قوس قزح، يبدو وكأنه قوس لأن النصف السفلي لا يمكنك رؤيته بسبب الأرض، أمّا من الجو يمكنك رؤيتة كقرص.

هناك شيء ما حول تلك الظاهرة الجوية التي أوحت بالرعب لكثير من البشر منذ قديم الأزل، في سفر التكوين «وضع الرّب قوس قزح في السماء بعد الطوفان العظيم وأخبر نوح أنه كان إشارة بينه وبين الأرض».

اليونانيون القدماء ذهبوا لأبعد من ذلك، وهو أن قوس قزح إلاهة اسمها “إريس”، ولكنهم جعلوها رمزًا للشؤم ومبشّرة الآلهة الأوليمبية بالحرب والقصاص.

عقول عظيمة بدءًا من أرسطو إلى رينيه ديكارت سعت لمعرفة تلك العمليات التي تجعل من قوس قزح مزيجًا من الألوان المختلفة، منذ ذلك الحين، بحث العلماء تلك الظاهرة بشكل جيد.

في الأساس يحدث قوس قزح نتيجة قطرات الماء التي تبقى معلّقة في الجو بعد العواصف الممطرة.

تلك القطرات لديها كثافة مختلفة عن الهواء المحيط بها، لذا أثناء سقوط أشعة الشمس عليها تعمل كل قطرة ماء كموشور زجاجي صغير جدًا يحني مسار الضوء، ثم تحلّله إلى مكوناته من الأطوال الموجية المختلفة، ثم تعكسه إلينا مرة أخرى.

تحدث تلك العملية في شكل منحنى كبير الذي يكوّن القوس ذي مجموعة من الأطياف المرئية لنا.

ولأن قطرات الماء تعكس الضوء لنا، فلابدّ لنا من وضع الشمس خلفنا لنتمكّن من رؤية قوس قزح.

ولابدّ لنا أيضًا أن ننظر للأعلى بزاوية 40 درجة تقريبًا وهي زاوية ميل القوس عن سطح الأرض، (أي الزاوية التي ينحني بها ضوء الشمس).

ومن المثير للاهتمام أنه يمكنك أن ترى قوس قزح على هيئة قرص إذا كنت تشاهده من طائرة في الأعلى بدلًا من رؤيته على هيئة قوس.


  • ترجمة : محمد خالد عبدالرحمن
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • المصدر