة عن نباتات مُزهرة تنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم وخاصة في أمريكا الشمالية، ويُشتهَر غبار الطلع الخاص بها بكونه من مسببات الحساسية لدى البشر، إذ يسبب التهاب الأنف التحسسي. وتعود نصف حالات التهاب الأنف التحسسي المرتبطة بغبار الطلع في أمريكا الشمالية إلى هذه العشبة.


ترجمة: زينب النيّال
تدقيق: جعفر الجزيري
المصدر الأول
المصدر الثاني