الشتم غير لائق في أغلب الاحيان، لكنه أيضًا دليل على أن شخصًا ما يقول الحقيقة.

هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة قام بها مجموعة من الباحثين، إن الارتباط بين الغضب والخشونة والشتائم أمر معهود، ولكن الألفاظ النابية قد يكون لها دلالة أكثر إيجابية.

توصل علماء النفس إلى نتيجة مفادها أن الاشخاص الذين يلقون الشتائم قد يكونون أكثر صدقًا، فيكون الذين يستخدمون تلك الالفاظ أقل ميلًا للكذب والخداع.

إن الألفاظ النابية هي لغة بذيئة غير لائقة وغير مقبولة في كثير من المجتمعات والتي قد تحتوي على إشارات جنسية او كفرية مبتذلة، ولكنها قد تكون تعبيرًا عن شعور معين كالغضب أو الاحباط أو حتى المفاجأة.

إن أثر الألفاظ النابية في المجتمع قد تغير على مدى عقود من الزمن، ففي ثلاثينيات القرن الماضي عندما استخدم الممثل كلارك غيبل في الفيلم الشهير ذهب مع الريح العبارة: «بصراحة يا عزيزي أنا غير مهتم، تبًا» اضطر المنتجون لدفع غرامة قدرها 5000 دولار.

في الوقت الحاضر، مثل تلك الألفاظ قد تستخدم أحيانا لجذب الجماهير فنجد أن العديد من الأفلام وبرامج التلفاز والكتب تحتوي على كلمات بذيئة والتي قد نكون أكثر تقبلا لها مما مضى.

إن الكذب واستخدام الالفاظ البذيئة كليهما يعتبران انحرافًا عن الفطرة ودليل على انحدار في القيم والمعايير الأخلاقية، لكن في المقابل استخدام الألفاظ النابية هو تعبير عن مشاعر غير مفهومة أو عن حسن النية، وقد اتخذ الباحثون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مثالًا، والذي استخدم كلمات غير لائقة أثناء خطاباته في حملته الانتخابية فقد اعتبر ترامب من قبل الكثيرين أكثر صدقًا من منافسيه الآخرين.

ويرى الدكتور دايفيد ستلويل -محاضر تحليل البيانات الكبيرة في جامعة كامبرج- :

«إن الارتباط بين الألفاظ البذيئة والكذب هو ارتباط صعب، فاستخدام كلمات غير لائقة يشير إلى أن الشخص يعبر عن رأيه بكل صدق، إذ إن هذا الشخص لا ينتقي ألفاظه لتكون أكثر قبولا كما أنه لاينتقي وجهات نظره».

كما قام الباحثون بعمل استفتاء حول هذا النوع من اللغات

ففي الاستبيان الاول والذي شمل 276 شخصًا والذين طلب منهم كتابة قائمة بأكثر الألفاظ البذيئة التي يستخدمونها مع ذكر سبب استخدامها بالإضافة إلى إخضاعهم لاختبار كشف الكذب لمعرفة ما إذا كانوا يقولون الحقيقة أم أنهم يكتبون مايعتبرونه مقبولًا أخلاقيًا واجتماعيًا.

فالأشخاص الذين دوّنوا عددًا كبيرًا من الكلمات وجد أنهم أقل ميلًا للكذب.

في مسح ثاني تضمن ما يقارب 75000 مستخدم لفيسبوك وجد أن الأشخاص الذين يستخدمون كلمات بذيئة هم أكثر جرأة وصدقًا في تعبيرهم عن أنفسهم.

شكرًا أيها العالم فصاحب اللسان المعسول يخدعنا دومًا.


  • ترجمة: بشار الجميلي.
  • تدقيق: محمد نور.
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر
    مصدر المقال:
    Materials provided by University of Cambridge. The original story is licensed under a Creative Commons Licence. Note: Content may be edited for style and length.

مرجع الصحيفة:
1. Gilad Feldman, HuiwenLian, Michal Kosinski, David Stillwell. Frankly, we do give a damn: The relationship between profanity and honesty. Social Psychological and Personality Science, 2017; DOI: 10.1177/1948550616681055