هل كُشف السر حول كيفية إبطاء تقدم العمر لدى النساء؟


تعد مكافحة الشيخوخة مشروعًا مربحًا وهدفًا مرغوبًا للكثير من الناس، تتعدد طرقها بدءاً باستخدام المواد التجميلية و المكملات الغذائية و وصولًا إلى إجراء العمليات الجراحية الاختيارية، وحتى هذه اللحظة لا يزال سرُّ الشباب الحقيقي مجهولًا رغم كل الجهود العالمية و الأموال الطائلة التي أنفِقت، على المنتجات و الأبحاث في سبيل محاربة التقدم بالعمر.

وعودٌ تحمل أملاً !

حملت دراسة جديدة أجريت في جامعة ولاية أوتا (Utah State University)، نتائج مبهجة وصادمة في الوقت ذاته كان مفادها عكس تأثير الشيخوخة على عمليات الأيض و الجهاز المناعي للفئران ،كنتيجةلعملية زراعة مبايض حديثة تعود لفئران شابة في فئران متقدمة بالعمر.

و توضيحًا للتجربة، فقد قام جيفري ماسون (Jeffrey Mason) من الجامعة السابقة بإزالة عشرة مبايض من فئران تبلغ من العمر 12 شهرًا – كانت تلك الفئران في مرحلة تدعى (Oestropause) وهي مرحلة تشبه مرحلة سن اليأس عند النساء (Menopause) -، ثم قام جيفري باستبدالها بمبايض أخرى أُخِذَت من فئرانٍ يبلغ عمرها 60 يومًا أي ما يقارب بداية سن العشرينيات عند البشر، وبعد مضي أربعة أشهر على إجراء تلك العملية، لاحظ جيفري ارتفاعًا في عدد نوع معين من الخلايا المناعية تدعى بخلايا تي (naïve T-cells) – تعمل الخلايا السابقة عند الإصابة بعدوى جديدة و ينخفض عددها كلما تقدم الإنسان بالعمر – لوحظ أيضًا إتمام عملية إزالة السكر من الدم بشكل أسرع في تلك الفئران مما يدل على تطوُّر عمليات الأيض لديها، هذه النتائج الجديدة إضافة إلى عمل الفريق السابق أظهر أنَّ الفئران التي أجريت لها عملية الزراعة عاشت فترة أطول بنسبة 40% بخلاف غيرها.

من الناحية النظرية، أظهرت النتائج المذكورة إمكانية العمل على تجميد أنسجة المبايض الشابة وإعادة زراعتها في وقت لاحق كوسيلة لتعزيز الصحة، وبالرغم من أنَّ هذهالعملية مشابهة لإحدى العمليات التي تخضع لها النساء بعد علاج السرطان كطريقة لتأخير سن اليأس، إلَّا أنَّ البعض يحذِرونَ من أنَّهبمجرد قطع تلكَ الأنسجة، لن تكون قادرة على تقديم منافع صحية طويلة الأمد أي أنها ذات فوائد قصيرة الأجل.

ختامًا، ننهي هذا المقال بدور النتائج السابقة في لفت الأنظار حول أثر المبايض في عملية الشيخوخة والتركيز على التعمُّق في فهم كيفية قيام المبايض بذلك، ليبقى السؤال قائمًا؛ هل يمكن تطبيق ذلك بالطريقة نفسها على الإنسان أيضًا؟!


ترجمة :سيرين خضر
تدقيق: هبة أبو ندى

المصدر