ناسا ترسل مسبارًا لعالم معدني غريب


أعطت وكالة ناسا الضوء الأخضر لخطة تهدف لإرسال مسبار إلى كويكب معدني غريب يدعى 16 سايكي (16 Psyche)، والذي يعتقد الخبراء أنه قد يكون نواة لكوكب قديم، جُرد من سطحه الأصلي وقشرته الخارجية.

يقع 16 سايكي في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري، ولا يشبه أي شيء آخر في النظام الشمسي، وهذا يعني أنه قد يكون لديه الكثير ليكشف للباحثين عن كيفية التشًكل المبكر للكواكب التي تدور حول الشمس.

قام فريق من جامعة ولاية أريزونا يقوده عالم الكواكب ليندي ألكينز تانتون (Lindy Elkins-Tanton) باقتراح المهمة في عام 2015، وهو ما أكدته وكالة ناسا حاليًا.

يعني هذا أن مسبار الكويكب سايكي سيكون في طريقه إلى الفضاء في وقت مبكر من عام 2023.

«هذه فرصة لاستكشاف نوع جديد من العالم -ليس من الصخر أو الجليد، لكن من المعدن» كما يقول ألكينز، «16 سايكي هو الجرم الوحيد المعروف من نوعه في النظام الشمسي، وهذا هو السبيل الوحيد للبشر إلى أن يقوموا بزيارة نواة لكوكب. نحن نتعلم عن الفضاء الداخلي من خلال زيارة الفضاء الخارجي».

وبعبارة أخرى، يمكن للبعثة أن تساعدنا لندرك ماهية نواة الأرض، دون الحاجة للحفر لأسفل آلاف الكيلومترات في كوكبنا.

نحن نعلم عن 16 سايكي منذ عام 1852م، ولكن هذه هي الفرصة الأولى لنلقي نظرة فاحصة عليه.

وبقطر أكثر من 200 كيلومتر (124 ميل)، تدل المؤشرات أنه يتكون في معظمه من الحديد والنيكل.

يعتقد العلماء أن 16 سايكي كان يومًا ما كوكبًا بحجم المريخ، إلا أن سلسلة من الاصطدامات العنيفة مع الأجرام الأخرى في النظام الشمسي فككته وقلصت حجمه الى النواة .

ما هو أكثر من ذلك، أن احتمال وجوده تعود الى زمن مبكر من أيام النظام الشمسي، بعد حوالي 10 مليون عام من ولادة الشمس، ويمكن أن يحمل ذلك أدلة حول كيفية تطور الكواكب وتشكيلها لطبقاتها منذ أكثر من أربعة مليارات عام.

بعد تجاوزه لكوكب المريخ، يتعين على المسبار غير المأهول الوصول إلى الكويكب المعدني التي يشترك معه في الاسم بحلول عام 2030.

ومن هناك سيقضي 20 شهرًا في المدار، لأخذ صور للكويكب، وقياس مكوناته، بالإضافة إلى قوة وجاذبية مجاله المغناطيسي.

جزء من هذه المهمة يجعلها مثيرة وهو أننا لا نعرف حالي اسوى القليل عن هذا الكويكب.

في العام الماضي فقط، رجحت الارصاد من تلسكوب الأشعة تحت الحمراء لوكالة ناسا أن الماء أو مركب الهيدروكسيل يمكن وجوده على سطح 16 سايكي، الأمر الذي ينبغي على المسبار التحقق منه.

وليست هذه هي المهمة الوحيدة التي وافقت عليها ناسا باعتبارها جزءًا من برنامج الاستكشاف، وتمويل استكشافات أقل كلفة في النظام الشمسي، مهمة أخرى، تدعى لوسي (Lucy)، لزيارة ستة من كويكبات طروادة، وهي الصخور الفضائية التي وقعت تحت تأثير جاذبية كوكب المشتري.

كما هو الحال مع سايكي، الهدف هو معرفة المزيد عن الأيام الأولى للنظام الشمسي والطريقة التي تم تشكيله بها.

برنامج لوسي على وشك إطلاق أول مهماته، تبدأ في 2021م، وينبغي أن تصل إلى أولى وجهاتها في عام 2025.

«هذا ماتعنيه مهام برنامج الاستكشاف، الذهاب بجرأة إلى أماكن لم نصلها ابدا، وذلك لتمكين الريادة في العلم». كما يقول توماس زورباكن (Thomas Zurbuchen) من ناسا.


ترجمة: صقر محمد عبدالرحمن أسعد
تدقيق: محمد نور
المصدر