هل تذكرون النجم الذي أثار التكهنات بوجود فضائيين حوله؟
ها هو يزداد غرابة


كلما عرف العلماء أكثر عن النجوم المنقطة (Tabby’s Star) ازدادت هذه الأجسام غموضًا وغرابة.

في رصد تحليلي جديد لتلسكوب ناسا الفضائي وصائد الكواكب كيبلر (Kepler)، أظهر أن النجم المعروف بالرمز (KIC 8462852) -والذي يغرق أحيانًا في لمعان شديد مازال يحير العلماء- أظهرأيضًا خفوتًا عامًا في بريقه خلال السنوات القليلة الأخيرة.

«مذهل حقًا هذا التغيّر الثابت في لمعان هذا النجم»، هذا ما صرّح به بين مونتيت (Ben Montet) من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسدينا والمؤلف لدراسة عُنونت (ثلاث عشرة طريقة لاصطياد حياة فضائية ذكية).

وأضاف: «أظهرت قياساتنا عالية الدقة والتي أجريناها خلال أربعة أعوام، بأن النجم يزداد خفوتًا بالفعل مع مرور الزمن. لم يسبق لهذا النوع من النجوم أن يخفت بريقه ببطء خلال سنوات، ولا نرى شيئًا مثل ذلك في بيانات كيبلر».

احتل هذا النجم (KIC 8462852) عناوين الأخبار في سبتمبر الماضي عندما أعلن فريق من الفلكيين بقيادة تابيثا بوياجيان (Tabetha Boyajian) من جامعة ييل عن الخفوت الدراماتيكي لهذا النجم ولعدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، وكان هذا الخفوت هائلًا بمقدار 22% في إحدى المرات.

هذا الخفوت في البريق أكبر من أن يسببه كوكب مداري، لهذا بدأ العلماء بوضع تفسيرات بديلة، مثل كوكب خرج عن مساره أو عائلة من المذنبات خرجت عن مسارها، أو سحبًا من الغبار وقطعًا تلت ذلك الخروج وتقوم بحجب ضوء النجم بشكل دوري.

أو جسم غير معروف في أعماق الفضاء بين ذلك النجم والأرض يسبب هذا الخفوت.

هذا الخفوت في البريق يمكن يتسق مع كيان يجمع طاقة عملاقة ومبني بواسطة حضارة ذكية، على الرغم من حماس الباحثين لإدخال فكرة كيان فضائي عملاق، إلا أن هذا السيناريو يظل غير مرجح.

تزايدت غرابة هذه الظاهرة في يناير من العام الحالي عندما كتب الفلكي برادلي شافير (Bradley Schaefer) من جامعة ليوزيانا أن النجم (KIC 8462852) أظهر خفوتًا كليًا بنسبة 14% بين عامي 1890 و 1989.

تمّ هذا الاستنتاج تم بناءً على تحليلات شافير لقوالب صور سماء الليل والتي تمكنت من التقاط هذا النجم المنقط، الذي يقع على بعد 1500 سنة ضوئية من الأرض.

فلكيون آخرون شككوا من تفسيراته، مرجحين أن الاختلاف في المعدات التي استخدمت لتصوير السماء خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة قد يكون مسؤولًا عن إظهار هذا الخفوت الطويل.

لهذا، قرر مونتيت وزميله جوشوا سيمون (Joshua Simon) من مراصد معهد كارنيج في واشنطن (Observatories of the Carnegie Institution of Washington)، أن يقوما بتمشيط بيانات كيبلر للبحث عن أي أثر يميل إلى النقطة التي طرحها شافير؛ فوجدا أكثر من مجرد أثر.

قام تلسكوب كيبلر برصد (KIC 8462852) مع أكثر من 150,000 نجم آخر، من الفترة الممتدة من عام 2009 حتى 2013. خلال الثلاث سنوات الأولى من هذه المدة، أظهر النجم خفوتًا بمقدار 1%.

وجد مونتيت وسيمون أن النجم انخفض بريقه بشكل مفاجئ بمقدار 2% في الستة أشهر التالية، واستقر على هذه المستوى للستة أشهر الباقية من هذه المدة.

«يظل هذا النجم فريدًا بشكل كلي بسبب مشاهده العشوائية من الخفوت. ولكننا الآن نرى أنه يمتلك خصائص أخرى غريبة، تتمثل في انخفاض بريقه بشكل تدريجي وبطيء لما يقارب من ثلاث سنوات، ثم يتجه للخفوت بوتيرة أسرع».

صرح الباحثان أنهما لا يعرفان ما هو السر وراء هذا السلوك الغريب لهذا النجم، ولكنهما يأملان بأن نتائج دراستهما والتي تم قبولها للنشر في دورية الفيزياء الكونية (The Astrophysical Journal) قد تساعد في فك أسرار هذه الظاهرة في نهاية الأمر.

يقول مونتيت: «إنه لتحدي كبير يمثله تقديم تفسير جيد لسلوك هذا النجم، والذي يقوم بعمل ثلاثة أمور لم يتم مشاهداتها من قبل».

ويواصل قائلًا: «لكن هذه الملاحظات ستقدم مفتاحًا لحل هذا السر.. سر نجم (KIC 8462852)».


ترجمة: صقر محمد عبدالرحمن أسعد
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر