ضرب زلزال في الواحد والعشرين من نوفمبر 2016، ساحل فوكوشيما اليابانية، بلغت قوته 6,7 على سلم ريختر، في نفس الصدع المتشقق سنة 2011، والذي أسهم في وقوع زلزال ضخم بلغت قوته 9,0 على سلم ريختر، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدة موجات تسونامي مميتة، وخلف مجموعة من المناطق المدمرة.

ما سبب الكم الكبير من الزلازل التي تشهدها اليابان؟

تكمن الإجابة في الموقع الجغرافي لليابان، إذ تقع هذه الدولة الجزرية(1) على طول المنطقة المسماة ب “الحزام الناري”؛ هي عبارة عن منطقة وهمية شبيهة بحدوة الحصان تتبع حافة المحيط الهندي، هنا تحدث أغلب الزلازل والانفجارات البركانية، ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإنَّ 81% من أكبر زلازل العالم تحدث في هذا الحزام النشيط.

يقول الجيوفيزيائي في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في كاليفورنيا دوغلاس جاينس: ” إن سطح الأرض ينفصل إلى عشرات من القطع التي تتحرك في جميع الأنحاء، وعندما تتداخل جميعها في الحواف، تحدث أشياء مثيرة!.

تتصادم العديد من الصفائح التكتونية في منطقة الحزام الناري، في ما يسمى بـ منطقة “الإندساس”، حيث تنحني إحدى الطبقات وتنزلق تحت الأخرى، فتغوص القشرة المحيطية في وشاح(2) الأرض”.

يقول روبيرت سميث، البروفيسور في الجيوفيزياء لدى جامعة يوتاه: “من ألاسكا إلى اليابان والفلبين، وعلى طول الطريق حول غرب المحيط الهادئ، ثم حدود الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى…

كلها مناطق إندساس كبيرة”، ويضيف سميث قائلا: “تجلس اليابان فوق فسيفساء معقدة من الصفائح التكتونية التي تحتك ببعضها مسبّبة الزلازل المميتة والاندفاعات البركانية”.

حسب علماء الزلازل، فإن زلزال نوفمبر الماضي تركّز في حوالي 130 كيلومتر جنوب غرب بؤرة زلزال سنة 2011، مما يعني أن هذا الزلزال قد يكون صدمة تابعة للزلزال العظيم الذي حدث سنة 2011.

(1)الدولة الجزرية: دولة يتكون الجزء الرئيسي من الأراضي الخاضعة لها من جزيرة أو أكثر، أو من أجزاء من جزر.

(2)وشاح الأرض: طبقة أرضية تحتية يبلغ سمكها نحو 50 كيلومتر وتقع فوقها القشرة الأرضية التي نعيش عليها.


  • إعداد: وائل المشنتف.
  • تدقيق: المهدي أيت بعراب.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر 1
  • المصدر 2