هل يتسبب استهلاك اللحوم الحمراء بانسداد الأمعاء؟


يبدو أن استهلاك لحوم الدواجن والأسماك له فوائد إضافية عما نعرفه. فإن استبدال اللحوم الحمراء بوجبة واحدة يومياً من الدواجن والأسماك يقلل من مخاطر انسداد الأمعاء. وأن ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء وخاصة غير المطهوة جيداً مرتبط بارتفاع مخاطر تطوير التهابات وانسدادات في الأمعاء وذلك حسب ما نشرته دورية Gut.

 

 

يحصل انسداد الأمعاء عندما تلتهب الحويصلات والجيوب الموجودة في بطانة الأمعاء الدقيقة، الأمر الذي يعد شائعاً ويسبب دخول ما يقارب 200 ألف شخص سنوياً إلى المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بتكلفة تقدر ب 2 مليار دولار من أجل العلاج. وهناك حلة جديدة من الانسدادات بدأت بالانتشار خاصة بين الشباب، وهي أن ما يقرب 4% من المصابين سيعانون من مضاعفات على المدى الطويل مثل انثقاب جدار الأمعاء أو الالتهابات أو الناسور.

وعلى الرغم من انتشار هذه الحالة لم تعرف بالضبط العوامل المسببة لها على الرغم من ربط الانسدادات هذه مع التدخين، واستخدام الصادات الحيوية غير الستيروئيدية، و قلة الحركة و الوزن الزائد. إضافة إلى أن تناول كميات قليلة من الألياف الغذائية له دور أيضاً ولكن القليل فقط من الأغذية تم اختبارها والكشف عنها كعوامل مسببة للانسداد.

 

 

وفي محاولة لتصحيح هذا الوضع قام فريق من الباحثين بدراسة التأثير المحتمل لتناول اللحوم الحمراء والبيضاء على تطوير وحصول الانسدادات وذلك عند ما يقارب 46500 رجل. حيث تراوحت أعمارهم بين 40-75، وتمت الدراسة بين عامي 1986-2012، عندما سؤلوا كل أربعة أعوام عن متوسط تناولهم للحوم الحمراء والبيضاء كل عام، حصل لحوالي 764 منهم انسدادات معوية خلال فترة الدراسة. فوجد أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من اللحوم الحمراء كانوا أكثر ميلاً لاستخدام الصادات الحيوية والمسكنات بشكل أكبر، إضافة لكونهم مدخنين و يمارسون الرياضة بشكل أقل و كمية الألياف المتناولة أقل.

 

 

أما الذين تناولوا الأسماك والدواجن أكثر فكانوا يمارسون الرياضة أكثر ويتناولون الأسبرين ويدخنون أقل. وبعد أخذ هذه العوامل جميعها بعين الاعتبار وجد أن تناول اللحوم الحمراء مرتبط بخطر الإصابة بانسداد الأمعاء. وبالمقارنة بين أقل مستوى تناول للحوم الحمراء فإن ارتفاع تناول اللحوم الحمراء كان مرتبطاً بارتفاع خطر الاصابة بالانسدادات بمعدل 58% حيث ارتفع الخطر مع تناول اللحوم الحمراء في كل وجبة بمعدل 18% وكان المعدل الأخطر هو تناول ست حصص من اللحوم الحمراء أسبوعياً. وكانت العلاقة أكبر مع اللحوم غير المطهوة جيداً حيث ان استبدال وجبة واحدة يومياً منها بالأسماك والدواجن أدى إلى انخفاض خطر الانسداد بمعدل 20%, والنتائج النهائية لم تتأثر بالعمر أو الوزن.

 

 

وما زالت ماهية تأثير اللحوم الحمراء على زيادة الإصابة بالانسدادات المعوية غير واضحة حتى الآن، إلا أن تناول اللحوم الحمراء ارتبط مع وجود بعض المواد الكيميائية المسببة للالتهابات مثل بروتين Cالتفاعلي و والفريتين إضافة إلى تسببها بأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري.


المترجم : أمين السيد
التدقيق : أسامة القزقي

المصدر

مصدر الدراسة