النجاح يحالف العلاج المناعي التجريبي لسرطان الدماغ!


العلاج المناعي*(1)، هو شكل رائد من العلاج الكيميائي، يجذب الكثير من الانتباه حاليًا، من حيث التمويل والفعالية. فبدلًا من استخدام العلاجين الكيميائي والشعاعي لتدمير الأورام، يستخدم هذا العلاج آليات دفاع الجسم نفسه للتخلص من الخلايا السرطانية.

وقد أظهرت تجارب متنوعة، بشكل خاص على سرطان الجلد وسرطان الدم، بأن العلاج المناعي المتنوع والمتضمن الأدوية يمكنه أن يزيد من عمر المرضى المحكوم عليهم بالموت في وقت قريب. أما الآن، كما نشرت مجلة «TIME»، فقد حالف النجاح تجربة لعلاج سرطان الدماغ.

وعولِج بالفعل مريض بعمر الـ 50 سنة مصاب بورم أرومي دبقي متقدم –نمط عدواني من سرطان الدماغ- بالجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي التقليدي، لكن بدون فائدة. وقد عاد السرطان وانتشر لديه لأجزاء أخرى من جسمه.

وقرر فريق من «the City of Hope Beckman Research Institute and Medical Center» أن يستخدم علاجًا غير مألوف ضد سرطان الدم على هذه الرجل التعيس كمحاولة أخيرة لتخليصه من محنته.

وكتب باحثون في مجلة «New England Journal of Medicine»، يصفون كيف استخرجوا خلايا من الجهاز المناعي للمريض «خصوصًا خلايا T»، ثم أعطوه ما يقابلها للنظام المستهدف.

فعدَّلوا سطوح هذه الخلايا المناعية، مبرمجين إياها للاستفادة من البروتينات التي ستتعرف على خلايا الورم الدبقي على أنها تهديد. ثم وبعد الجراحة الإضافية التي أزالت معظم الورم الدماغي، أعاد الفريق هذه الخلايا المعدلة للمريض، فأوقفت أجزاء الورم المتبقي عن النمو أكثر.

وبمرور الوقت، لوحظ نمو سرطاني مرة أخرى، لذا أعطى الفريق للرجل الكثير من الجرعات من العلاج المناعي. وهذه المرة، حُقِنت الخلايا المعدلة مباشرة في البطينات –تجاويف داخل الدماغ. وقد اُعتُبِر ذلك إجراء عالي الخطورة، لأن هذا النوع من الحقن يمكن أن يُسبِّب التهاب مميت.

على أي حال، فقد نجحت المقامرة. وبشكل ملحوظ، فلم توقف الورم عن النمو فحسب، بل بدأ حتى بالتراجع. وبعد عام ونصف العام، اختفى الورم تقريبًا.

فبدون هذا العلاج، كان يمكن أن يموت المريض خلال أسابيع قليلة بعد انتشار هذا السرطان. لكن مع العلاج، لم يعد هذا السرطان أبدًا لثمان أشهر إضافية.

وهذا المريض هو واحد من تسع تجارب، لذا سيكون من الممتع رؤية نتيجة الباقين. فإذا اتضح كون جميع التجارب ناجحة في زيادة عمر المرضى بهامش جيد، عندها سيمثل هذا تقدمًا جديدًا مرحب به في علم العلاج المناعي.

وتأتي هذه الدراسة في الواقع كنصر شخصي للباحث الرائد الدكتور (بيهنام بادي- Behnam Badie) الذي توفي والده جراء ورم دبقي خطير منذ عقد مضى.

*(1) العلاج المناعي أو العلاج بزرع الخلايا الجزعية.


إعداد: عبدالمنعم نقشو
تدقيق: هبة فارس
المصدر