ما مدى فعالية أجهزة مراقبة النشاط الجسدي في فقدان الوزن؟


الأجهزة القابلة للارتداء والتي تُراقب النشاط الجسدي هي أدوات غير موثوقة في خسارة الوزن، هذا ما أعلنته دراسة جديدة من (جامعة بيتسبورغ- University of Pittsburgh) قسم الصحة والنشاط الجسدي.

وتحرَّت هذه الدراسة بشكل خاص إذا ما كانت متتبعات النشاط المُتاحة تجاريًا فعَّالة ومفيدة لأجل فقدان الوزن.

وحسب تجربة استمرت 24 شهرًا، لاحظ العلماء أنَّ استخدام متتبعات النشاط القابلة للارتداء بالإضافة إلى نظام فقدان الوزن السلوكي يؤدي إلى فقدان وزن أقل إذا ما قورِن مع إتباع نظام فقدان الوزن السلوكي لوحده.

وفي الواقع، أظهر المشتركون بدون متتبعات النشاط القابلة للارتداء ضِعفي فوائد فقدان الوزن في نهاية الـ 24 شهر.

كما أعلن الذين استخدموا هذه الأجهزة عن معدل فقدان وزن قدره 7.7 باوند بينما الذين التزموا بالنصائح الصحيَّة فقدوا حوالي 13 باوند فقط.

وقد خلص الباحثون من خلال هذه الملاحظات إلى أنَّ هذه الأجهزة التي ترصد ردود الفعل على النشاط الجسدي لا توفر أي فائدة على نهج فقدان الوزن القياسي والذي يشمل النصائح السلوكيَّة للنشاط الجسدي والنظام الغذائي، وهكذا ففي حين تسمح هذه الأجهزة بتتبع النشاط الجسدي بسهولة جنبًا إلى جنب مع ردود الفعل، فإنها تدفع نحو التخلي عن مبادئ الحياة الصحيَّة والذي يُعتبر الجانب الأهم في أنظمة فقدان الوزن.

وفي حين أنَّ استخدام هذه الأجهزة هو طريقة شائعة لتتبع النشاط الجسدي -عدد الخطوات باليوم والسعرات الحراريَّة التي تُحرق خلال العمل- وجدنا أنَّ إضافتها إلى النصائح السلوكيَّة لتخفيض الوزن التي تتضمن النشاط الجسدي وتقليل السعرات الحراريَّة المُتناولة لا يزيد من فقدان الوزن، وقد قال (جون جاكيكي- John Jakicic) الباحث الرئيسي في الدراسة، أنَّ هذه الأجهزة يجب ألَّا تُعتَمد كأدوات لتنظيم الوزن بدلًا من النصائح السلوكيَّة للنشاط الجسدي والنظام الغذائي.

وقد اعتمدت هذه الدراسة على تجربة سريريَّة عشوائيَّة، كان عدد المشاركين فيها 470 مشاركًا وأعمارهم بين 18 إلى 35 سنة، ومتوسط وزن الجسم لديهم يتراوح بين 25 إلى 39 في بداية التجربة، وكان 77% من المشاركين هم من النساء و29% منهم من المجتمعات الأقليَّة.

وتم وضع جميع المشاركين على أنظمة غذائيَّة منخفضة السعرات الحراريَّة والنشاط الجسدي، وتلقوا جلسات استشارة جماعيَّة حول الغذاء والصحة.

كما شارك المتطوعون أسبوعيًا بهذه الجلسات الاستشاريَّة خلال الأشهر الستة الأولى وبتكرارٍ أقل خلال الـ 18 شهرًا الأخيرة وتم تقييم الوزن خلال الأشهر الست الأولى من التجربة.

فبعد الأشهر الستة الأولى تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تُكمل الجلسات الاستشاريَّة على شهريًا والمجموعة الثانية تستخدم الأجهزة لقياس الريجيم والنشاط الجسدي.

ويتم ارتداء الجهاز متعدد الإشعارات المستخدم في الدراسة في الجزء العلوي من الذراع ويعطي نتائج عن صرف الطاقة والنشاط الجسدي، كما تم تصميم موقع خاص لقياس النتائج.

وأظهر المشاركون في كلتا المجموعتين خلال الـ 18 شهرًا اللاحقة تحسُنًا في بنية الجسم والنشاط الجسدي والرشاقة والنظام الغذائي من دون اختلافات واضحة بينهما.

ولكن الذين تلقّوا استشارة صحيَّة خلال الدراسة خسروا ضعف الوزن عن الذين استخدموا أجهزة المراقبة.

ويقول جاكيكي: «نتائج دراستنا مهمة لأنَّ المعالجة الفعَّالة طويلة الأمد ضرورية لمعالجة وباء السمنة في أميركا».

ويضيف: «وجدنا أنَّه يوجد العديد من التساؤلات حول فعاليَّة هذه الأجهزة، وما هو الاستخدام الأفضل لها لتعديل النشاط الجسدي والنظام الغذائي لخسارة الوزن».


إعداد: رغد سليمان
تدقيق: هبة فارس
المصدر