مع سخونة شهر يوليو المسجلة مؤخرا, ونتائج متوقعة في نهاية هذا القرن بزيادة شديدة في الحرارة قدرها اربعة أضعاف, يواجه البشر تحدي للتكيف مع درجات الحرارة.

إن أيام الصيف الحارة والخانقة ليست فقط مزعجة ومرهقة; بل يحتمل أن تكون قاتلة إذا ارتفعت حرارة الجسم الاساسية فوق 104 درجات فهرنهايت (40 درجة مئوية).

يدرس العلماء حاليا الأشخاص الذين يعملون تحت ظروف عالية الحرارة – مثل رجال الإطفاء, عمال سباكة المعادن والجنود الذين يسيرون مع حزم يتم تحميلها بشكل كامل – ويتعلمون الكثير حول كيفية تعامل الجسم مع الحرارة.

وإضافة للنصيحة الاساسية حول إبقاء الجسم مرتويا مع تجنب تناول المشروبات السكرية, الكافيين والكحول, هذه بعض الستراتيجيات المبنية على الأدلة لغرض التأقلم مع عالمنا متزايد الحرارة

تعايش معها

“لدى البشر قدرة هائلة على التأقلم مع التوتر الناتج عن الحرارة،” يقول مايكل ساوكا, البروفسور في معهد جورجيا للتكنولوجيا في أتلانتا, والذي يدرس كيفية تأقلم البشر في الظروف القاسية.

“أنت تتأقلم مع ما انت مُعرًض له”.

ولكن هذا لا يعني ساعات من الشقاء تحت الشمس الحارقة.

فقضاء مدة 100 دقيقة في النهار خارجا اكثر من 4 الى 10 ايام كافية، لغرض مساعدة جسمك للتأقلم ليقوم بوظائفه في ظروف جوية اكثر حرارة، كما قال ساوكا.

كن رشيقا

كون الشخص متناسب هوائيا تزيد من قدرته للتعامل مع الحرارة.

” ألتمرين يحث ألكثير من الخصائص التي عادة ما تراها واقعيا في شخص متأقلم مع الحرارة، ” كما قالت هيذر رايت, قائد البحث في مختبر بحوث الطيران في المجلس الوطني للبحوث في أوتاوا – كندا، التي يدرس تأثير الحرارة والضغوطات الاخرى على الجسم.

يمثل التمرين دورة مصغرة حول جهد الحرارة، “فعند التأقلم مع الحرارة وكذلك مع التمرين، فإن درجة حرارة جسمك الأساسية تقل”

تقول رايت.

“مع زيادة درجة حرارة جسمك عند بذل الجهد، الحرارة، وأمور كهذه، فستأخذ فترة زمنية أطول قبل أن تصل درجة حرارتك لمستويات عالية، وهذا هو مصدر الاهتمام.”

كن صديقا للبيئة

أي شخص خرج من سيارة مكيفة ليضع قدمه على أسفلت ساخن لزج، يمكن أن يشهد بأن “جُزُر الحرارة” هي أمر حقيقي.

تحت الشمس الحارقة، يمكن للأسطح وأرصفة الشارع أن تصل لـ 50 إلى 90 درجة فهرنهايت (10 الى 32 درجة مئوية) أعلى من حرارة الهواء الجوي، طبقا لوكالة حماية البيئة، التي تخصص موقعا إلكترونيا لمساعدة المجتمعات التي تسجل تأثيرات الجُزُر الحرارية.

ولغرض الهروب من جزيرتك الحارة الشخصية, توجه إلى أي رقعة خضراء تراها، مثل بقعة تضم أشجار للظل.

إن النباتات لا تحجب الشمس فقط; بل تعمل كمكيفات حية للهواء.

“عندما يأخذ النبات الرطوبة من ألتربة ويبعثها من خلال الأوراق، ستحصل على تبريد بالتبخير”.

يوضح ستان كوكس، وهو مربي نباتات في معهد الأرض في سالينا، بولاية كنساس، ومؤلف كتاب “فقدان برودتنا: حقائق مزعجة حول هواء عالمنا المُكيف” (2012).

خذ استراحة

هل تشعر بزيادة حرارتك ؟ عليك فقط أن تتوجه الى منطقة مظللة أو غرفة مكيفة، لكن يجب عليك أيضا أن تقضي هناك فترة أكثر مما تفكر أنك تحتاج، تقول رايت: “في الحقيقة، فأنت تحتاج إلى وقت لتبدأ حرارتك الأساسية بالهبوط, فالاستراحات القصيرة لا تكون كافية عادة لإِحداث التغيير”.

وهذا لأنه حتى بعد تخلصك من الحرارة، فإن درجة حرارتك الأساسية ستستمر بالتقدم يبطء قبل أن تبدأ بالنزول.

وحين تشعر بتأثيرات الجهد ألحراري، فالاستراحات ألمنتظمة هي فترة مدتها 15 دقيقة على الأقل، مطلوبة لتقليل الزيادة في حرارة الجسم والإجهاد على القلب والأوعية الدموية، كما تقول رايت.

حاول أن تأوي إلى منطقة باردة أو مظللة، وامنح لنفسك وقتاً كي يهبط التنفس ونبضات القلب إلى المستوى الطبيعي.

اترك عرقك على جلدك

لقد تطور جسم الانسان ليتأقلم مع الحرارة عن طريق إرسال كمية اكبر من الدم الى سطح الجلد ليبدد الحرارة، وأيضا عن طريق التعرق.

كلتا هاتين العمليتين تصبح أكثر كفاءة في الأشخاص الأصحاء وأيضا مع التأقلم مع الحرارة.

ولتحصل على الفائدة ألقصوى لهذه الأنظمة، لا تمسح العرق، لكن اسمح له بالتبخر من سطح الجلد حتى يبرد، كما قال ساوكا.

إذا كنت بحاجة إلى تهدئة سريعة للحرارة، فغطس ذراعيك في الماء البارد إلى حد مفصل المرفقين، يقول ساوكا.

هذه الخدعة – التي يستخدمها رجال الاطفاء وأفراد الجيش الذين ترتفع درجة حرارتهم – تعمل على سحب الحرارة خارج الجسم بكفاءة، لأن الساعدين لهما نسبة عالية للمساحة السطحية إلى الحجم.

بدل المصابيح الكهربائية، وافصلها عن الكهرباء

حتى مصباح متوهج واحد يمكن ان يولد كمية كبيرة من الحرارة.

كل ساعة، يعطي مصباح الضوء ألاعتيادي قرابة 85 وحدة حرارة بريطانية من الحرارة ( كل وحدة حرارة بريطانية BTU هي كمية الطاقة اللازمة لتسخين 1 باوند من الماء درجة 1 فهرنهايت).

وللمقارنة، مصابيح الفلورسنت المدمجة تعطي قرابة 30 BTUs لكل ساعة، والثنائيات الباعثة للضوء تعطي قرابة 3.4 BTUs لكل ساعة.

إن الأجهزة الكهربائية من الحاسوب إلى التلفاز إلى الهواتف الذكية، هي أيضا مصادر كامنة للحرارة، ولذا يجب إطفائها او نزعها ان لم تكن قيد الاستخدام.

استخدم كل وسائل التبريد الخاملة

هناك مجموعة كبيرة من الطرق التي تساعد على تبريد بيئتك باستعمال طاقة قليلة أو معدومة، يقول كوكس.

يمكن أن يضع الناس ظلالا على النوافذ التي تواجه الجنوب، ويتركوا النوافذ مفتوحة خلال الليل لدخول الهواء البارد ويغلقوها في الصباح قبل ارتفاع حرارة النهار، ويستعملوا ستراتيجيا النوافذ المفتوحة والمراوح ألكهربائية لتحافظ على دوران الهواء, كما يقول.

استغل الأماكن العامة

يمكن لتكييف الجو أن يستهلك كهرباء، لكنه يزيد إنتاجية الانسان.

أظهرت العديد من الدراسات أن طاقات العمال تهدر كلما ارتفعت درجات الحرارة, ولا شيء يفوق المكيف الكهربائي لغرض التأقلم مع الرطوبة غير المحتملة، كما يقول كوكس.

ويمكن للذين يحتاجون جديا إلى إنجاز عمل معين في يوم قائظ، أن يبحثوا عن مكتبة عامة أو مقهى حيث ستساعدهم البيئة الملائمة الباردة على انجاز العمل بسرعة، ومنحهم وقتا أكثر للتمتع بالصيف حين ينتهون.


  • اعداد: رامي باسم
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر