مصاصو دماء؟ شركة أمريكية ستبدأ بمحاربة الشيخوخة عبر حقن كبار السن بدماء يافعين


الدم هو دواء، بالنسبة لجيسي كارمازين Jesse Karmazin ، شركته حديثة العهد المقامة في مونتيري، كاليفورنيا Monterey, California وتدعى Ambrosia (امبروسيا) و معنى الاسم “طعام الآلهة” و هي تقوم الآن بتسجيل الناس في التجربة السريرية الأولى من نوعها في أمريكا و المصممة لمعرفة ماذا يحدث عندما تمتلىء أوردة البالغين بدم الأشخاص اليافعين.

 

 

هو على حق بخصوص ميزات الدم المنقذة للحياة بالكثير من الطرق.

عملية نقل دم بسيطة تتضمن فتح وريد و ضخ البلازما الخاصة بشخص ذو صحة جيدة في أوردة شخص تعرض لعملية جراحية أو لحادث سيارة، هي واحدة من أكثر العمليات التي نقوم بها آمناً.

كل عام، تقوم الممرضات بالولايات المتحدة الأمريكية ب 14.6 عملية نقل دم، ما يعني أن 40,000 عملية نقل دم تحدث في أي يوم عادي.
لكن كارمازين و الذي يملك شهادة جامعية في الطب البشري لكن غير مرخص له ممارسة المهنة ، يرغب بأخذ فكرة الدم كدواء إلى مستوى أعلى بكثير. هو يرغب باستعمال عمليات نقل الدم لمحاربة التقدم بالعمر.

كطالب طب في جامعة ستانفورد Stanford و متدرب في المؤسسة الوطنية للشيخوخة National institute on Ageing، شرح كارامازين في مكالمة هاتفية قمنا بها حديثاً أنه شاهد العشرات من عمليات نقل الدم تحدث يومياً.

 

 

قال كارمازين: ” بعض المرضى يحصلون على دم ناس يافعين بالعمر و الآخرون يحصلون على دم ناس كبار بالعمر و تمكنت من القيام ببعض الاحصائيات، و كانت النتائج رائعة حقاً”

“و فكرت أن هذا النوع من العلاج هو ما أرغب بأن يكون متوفراً لي”

لكن، إلى حد الآن، لا أحد يعلم إذا كانت عملية نقل الدم ترتبط حقاً بشكل يعتمد عليه بفائدة صحية واحدة عند الناس. و يشك الباحثون أن تجربة كارمازين ستأتي بدليل كافي ليرشدنا في هذا الاتجاه.

عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد طوني ويس-كوراي Tony Wyss-Coray الذي قام بدراسة عن بلازما الناس اليافعين ، قال: “لا يوجد دليل سريري (أن المعالجة ستكون مفيدة)، و أنت تقوم بشكل رئيسي باستغلال ثقة الناس و حماستهم”

كبداية، لتشارك في التجربة، يجب عليك أن تدفع مبلغاً كبيراً من المال. العملية التي تتضمن الحصول على 1.5 لترًا من البلازما من متبرع يتراوح عمره بين ال 16-25 سنة خلال يومين، تكلف 8,000 دولار أمريكي.

بحسب الوصف المسجل على موقع ClinicalTrials.gov، يآمل كارمازين بتسجيل 600 شخص في تجربته، التي يقوم بها بمشاركة الطبيب دايفيد رايت David Wright، الذي يمتلك مركز علاج وريدي خاص في مونتيري.

 

 

قبل و بعد عملية نقل الدم، دم المشاركين سيفحص بحثاً عن “دلائل حيوية” ، مجموعة متنوعة من المواد و العمليات الحيوية التي من الممكن قياسها و التي يعتقد أنها تعطي صورة عن الصحة و المرض.

يقول كارمازين أنه حتى الآن قام بالعملية على 30 شخصاً. هو يدعي أن العديد منهم بدأوا بالفعل يشعرون بالفوائد، من تجدد القدرة على التركيز حتى تحسن المظهر و قوة العضلات.

لكن ما زال من الباكر جداً القول إذا كانت أي من هذه الإدعائات صحيحة. أول سبب، هو أنه عندما يتم جمع البيانات كاملة و فحصها ربما تكون هذه الإدعائات غير مهمة إحصائياً.

سبب آخر، أن الفوائد هذه يمكن ببساطة أن تنسب لتآثير البلاسيبو، أي ببساطة مجرد القدوم إلى المختبر الفخم في مونتيري و دفع المال للمشاركة في هذه الدراسة قد يجعل المرضى يشعرون أنهم أفضل.

ما زال من غير الواضح إذا كان الدم يملك أو لا يمتلك أي تآثير على صحة المريض.
على أية حال، كارمازين الذي استلهم وحيه في البداية من الدراسات على الفئران ما زال متفائلأ و متحمساً.
يقول: “أنا سعيد حقاً بالنتائج التي نراها”

 

 

الدراسات على الفئران لا تنطبق بالضرورة على النتائج عند البشر
الدافع الرئيسي لكارمازين كان سلسلة من الدراسات على الفئران تضمنت تعايش التصاقي parapiosis، وهي تقنية جراحية عمرها 150 سنة تتضمن وصل أوردة حيوانين حيين.

دراسة مماثلة، شارك فيها ويس-كوراي في عام 2014- نفس الباحث في جمعية ستانفورد الذي شكك مؤخراً بمصداقية تجربة كارمازين الحالية على البشر، اقترحت أن التعايش الإلتصاقي من الممكن أن يعيد الشباب إلى جزء من دماغ الفأر يتم فيه صنع و حفظ الذكريات.
في عام 2015 قال ويس-كوراي” “أظن أنها إعادة شباب”

“نحن نقوم بإعادة تشغيل ساعة الشيخوخة”.

في أيلول عام 2015، تجربته السريرية على البشر في كاليفورنيا أصبحت أول دراسة تبدأ بإختبار فوائد البلازما الخاصة باليافعين على 18 شخصاً مصابين بداء الزهايمر، لكن هذه النتائج لم يتم نشرها بعد.

بعض التمويل لهذه التجربة الصغيرة آتى من شركة بدآها ويس-كوراي تدعى الكاهست Alkahest.
باحثون آخرون في فريق ويس-كوراي ترددوا أكثر في الوصول إلى هكذا استنتاجات.

إيمي ويجرز Amy Wagers، باحثة في الخلايا الجزعية في جامعة هارفرد قالت في عام 2014: “نحن لا نقوم بإنقاص عمر الحيوانات”. عوضاً عن تحويل الأنسجة الكبيرة بالعمر إلى أنسجة أصغر عمراً، تقول ويجرز أنهم يقومون ببساطة بالمساعدة على إصلاح الضرر.
“نحن نقوم باستعادة وظيفة الأنسجة”


المترجم: سيمون العيد
تدقيق: يحيى أحمد

المصدر