يكتب آدم روبين (Adam Ruben) في مقالته الساخرة عن الصعوبات الشائعة والإحباطات الناجمة عن قراءة الأوراق العلمية ذات الصدى الواسع بين قرّاء المهن العلمية.

يأتي الكثير منكم إلينا طالبًا نصيحة (نصيحة أكثر جدية) حول كيفية فهم الأدب العلمي، لذا وجهنا سؤالنا إلى عشرات العلماء في مراحل مهنية مختلفة وفي عدد كبير من المجالات ليخبرونا كيف يقومون بذلك.

على الرغم من أن قراءة الأوراق العلمية تُصبح أسهل مع التجربة، إلا أنها تصبح حجر عثرة حقيقي، ويرجع الأمر لكل عالم لمعرفة وتطبيق التقنيات التي تعمل بشكل أفضل له.

عُدِّلت الأجوبة لأجل الوضوح والإيجاز.

– كيف تحقّق تقدمًا في قراءة الورقة العلمية؟

تقول جيسي شاناهان (Jesse Shanahan)، مرشحة الماجستير في علم الفلك في جامعة ويسليان في مدينة ميدلتاون في ولاية كونيتيكت: «أبدأ بقراءة المُلخص (abstract). ثم أتصفّح المقدمة وأنتقل عبر المقالة لأنظر إلى الصور (figures).

وأحاول تحديد أبرز صورة أو صورتين، وأتأكد حقًا من أنني أفهم ما يجري فيهما. أقرأ بعدها الاستنتاج (conclusion) أوالموجز (summary).

وفور انتهائي من ذلك أعود إلى التفاصيل التقنية لتوضيح أي تساؤلات قد تخطر على بالي».

وتقول سيسيليا توبيانا (Cecilia Tubiana)، وهي عالمة في معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في غوتنغن في المانيا: «بدايةً، أفهم الفكرة العامة عبر قراءة الملخص والاستنتاجات.

تساعدني الاستنتاجات في فهم إذا ما تم الوصول إلى الهدف المكتوب في المُلخص، وفيما إذا يُمكن للعمل المشروح أن يكون مفيدًا لدراستي الخاصة.

أنظر أيضًا دائمًا إلى الحبكة (plots) أو الصور، والتي تساعدني في الحصول على الانطباع الأول عن الورقة البحثية. وأقرأ بعدها عادةً المقال بالكامل من البداية وحتى النهاية، مرورًا بالمقاطع بالترتيب التي تظهر عليه حتى أستطيع متابعة تدفّق العمل الذي أراد المؤلفون إيصاله».

«لو أردت أن تجعل منها مُمارسة إنتاجية، فأنت بحاجة إلى فكرةٍ واضحةٍ حول أيِّ نوع من المعلومات ستحتاج الحصول عليها في المقام الأول، ومن ثم التركيز على ذلك الجانب.

قد يكون ذلك عبر مُقارنة نتائجك مع النتائج التي قدمها المؤلفون، أو عبر وضع التحليل الخاص بك ضمن السياق، أو توسعيه باستخدام البيانات المنشورة حديثًا.

ستساعدك قوائم الاستشهاد بالمصادر (Citation lists) في تحديد إذا ما ستكون الورقة أكثر ملائمة لك بإعطائك الانطباع الأول حول كيفية استخدام الزملاء الذين يؤدون بحثًا مُشابهًا لبحثك للورقة البحثية».

يقول جيريمي بورنير (Jeremy C. Borniger)، مرشح الدكتوراه في علوم الأعصاب في جامعة ولاية أوهايو، في مدينة كولومبس: «لو أردتُ فهم النقاط الرئيسية فقط، سأقرأ الملخص، ومن ثم أقفز إلى الصور، وأبحث في المناقشة (discussion) عن النقاط المُهمة.

أعتقد أن الصور هي أهم جزء في الورقة البحثية، لأنه يمكن التلاعب بالملخص وجسد الورقة البحثية وتشكيلهما لإعطاء قصة مؤثرة. وفي حال لم يبدُ أيّ شيءٍ واضحًا لي، أتجه عندها إلى المنهجية (methodology)».

«ولو أردتُ التعمّق في الورقة، سأقرأها بالكامل ومن ثم أقرأ أيضًا بضعة أوراق سابقة من تلك المجموعة أو مقالاتٍ تبحث نفس الموضوع.

ولو وجدتُ بيانًا (عبارة) مُثيرًا للاهتمام أو للجدل متبوعًا بإشارةٍ لمصدر، سأتوجه إليه أيضًا وأطّلع عليه.

وفي حال احتجتُ إلى تفاصيلٍ أكثر، سأدخل إلى مستودعات البيانات المُجهزة أو المعلومات الإضافية».

«بعدها، لو كان بحث المؤلفين مُشابهًا لبحثي، أرى فيما إذا تتطابق بياناتهم المعنية مع النتائج التي توصلنا إليها أو إذا توجد أي تناقضات. وإن وجدت، أبحث في ما الذي يسببها.

إضافة لذلك، أفكر في ما الذي سيحصُل لنموذجنا لو استخدمنا نفس الطرق التي استخدموها وماذا يمكننا أن نتعلم من ذلك.

إنه لمن المُهم أيضًا في بعض الأحيان أن نولي اهتمامًا حول الآلية التي اختار المؤلفون بها إجراء التجربة بطريقة معينة.

هل يستخدم المؤلفون اختبارًا غامضًا بدل الاختبار الروتيني؟ ولماذا يفعلون ذلك؟».

ويقول كيفن بوينك (Kevin Boehnke)، مُرشح الدكتوراه في علوم الصحة البيئية في جامعة ميشيغان، مدينة آن أربر: «أبدأ دائمًا بالعنوان (Title) والملخص.

هذا يخبرني فيما إذا كنتُ سأهتم بالمقالةِ أم لا، وما إذا سأكون قادرًا على فهمها علميًا ولغويًا على حدٍ سواء.

أقرأ بعدها المقدمة (introduction) حتى أتمكن من فهم السؤال الذي يدور حوله البحث، وأقفز بعدها مباشرةً إلى الصور والجداول (tables) حتى أستطيع التعوّد على البيانات.

أقرأ بعدها المناقشة لأحصل على فكرة حول كيفية ملائمة الورقة البحثية للتكوين العام للمعرفة».

«أنتبه إلى الإقرار بالقيود (of limitationsacknowledgement) والاستدلال الصحيح بالبيانات.

يوسّع بعض الناس مطالباتهم أكثر من غيرهم، ويمكن أن يكون ذلك إشارةً حمراء لي (إشارة تحذير).

كما أنني أستحضر مفاهيمي عن علم الأوبئة حتى أحاول التأكّد من أن تصميم الدراسة كافٍ لاختبار الفرضيات التي يجري فحصها».

«وبينما أتعمق أكثر في إطار الحجة، والصور، والمناقشة، أفكر أيضًا في أيٍّ من القطع هي الأكثر إثارة وحداثة، أيٍّ منها يُعنى بالناحية البيولوجية أو المنطقية، وأيٍّ منها مدعوم بالأدب العلمي أكثر.

وأرى أيضًا أيٍّ من القطع يتلاءم مع فرضياتي المُسبقة والأسئلة البحثية».

ويقول غاري ماكدويل (Gary McDowell)، زميل ما بعد الدكتوراه في البيولوجيا التطورية في جامعة توفتس في ميدفورد، ماساتشوستس، وباحث زائر في كلية بوسطن: «تعتمد استراتيجية قراءتي على الورقة.

أبدأ أحيانًا بالمرور السريع خلالها لأرى مدى ملاءمتها.

ولو كانت قابلة للتطبيق مباشرةً على موضوعي، سأقرأ الورقة بعناية، بعيدًا عن المقدمة التي قد تكون مألوفة بالفعل.

ولكني أحاول دائمًا معرفة إذا ما كانت هناك أماكن مُحددة أو صور يجب أن أولي اهتمامًا وثيقًا بها، أقرأ بعدها المعلومات المعنية في النتائج (results) والمناقشة».

«وأرغب أيضًا في معرفة إذا ما كانت هناك مراجع (references) قد أكون مهتمًا بها.

ينتابني في بعض الأحيان فضول لمعرفة من الذي قد ذُكر في المجال؛ أو لم يُذكر، كمرجع لأرى فيما إذا يختار المؤلفون تجاهل جوانب مُعينة من البحث.

وأجد في كثيرٍ من الأحيان صورًا تكميلية تعرض بالفعل نتائجًا أكثر غرابة وإثارةً للاهتمام، وخاصةً لو كانت النتائج تتعلق بأجزاء المجال الذي لم يذكره الباحثون كمرجع أو إذا كانت غير واضحة أو غير مفيدة لتفسيرهم للبحث بشكل عام».

تقول لينا كولوتشي (Lina A. Colucci)، طالبة الدكتوراه في برنامج العلوم الصحية والتكنولوجيا في جامعة هارفرد معهد ماساتشوستس: «تساعدني قراءة الأوراق البحثية على امتلاك مهمة تدوين، ما جعلني قارئة نشطة بدل جعل عينيّ تُحدقان على جبالٍ من النصوص فقط لأنسى كل شيءٍ قرأته.

على سبيل المثال، عندما أقرأ عن المعلومات الأساسية، أحفظ الجمل ذات المعلومات المفيدة من كل مقالة تتناول موضوعًا محددًا في ملف وورد.

وأكتب بعدها تعليقاتٍ عن الأفكار الجديدة التي حصلتُ عليها أو الأسئلة التي أحتاج لاستكشافها أكثر.

ومن ثم، في المستقبل، سأحتاج فقط لقراءة هذا المستند بدل إعادة قراءة كل الأوراق منفردة».

وأضافت: «وبالمثل، عندما أريد معرفة كيفية إجراء تجربة محدّدة، أنشئ جدولًا مفيدًا في برنامج إكسل ألخص فيه كيف يمكن لمجموعة من الفرق البحثية القيام بإجراء تجربة معينة».

ويقول لاكلان غراي (Lachlan Gray)، نائب رئيس مختبر الأمراض العصبية وفيروس نقص المناعة المكتسبة في معهد برنيت وباحث مساعد في قسم الأمراض المُعدية في جامعة موناش في ملبورن، في أستراليا: «أبدأ عادةً بالملخص، الذي يعطيني لمحة موجزة حول ما تدور حوله الدراسة.

وأقرأ بعدهُ المقالة كاملة، وأتركُ المناهج (methods) حتى النهاية إلا في حال لم أستطع فهم النتائج أو لم أتعرّف على التجارب (experiments)».

«تسمح لك أقسام النتائج والمناهج في تفتيت الورقة للتأكد من أنها تستند إلى الدقة العلمية.

فكر دائمًا عن نوعية التجارب التي تُجرى، وفيما إذا كانت الأنسب لمعالجة المسألة المقترحة.

وتأكد من أن المؤلفين قد ضمّنوا أعدادًا كافية وذات صلة من الضوابط. يمكن للاستنتاجات في كثير من الأحيان أن تستند على عددٍ محدودٍ من العينات، مما يحدّ من أهميتها».

«أحبُ طباعة البحث وتحديد المعلومات الأكثر صلة، لكي أتذكر في إعادة مسح سريعة النقاط الرئيسية.

ستكون معظم النقاط الأكثر صلة أشياء ستغير تفكيرك حول موضوع بحثك أو تمنحك أفكارًا واتجاهاتٍ جديدة».

يقول برايان نوسيك (Brian Nosek)، الأستاذ في قسم علم النفس في جامعة فرجينيا والمدير التنفيذي في مركز العلوم المفتوحة في شارلوتسفيل: «ما أختار قراءته يبنى على علاقته بمجالات بحثي والأشياء التي تولد كميات كبيرة من الاهتمامات والنقاشات لأنها تقود الطريقة التي نؤديها في علم النفس، أو في العلوم عمومًا، إلى اتجاهاتٍ جديدة.

إن ما أحاول استنتاجه من البحث في معظم الأحيان هي قضايا عن المنهجية، والتصميم التجريبي، والتحليلات الإحصائية».

«كما يكون من الممتع فهمُ لماذا فكر المؤلفون بإجراء الدراسة (أقصد المقدمة) وماذا يعتقدون بمعنى النتائج (وأقصد المناقشة) فحينما يكون مجال أعرف الكثير عنه، لا أهتم كثيرًا عادةً عن تلك الأقسام لأنها تعكس عادةً الميول النظرية للمؤلفين وأحد الطرق العديدة للتفكير بالنهج والنتائج.

ولكن عندما يكون مجال لا أعرف عنهُ إلا القليل، أقرأ تلك الأقسام بعناية لأنني سأتعلم الكثير عن الافتراضات والمناهج التفسيرية في ذلك المجال من البحث».

ويقول أولف ليونهارت (Ulf Leonhardt)، أستاذ الفيزياء في معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، في إسرائيل: «أقرأ بدايةً بسُرعة كبيرة: إن الهدف من القراءة الأولى هو أن أرى ببساطة ما إذا كانت الورقة ستثير اهتمامي.

لو أثارت اهتمامي سأقرأ للمرة الثانية، بصورةٍ أبطأ وأولي عناية أكثر بالتفاصيل».

وأضاف: «ولو كانت الورقة البحثية حيوية لبحثي وإذا كانت نظرية، سأرغب حينها بإعادة إنشاء الورقة.

في مثل هذه الحالات، سآخذ فقط الهدف من الورقة وأعمل بعدها على كل شيء آخر بمفردي، ولا أنظر إلى الورقة.

إنها أحيانًا عملية مؤلمة وبطيئة.

وأغضب في أحيانٍ أخرى من المؤلفين لعدم كتابتهم بوضوح كافٍ، وحذفهم للنقاط الأساسية ودورانهم في هراء لا لزوم له.

وأصعق أحيانًا مما موجود في الورقة».

يقول تشارلز فوكس (Charles W. Fox)، الأستاذ في قسم علم الحشرات في جامعة كنتاكي في ليكسينجتون: «أقرأ في أغلب الأحيان المُلخص في البداية واستمر فقط لكامل البحث إذا دلّ الملخص على أن الورقة ستكون ذات قيمة لي.

بعدها، إذا كان موضوع الورقة شيء أعرفه جيدًا، أقرأ المقدمة بسرعة عمومًا، وأقرأ آخر فقرة فيها لأتأكد من أنني أعرف إذا ما تمّت معالجة السؤال المحدد في الورقة البحثية.

وأنظر بعدها إلى الصور والجداول، وأما أن أقرأ النتائج أو أتصفحها بسرعة، وأخيرًا أما أن أمرّ بسرعة أو أن أقرأ المناقشة».

وأضاف: «وإذا كنت لم أكن أعرف الموضوع جيدًا، أقرأ عادة المقدمة بعناية أكثر حتى تكون الدراسة ضمن السياق بالنسبة لي. وبعدها أمرّ مرورًا سريعًا على الصور والجداول وأقرأ النتائج».

وتقول ريما ويلكز (Rima Wilkes)، الأستاذة في قسم علم الاجتماع في جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر: «من المهم أخذ الاختصارات بعين الاعتبار عند قراءة الأوراق البحثية حتى يتبقى ما يكفي من الوقت للقيام بعملنا المتبقي، ويشمل الكتابة، وإجراء البحث، وعقد الاجتماعات، والتعليم، وتصنيف الأوراق.

عندما بدأت كطالبة دكتوراه، كنت أقرأ الاستنتاجات والمناهج لمقالات المجلات الأكاديمية والفصول (chapters) بدل قراءة الكتاب بأكمله».

وتقول مارسيا ماكنت (Marcia K. McNutt)، رئيسة تحرير في دوريات علمية: «كرئيسة تحرير في الدوريات العلمية، فإن عليّ قراءة وفهم الأوراق البحثية خارج نطاق مجالي طوال الوقت.

أبدأ عادة مع ملخصات المحرّرين المطابقة، والتي هي ذات معنى لشخصٍ مثلي؛ أنا الصحفية العلمية المهتمة بكل شيء ولكنها تغوص فقط في مجال واحد.

ومن ثم، أرى في ما إذا كتب أحدهم مقالة إخبارية عن الورقة.

بعدها، أرى فيما إذا كانت هناك وجهة نظر من عالم آخر.

إن الهدف الرئيسي من وجهة النظر هو توسيع رسالة الورقة البحثية، ولكن غالبًا ما يقوم المؤلفون بعمل كبير باستخراج جوهر المقالة العلمية لغير المختصين في نفس الوقت».

وأضافت: «ثم أتطرق إلى الملخص، الذي كُتب للتواصل بشكل أوسع مع قراء الدورية.

وأخيرًا، أنتقل إلى الورقة البحثية نفسها أقرأها بالترتيب، المقدمة، الاستنتاجات، وأرى الصور، ومن ثم أقرأ الورقة البحثية من خلالها».

– ما الذي ستفعله لو صادفك شيء لم تفهمه؟

تقول ماكنت (McNutt): «أحب القراءة على الإنترنت لكي أتمكّن ببساطة من قص ولصق الكلمات التي لا أفهمها داخل المتصفح لرؤية ما الذي تعنيه».

وتقول شاناهان (Shanahan): «لو كانت فقط أشياء قليلة في المقالة، سأكتب ملاحظة للبحث عنها لاحقًا.

ولو كنت أكافح للمضي قدمًا خلال الورقة، سأحاول البحث عن مقالة مراجعة أو فصل كتاب ليعطيني الخلفية اللازمة للشروع، والتي أجدها عمومًا أكثر كفاءة».

«هنالك الكثير من المختصرات والمصطلحات التي يمكن أن تكون في حقلٍ فرعي معين، لذا لا أتوسع عادةً خلال التفاصيل إلا إذا كانت تخص بحثي..

ولكني أحاول دائمًا أن آخذ وقتي لأفهم حقًا المناهج المستخدمة».

ويقول بورنيجر (Borniger): «أتوقف عادة فورًا للبحث عن الأشياء التي لا أفهمها.

لا يكون للقراءة اللاحقة أي معنى إذا لم أفهم العبارة الرئيسية أو المصطلحات.

وهذا قد يأتي بنتائج عكسية قليلًا، رغم أنني على الأغلب أغوص في حفر غير منتهية بعد بحثي عن شيء ما (ما هو س؟ أوه س يؤثر على ص، إذن ما هو ص؟ …إلخ).

هذا قد يكون مسليًا نوعًا ما عندما تتعلم كيف يرتبط كل شيء، ولكن لو ضعت لفترة فإن هذا قد يشدّ انتباهك بعيدًا عن المهمة التي بين يديك».

«أحيانًا، يمكن أن تلقي كل المصطلحات في الورقة البحثية بظلالها على التجارب في المقام الأول.

وفي مثل هذه الحالات، يساعدك ذلك في أن تسأل نفسك: “ما السؤال الذي كان المؤلفون يحاولون إجابته؟” عندها يمكنك تحديد إذا نجحوا في ذلك أم فشلوا».

تقول توبانيا (Tubiana): «يعتمد ذلك على مدى عدم فهمي للقطع التي تمنعني من اللحاق بالأفكار الرئيسية.

لا أحاول عادةً فهم كل التفاصيل في الأقسام عندما أقرأ الورقة لأول مرة.

لو بدت الأجزاء غير المفهومة ضرورية لبحثي، سأحاول سؤال الزملاء أو حتى التواصل مع المؤلف الرئيسي للمقالة مباشرةً.

وأعود إلى المراجع الأصلية للحصول على كل المعلومات الأساسية، فهي ملاذي الأخير، لأن الوقت يمكن أن يكون محدودًا ويمكن أن يكون التعاون والاتصالات الشخصية أكثر كفاءة في حل مشاكل محددة».

ويقول غراي (Gray): «يمكنك في بعض الأحيان مجرّد القراءة عبر الورقة البحثية وأي مصطلحات غير مألوفة لك ستصبح أكثر وضوحًا في النهاية.

ولو استصعب عليك المضي قدمًا، عندها التوقف والبحث عن معلومات إضافية هي الطريقة التي اتبعها عادةً للمضي. أجري بحثًا سريعًا على جوجل حول موضوع، أو نمط، أو نهج، أو مصطلح، وغيرها.

ولو كانت مقالة كثيفة جدًا، قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان بعض القراءة ضمن المقالة قبل أن تبدو واضحة وأفهمها».

ويقول نوسيك (Nosek): «السؤال الذي أطرحه لنفسي هو: “هل أحتاج لمعرفة ما الذي يعنيه ذلك لكي أفهم ما أحتاجه من تلك الورقة؟” أقرأ الآن المقالات في مجالات البحث خارج خبرتي بصورة جيدة، ولا أحتاج في كثيرٍ من الأحيان أكثر من المعرفة السطحية للمحتوى الموضوعي.

إذا لم أستطع أن أفعل أي شيء مع الورقة لكي أفهم العمق، أجري عندها بحوثًا في الخلفية».

ويقول فوكس (Fox): «كان يتوجب عليّ مؤخرًا قراءة عدد من الأوراق البحثية خارج مجال خبرتي مع الكثير من المصطلحات غير المألوفة.

في بعض الحالات، أكون قادرًا مباشرةً على استخراج المعلومة التي احتاجها من النتائج أو الصور أو الجداول.

وفي حالات أخرى، أستخدم بحث غوغل لتعريف المصطلحات والمفاهيم في الورقة البحثية أو أقرأ المراجع المشار إليهم لفهم أكبر للنقاط التي ذكرت في الورقة.

وفي بعض الأحيان، الأوراق غير مفهومة إلى حدٍ كبير (بالنسبة لي، على الأقل) لذا لا أمانع قراءتها».

– هل شعرت يومًا بالإرهاق من قراءة المقالات؟ وكيف تعاملت مع ذلك؟

يقول نوسيك (Nosek): «طوال الوقت.

إذا كانت الورقة البحثية متعلقة بمشكلة أحاول حلها، أتأكد من أن هناك أشياء رئيسية في الورقة البحثية لا أفهمها.

إن هذا الارتباك لا يمثّل تهديدًا؛ إنها فرصة.

أنا جاهل؛ أحتاج لأن أكون أقل جهلًا. ستساعدني هذه الورقة البحثية في ذلك».

وأضاف: «في نفس الوقت، بعض الأوراق مكتوبة بشكل سيء تمامًا ولا تستحق الجهد. لا بدّ من أن شخص آخر قد كتب بالتأكيد عن المفاهيم بوضوح أكثر حتى أستطيع الحفاظ على ارتباكي موجهًا على فهم الجوهر بدلًا من النحو (القواعد اللغوية) الضعيفة».

تقول شاناهان (Shanahan): «أشعر بالإرهاق خصوصًا عندما لا تتعلق الورقة بحقل دراستي، أو إذا كانت طويلة، وإذا كانت مليئة بالمصطلحات التقنية.

عندما يحدث ذلك، أقوم بتجزئتها إلى قطع وأقرأها على مدى بضعة أيام، إذا كان ذلك ممكنًا.

أما بالنسبة للأوراق الصعبة جدًا، سيساعدك الجلوس والعمل عليها مع الزملاء أيضًا».

ويقول بوينك (Boehnke): «نعم، في العديد من المرات. وهذا السبب في تطويري لاستراتيجياتي الخاصة في القراءة، عبر التحدّث مع العلماء الآخرين وعن طريق التجربة والخطأ. أصبت أيضًا بإحباط وقذفت الأوراق السيئة بعيدًا، ولم أرجع لقراءتها مرة أخرى».

ويقول بورنيجر (Borniger): «نعم، وفي مثل هذه الحالات عليك أن تدرك أن بعض الأوراق هي نتيجة سنوات من العمل لعشرات العلماء. توقعك أن تهضم وتفهم كل شيء فيها في جلسة مسائية واحدة هي فكرة بعيدة المنال».

ويقول توبانيا (Tubiana): «كثيرًا ما شعرت بالإرهاق! ولكن قد لا تحتاج بعض الأقسام فهمًا أعمق كما الأقسام الأخرى.

كما يجب عليك أن تعرف حدودك الخاصة: هل هناك بعض الأجزاء في الورقة ستحب أن تحاكيها ولكنها ليست جزءًا من خبرتك ويمكن أن تصبح “مفهومة” من خلال التعاون؟».

يقول ماكدويل (McDowell): «إذا ما شعرت أن الورقة مهمة جدًا لما أقوم به، سأغادرها لبرهة من الوقت وأعود إليها مجددًا عدة مرات. ولكن لو كانت مرهقة جدًا، سيتوجب عليّ عندها أن أضعها جانبًا، إلا في حال استطاع شخص من الزملاء الذين اتصلت بهم تفسيرها».

– هل لديك أي نصائح أخرى تود مشاركتها؟

تقول كولوتشي (Colucci): «لو كانت هناك ورقة أصلية أحاول أن أفهمها تمامًا، أجد طريقة ما لتقديم عرض (journal club-style presentation) عنها. التحدّث عن ورقة بحثية بالأخص وإجابة الأسئلة هي أفضل طريقة بالنسبة لي لتعلّم المادة».

«أيضًا، أحصل على مدير مَراجع جيد. ساعدني مينديلي (Mendeley) على إجراء بحثي، وقراءة الأدب العلمي، وكتابة الأوراق العلمية».

وتقول ويلكس (Wilkes): «في البداية، يجدها القرّاء الأكاديميون الجدد بطيئة لأنهم لا يملكون أي إطار من المراجع لما يقرأون عنه. ولكن توجد طريقة لاستخدام القراءة كنظام لإنشاء مكتبة ذهنية، وبعد بضعة سنوات، يصبح من السهل إدخال الأوراق البحثية في رفوفك الذهنية. وتستطيع بعدها بسرعة أن تمرّ مرورًا سريعًا على الورقة لمعرفة مساهمتها».

ويقول بوينك (Boehnke): «كن صبورًا. لا تخف أو تخجل من استخدام ويكيبيديا أو غيرها، والعديد من المصادر الأخرى التي يكتبها الجمهور مثل منشورات المدوّنات للحصول على فكرة عن موضوعك. واسأل العديد، العديد من الأسئلة. لو لم تستطع الحصول على فهم أوضح من الورقة، تحدث مع الأشخاص في دائرتك. ولو لازلت مرتبكًا فإنه من المهم حقًا أن تفهم المفاهيم (concepts)، وتراسل المؤلفين عبر البريد الإلكتروني».

وتقول ماكنت (McNutt): «لا تتردد في التحدث إلى العلماء الأكثر خبرة. ستسدي إليهم معروفًا عبر جعلهم يشرحون لك وجعلك تفهم ماذا تعني الورقة العلمية المعقدة. يحتاج كل العلماء المزيد من الخبرة في ترجمة المفاهيم المعقدة إلى مصطلحات شائعة».

وتقول شاناهان (Shanahan): «لو كان ذلك ممكنًا، اقرأ في أغلب الأحيان. حاول حفظ ملف مرجعي (bibliography file) مع ملخص لهذه المادة، وأي نقطة مهمة، حتى صورة أو صورتين إلى جانب معلومات الاستشهاد (citation information). انتبه للطرق المختلفة لبناء المقالة، وانتبه للأنماط المختلفة من الكتابة. سيساعدك هذه في تطوير نمط فعّال وفريد من نوعه أيضًا».


  • إعداد: أحمد السراي
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • المصدر