كيف يؤثر عيد الميلاد على دماغك؟


عيد الميلاد هو وقت من السنة لا يشبه غيره، يتم فيه تبادل الهدايا، والتواصل مع الأقارب الذين لا نتحدث معهم كثيرًا, وتلقي دعوات الطعام.

يمكن لعيد الميلاد أن يكون وقت توتر أو وقت استرخاء. لكن إذا كنت تحب أو تكره عيد الميلاد من الصعب عليك تجنبه، كذلك يمكن لدماغك أن يتغير بسبب هذه التجربة بطريقة أو بأخرى. إليك بعض الحقائق الرئيسية حول تجربة عيد الميلاد وكيف قد تؤثر على دماغك.

 

1. روح العيد: يحوم الفرح في عيد الميلاد مما قد يؤثر على بعض المواد الكيميائية في دماغك (الدوبامين والسيروتونين) (dopamine and serotonin) التي تؤثر في مستوى سعادتك. يُعرف الدوبامين بأنه مسؤول عن السلوك المدفوع بالمكافأة والسعي للمتعة ويُعتقد أن السيروتونين يزيد احساسنا بالقيمة والانتماء. لذلك عندما يتحدث الناس عن “بهجة عيد الميلاد” فإنهم قد يكونون على حق.

في الحقيقة، أجرى الباحثون في جامعة كوبنهاغن دراسة بالتصوير لمحاولة إيجاد مركز روح عيد الميلاد في الدماغ البشري. هنا، عُرض على المشاركين صور لعيد الميلاد، وكان هناك زيادة في نشاط الدماغ في القشر الحسي الحركي للمشاركين الذين احتفلوا بعيد الميلاد، القشر أمام الحركي والقشر الحركي الرئيسي، والفصيص الجداري.

ارتبطت هذه المناطق الدماغية سابقا بالروح المعنوية, احساس الجسم والتعرف على المشاعر من الوجوه. بينما يجب أن تفسر هذه النتائج مع بعض الحذر، من المثير للأهتمام أن نلاحظ التأثيرات الفيزيائية التي تملكها مشاعر الاحتفال على دماغك.

 

2. التوتر: لا يجد جميع الناس عيد الميلاد ممتعًا بشكل كامل ووقت مبهج –يجده الكثير من الناس مقلقًا جدًا. في الحقيقة، عبء التجول في مركز تسوق مكتظ لإيجاد الهدية المثالية لنصفك الآخر، أو طبخ ديك رومي مثالي لمنزل مليء بالناس الجائعين، يكفي لإثارة أعصاب حتى أهدئ شخص في العالم.

يمكن أن يحفز التوتر استجابة فيزيائية في جسمك، مع التحرر التلقائي للأدرينالين من قشر الكظر. وأكثر من ذلك، تبين أن لقشر الكظر تأثير عميق على الحصين الذي ينقص ذاكرتك وقدرتك على أداء مهام متعددة.

3. إعطاء الهدايا : إن إعطاء واستقبال الهدايا هو تقليد قديم في عيد الميلاد ولا يوجد شعور أفضل من رؤية عيون من تحب تلمع عندما تجد الهدية المثالية لهم. لكن لماذا يجعلنا العطاء نشعر بهذا الشعور الجيد؟ يرتبط الكرم مع دارة المكافأة في أدمغتنا، مسببًا تحرر الدوبامين والإندورفينات. وصف الباحثون “نشوة المساعدين” التي نختبرها بعد العطاء.

يمكن للمواد الكيميائية التي تسبب هذه النشوة أن تقلل التوتر وتزيد الرغبة بتكرار هذه التصرفات اللطيفة. لذلك، بينما قد تصبح مفلسًا بعد شراء زوج من النعال لعمتك العزيزة، يضمن دماغك على الأقل أنك تعوضه بمكافأة كيميائية.

 

4. تشكيل روابط مع العائلة والأصدقاء: تتضمن تجربة عيد الميلاد المثالية وجود طاولة تجمعك بأحبائك. في الحقيقة، من الصعب حتى أن تتخيل فترة الاحتفال بدون التفكير بعائلتك وأصدقائك. الرابطة بينك وبين الأشخاص المميزين بالنسبة لك يمكن أن تؤدي لإنتاج هرمون يدعى الأوكسيتوسين في الدماغ.

يقود الأوكسيتوسين–أحيانا يدعى هرمون العناق- للسلوك الأمومي، الثقة والارتباط الاجتماعي. لذلك، قد يساعد هذا الهرمون في شرح أن المشاعر الدافئة والمبهمة التي تحصل عليها في عيد الميلاد عندما تُحاط بمن تثق وتحب.

5. فرط الأكل : إن الانغماس في طعامنا وشرابنا المفضل هو جزء من تجربة عيد الميلاد– لكن يمكن لفرط الأكل أن يؤثر على دماغك. تبين أنه ينشط سبيل يربط بين الوطاء في الدماغ بجهاز المناعة. هذا يؤدي لاستجابة مناعية والتهاب منخفض الدرجة، والذي قد يفسر لماذا يمكنك أن تشعر بالسوء بعد تناولك المفرط للطعام.

بالطبع، هذا لا يؤذي جسمك كثيرًا بعد وجبة عيد ميلاد مسرفة واحدة – لكن عندما يصبح فرط تناول الطعام قضية طويلة الأمد، قد يصبح هذا الإلتهاب مزمن، ويساهم في حدوث السكري من النمط الثاني وأمراض القلب.

6. لكن للوقت الحالي، لا تقلق إذا كنت تفكر كثيرًا في عيد الميلاد، سوف تعود قريبا لحياتك الاعتيادية في شهر كانون الثاني.


ترجمة : عبدالمنعم نقشو
تدقيق: جدل القاسم
المصدر