داء الفيل المدمّر يواجه نهايته خبر سعيد لأكثر من مليار شخص حول العالم


يُهدّد الطفيليُ المُعجّز المُسبب لـ (داء الفيل -Elephantiasis )، و الذي يُهدد حوالي مليار شخص حول العالم (الفيلاريا اللمفاوية- Lymphatic filariasis ) بالقضاء عليه بأكثر سرعة، بفضل البحث الذي قامت به جامعة (Warwick ).

قادت الطبيبة Deirdre Hollingsworth، -التي ترأسُ الإتحاد النموذجي لأمراض المناطق المدارية المهملة (NTD)-، الفريق البحثي الدولي الذي اكتشف أنه إذا ما استُخدم تركيب مُقترح من ثلاثة ادوية مُعينة معاً، يمكن منعُ المرض أو العلاج سريعًا، لأكبر عدد من الناس، باستخدام كميات أقل من الأدوية.

الفيلاريا اللمفاوية هي مرض مداري مُهمَل، يؤدي إلي أضرار خطيرة للجهاز اللمفاوي. تحدث بسبب ديدان طفيلية، و تنتقل للإنسان عن طريق البعوض.

يشعر الكثير من الناس مِمنْ يعانون مرض داء الفيل أو الإديما اللمفاوية، بألم و تشوه خطير- مثل تضخم كبير في الأذرع، الأرجل والأعضاء التناسلية – و تؤدي إلي إعاقة دائمة. يعاني هؤلاء المرضى من إعاقة بدنية وعقلية معًا، بالإضافة لخسائر اجتماعية و مادية بسبب الفقر و وصمة العار.

يعيش المعدل الأكبر من المليار شخص المُهددين بالإصابة بداء الفيل في :الهند، إندونيسيا و مينامار حيث يمكن استخدام المركب الدوائي الثلاثي هناك.

يحتاج المصابون بالفيلاريا اللمفاوية حاليًا للعديد من جلسات العلاج ،وفي حال استُخدم الدوائينIvermectin, diethylcarmbamazins, و albendazole معاً سيتعافوا أسرع، فقد أظهرت الدراسات الإكلينيكية الحديثة أن هذه الأدوية أكثر فعالية في القضاء علي الديدان. تظهر النماذج الجديدة أن عدد جلسات المطلوبة لعلاج المرض قد تقل إلى إثنان أو ثلاثة فقط.

تهدفُ (منظمة الصحة العالمية-WHO) إلى القضاء على المرض كمشكلة صحية عامة بحلول عام ٢٠٢٠. تعهّدت شركات الأدوية Merick, GlaxoSmithKline و Eisai بالتبّرع بالأدوية للمساعدة في القضاء على المرض عالميًا.

تُظهر الدراسات الأولية أن نظام العلاج الثلاثي مؤثر بدرجة كبيرة في القضاء علي الطفيلي من مضيفه البشري و ذلك له معدل أمان جيد. و مع ذلك يرى الخبراء أن الحملات قد تؤدي إلى مشكلة حين تستمر لوقتٍ طويلٍ لأن السكان سيفقدون الرغبة في الخضوع للعلاج عندما يكون المرض غير منتشر بشكل كبير. لا يستطيع الباحثون في هذه المرحلة التنبؤ إلى أي مدى سيقوم هذا العلاج بتعجيل القضاء على المرض.

استُخدمت نماذج حسابية لمحاكاة حملة ضخمة لتناول العلاج بأنظمة مختلفة. و لأنه لا يعرف الكثيرعن انتقال المرض و عن كيفية استجابة السكان للتدّخل العلاجي، استُخدمت ثلاثة نماذج مُطورة بشكل مستقل لقياس تأثير النظام الجديد. طُورت النماذج في جامعة (Warwick ) ، مركز (Erasmus) الطبي، وجامعات (Notredam). ) اتّفقت النماذج الثلاثة على فاعلية النظام العلاجي لتخفيض نسبة انتشار المرض. ذكر الباحثون أن العلاج الأكثر فاعلية باستخدام أدوية أقل هو أمرُ حاسم في الدول الأكثر فقرًا حيث نسبة الإصابة أعلى لكن الموارد أقل.

تعلق الطبيبة Hollingsworth، القائمة في معهد الرياضيات في جامعة (Warwick ) وكلية العلوم الحياتية «هذا العلاج الأكثر فاعلية له القدرة على القيام بثورةِ في السيطرة على هذا المرض، لكنها سوف تتطلب عدد من دورات العلاج، سوف تتمكن البرامج العلاجية من علاج جميع السكان تقريبًا ، حتى الذين يصعب جدًا الوصول إليهم.»

قال الطبيب Mike Irvine، من جامعة British Colombia في كندا، أول مؤلف للورقة البحثية، «تُظهر نتائجنا أن هذا النظام العلاجي من المحتمل أنه يستطيع التغلب على مشاكل كبيرة، عن طريق جعل القضاء على المرض مشكلة صحية عامة قابلة للتحقيق في غضون سنوات قليلة.»

أضافت الطبيبة Wilma Stolk، من مركز ارازمس الطبي، « نحن نستخدم طرق مختلفة جدًا، لكن كل نماذجنا لها ذات الرسالة . قد يُقلِص هذا النظام العلاجي من عدد الدورات العلاجية، لكنه لا يزال يعتمد على أن البرامج تجدي نفعًا. حتى مع أفضل الأنظمة العلاجية الممكنة يظل القضاء على المرض صعب التحقيق إن لم يدوام الكثير من الناس على تناول الدواء.»

كما قال الطبيب Edwin Michael، من جامعة نوتردام «تُظهر هذة الدراسة قوة استخدام نماذج متعددة، وهو اتجاه مهم في أنظمة التصميم المعقدة و استخدام النماذج في صناعة السياسة. إنها تسمح لنا أن نكون على ثقة بأن رؤيتنا قوية.»


ترجمة : بيتر جادالسيد
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر