هل يمكن ان تكون جهودنا في الحفاظ على وزننا من خلال التمارين الرياضية مجرد مضيعة للوقت؟


قدمت دراسة عالمية حديثة في جامعة لويولا في شيكاغو أدلة مهمة حول أن التمارين الرياضية قد لا تكون المفتاح للتحكم بالوزن.

ووجد الباحثون الذين درسوا مجموعة من الشبان في الولايات المتحدة وأربع دول أخرى، أنه لا يوجد أي رابط بين زيادة الوزن وكثرة الجلوس أو النشاطات البدنية.

وقالت مؤلفة الدراسة لارا ر. دوغاس الحاصلة على الدكتوراه في الصحة العامة ومساعدة بروفيسور في قسم علوم الصحة العامة مدرسة ستريتش للطب في جامعة لويولا في شيكاغو «إن نتائج دراستنا تشير إلى أن النشاط البدني قد لا يحميك من زيادة الوزن».

إن النتائج الإيجابية للنشاط البدني كثيرة ومثبتة، فهي تقي من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري والسرطان كما أنه يحسن الوظائف العقلية ويحسن المزاج. إن الناس الذين يكونون نشيطين بدنيًا يميلون لكونهم أكثر صحةً من غيرهم وتكون متوسط أعمارهم طويلة.

ولكن في حين أن النشاط البدني يحرق السعرات الحرارية، فإنه يزيد ويفتح الشهية مما يجعل الناس تعوض كل هذا بأكل كميات كبيرة أو الركود والكسل في بقية اليوم.

وقد اقترح بعض الخبراء أن انخفاض مستوى النشاط البدني وخاصة في أماكن العمل، كان مسهمًا في انتشار البدانة. ولكن البحوث كهذه التي في دراسة لويولا الحديثة، والتي قيس فيها النشاط البدني بموضوعية وتم فيها تتبع المشاركين خلال الوقت، لم تجد رابط معين بين النشاط البدني وزيادة الوزن.

إن دراسة لويولا تعتبر واحدة من النتائج الأولية لنموذج الدراسات الوبائية الإنتقالية (METS).

في دراسات METS، قام الباحثون بتتبع بالغين بين الـ 25-40 يعيشون في خمس دول: الولايات المتحدة، غانا، جنوب أفريقيا، جامايكا وجزر السيشل. إن الباحث الرئيسي لأبحاث METS وكببر مؤلفين دراسة لويولا كانت إيمي لوقا، الحاصلة على الدكتوراه، وأستاذ ونائب رئيس قسم لويولا لعلوم الصحة العامة.

وجدت دراسات سابقة أنه عندما يتم سؤال الناس حول نشاطهم البدني، فأنهم يميلون للمبالغة في مقدار النشاط الذي يبذلونه، ولتوفير أكبر قدر من الموضوعية قام الباحثون بتركيب أجهزة حول خصر المشاركين تقيس كمية الطاقة المبذولة كما وضعوا عداد خطوات لهم، كما قاس الباحثون أوزانهم وطولهم ونسبة الدهون في أجسادهم وطلبوا منهم أن يعيدوا هذه الفحوصات بعد سنة أو سنتين.

في الزيارة الأولى، سجل المشاركون الغينيون أقل معدل للأوزان (63 كغ لكل من الرجال والنساء)، وسجل الأمريكيون أعلى المعدلات(91 كغ للنساء و93 كغ للرجال).

كما سجل الغينيون معدلات رشاقة أكثر. 76% من الرجال الغينين و44% من نسائهم حققوا المعدلات الموصي حسب مقاييس النشاط البدني الأمريكية، بينما فقط 44% من الرجال الأمريكيين و20% من نسائهم حققوا هذه المعدلات.

هذه المعدلات الموصى بها تتطلب ساعتين ونصف على الأقل من النشاط البدني المعتدل (كالمشي السريع) في الأسبوع.

ومن المثير للدهشة أن مجموع الأوزان المكتسبة في كل دولة كانت ترتفع عند أولائك الذين حققوا المعدلات الموصى بها.

على سبيل المثال، الرجال الأمريكيين الذين حققوا المعدلات الموصى بها كانوا يزيدون باوند ونصف كل سنة، بينما الرجال الذين لم يحققوا هذه المعدلات كانوا يخسرون سدس الباوند.

لم يجد الباحثون أي علاقة مميزة بين الركود والخمول مع زيادة الأوزان أو نقصانها.

فقد كان العامل الوحيد الذي يربط كل هذه الأمور ببعضها كان الجنس والعمر.


المترجم: حسن كوسا
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر