ملابس واقية مستوحاة من حراشف السمك


أجرى مجموعة من الباحثين طيلة سنتين، دراسة على ما يقارب 50 سمكة باس، قاموا بكسر وطرق المئات من حراشفها تحت المجهر، محاولين فهم خصائصها وتقنياتها.

يقول فرانسوا بارثلاث – الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة ماكجيل، وأحد أبرز العلماء الذين يعتبرون الطبيعة مصدر إلهام أثناء بحثهم عن حلول للمشاكل الهندسية من حولهم-، يقول:«لا بد أن الناس في سوق السمك قد تساءلوا ماذا ننوي أن نفعل به».

يحاول فرانسوا وفريقه، منذ عدة سنوات، تصنيع نوع من الحماية تتميز بالمرونة، مستوحاة من أنواع معينة من حراشف الحيوانات، حيث كان هدفهم هو صنع قفازات واقية مقاومة لحدوث ثقوب ومرنة بما يكفي ليرتديها عمال المصانع أثناء عملهم، بعد خمس سنوات من العمل، اعتقد الفريق أنه أنجز المهمة وحقق هدفه، فقد تبادر الحل إلى أذهانهم عندما بدؤوا بالنظر عن كثب إلى حراشف سمكة تدعى (أليجيتور جار).

الأصغر هو الأفضل في بعض الأحيان

تمكن الباحثون، بعد سلسلة من التجارب، من تحديد مجموعة من التقنيات في طريقة تشوه، وتفاعل، وتكسر حراشف السمك الطبيعية.

طوروا أيضًا تقنية جديدة لتغطية أسطح كبيرة بقشرة بلاط سيراميكي متداخل، وقد كانوا قادرين، باستخدام النمذجة الحاسوبية، على تحديد الحجم الأمثل، الشكل، الترتيب، والتداخل، لصناعة قفازات واقية أكثر مقاومة للتمزق والانثقاب من تلك المستخدمة حاليًا.

يقول روبيرتو مارتيني، المؤلف الأساسي لبحث نشره الفريق مؤخرًا: «فاجأتنا حراشف السمك، إذ على عكس الاعتقاد البديهي؛ اكتشفنا أن الحراشف الصغيرة في الواقع، أصعب من أن تنثقب من الحراشف الكبيرة، الأمر الذي باستطاعتنا الآن شرحه كاملا باستخدام التحليل الهندسي، توصلنا أيضًا، إلى أن هذه الحراشف هي أقسى وأصلب المواد المعروفة التي تحتوي الكولاجين بشكل أساسي».

الطبيعة تحل المشاكل الهندسية

يختم بارثلات قائلًا: «أوجدت الطبيعة حلولًا للمشاكل الهندسية على مدى ملايين السنين من التطور.

تجاهل علماء الأحياء والمهندسون بعضهم بعضًا لفترة طويلة، إلا أن الوضع بدأ يتغير الآن. يستخدم علماء الأحياء اليوم المزيد من الأدوات والطرق الهندسية، في حين يحاول المهندسون حل المشاكل الهندسية القديمة العالقة باستخدام الإلهام البيولوجي.

الإحيائيون والمهندسون يتعاملون الآن مع بعضهم البعض أكثر من أي وقت سبق، الأمر الذي يعتبر حماسيًا ومثيرًا جدًا خلال أوقات العمل في هذا المجال».


ترجمة: آلاء أبو شحّوت
تدقيق: المهدي أيت بعراب
المصدر