أدوية تجريبية تحارب السرطان من خلال إيقاظ جهاز المناعة!


يرحب العلماء باكتشاف نمط دوائي جديد أظهر فعالية ضد أحد أشد أنواع السرطان فتكًا، والمدعو «السرطان البنكرياسي النقيلي» بدون أية آثار جانبية واضحة.

يعمل الIMM-101 من خلال تفعيل جهاز المناعة لمقاومة الأورام، والتي يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في معالجة المرض، إذ إن سرطان البنكرياس من هذا النمط قادر غالباً على الانزواء وحماية نفسه من الدفاعات الطبيعية في الجسم.

لقد تمكن الباحثون من سانت جورج بجامعة لندن من اختراق الخلايا التي تحمي أورام البنكرياس، وإطالة مدة حياة المرضى الذين انتشر السرطان لديهم خارج موقعه الأصلي، وذلك عبر إضافة IMM-101 إلى الدواء المستخدم في العلاج الكيميائي الحالي «جيمسيتباين».

«هذا مثير حقاً بالنسبة لي»، هذا ما أخبر به كبير الباحثين «أنغوس دلغليش» (Angus Dalgleish) ل «سارة بوسيلي» (Sarah Boseley) في الغارديان. «هذه هي أول مرة نحصل فيها على علاج مناعي وهو مرشح جيد حقاً في المساعدة على التحكم في سرطان البنكرياس، أحد أشد الأنواع فتكاً، والذي يتقارب موعد ظهوره وأجل المريض بشكل مدهش».

شعر المرضى الذين تناولوا العقار المناعي الجديد بتحسن أكبر من أولئك الذين يخضعون للعلاج الكيميائي المعتاد، ولم يتم ملاحظة أية آثار جانبية سامة.

العلامات المبكرة واعدة، ولكنه ليس العلاج المعجزة بعد، إذ إن عددا ضئيلا فقط من الأشخاص 110 انضموا إلى التجربة، ومن بين أفراد العينة كلها لم يكن هناك أية فوائد شفائية بارزة.

هذا بسبب كون الدواء أكثر فعالية في معالجة السرطان الذي تقدم انتشاره في الجسم، أو ما يعرف باسم السرطان النقيلي، بدلاً من السرطان الذي بقي متموضعاً في موقع الورم الرئيس.

ارتفع معدل البقاء الوسطي في هذه الدراسة من 4.4 أشهر إلى ثمانية أشهر لدى المرضى بسرطان البنكرياس النقيلي.

عاش بعض المرضى الذين خضعوا للعلاج الجديد لأكثر من عام، وآخرون لما يقارب ثلاث سنوات، ولكن الدواء لم يبدُ مساعداً لأولئك الذين بقي السرطان لديهم في موقعه البدئي، بدلاً من الانتشار إلى مواقع ثانوية.

قام دلغليش باختبار آثار ال IMM-101، وقد وجد في وقت سابق أنها فعالة في معالجة سرطان الجلد والرئة، ولكن النتائج الجديدة واعدة بشكل أكبر بسبب كون سرطان البنكرياس محمي جيداً ويستقر عميقاً في الجسم.

يخبر دلغليش الغارديان: «إنها بمثابة قذيفة الأعماق التي تقوم بإيقاظ جهاز المناعة بعد أن كان قد أرسل للنوم».

هناك الآن خطط لدراسة أوسع نطاقاً، تبحث على وجه التحديد عن أشخاص مصابين بسرطان البنكرياس النقيلي.

هناك حاجة ماسة للمساعدة، يعيش 18% فقط من المصابين بسرطان البنكرياس المتقدم لسنة واحدة، وإن أصبحت الأورام نقيلية فإن معدل النجاة ينخفض أكثر، ومعدل النجاة حول العالم من 2.8 إلى 5.7 أشهر.

نأمل أنه بإتمام المزيد من البحوث سيصبح ال IMM-101 قادراً على تحسين بعض من تلك الإحصائيات.

«لقد رأيت مباشرة أن هذا العلاج مفيد جداً للمرضى، وأود نقله إلى كل مستشفى في القطر» قال دلغليش في بيان صحفي: «أعتقد أن ال IMM-101 سوف تحدث ثورة في طريقة معالجة هذا السرطان عالمياً».


ترجمة: رغد القطلبي
تدقيق: محمد علمي
المصدر