مراقبة سلوك التعليم بين أبناء عمومتنا من الشمبانزي لأول مرة!


أم تعلم صغيرها كيفية استخدام سنارة لالتقاط النمل الأبيض، التقط هذا المشهد الرائع في برية حديقة Nouabalé-Ndoki الوطنية بجمهورية الكونغو و كان الأول من نوعه تبعًا لبحث جديد أجراه الأنثروبيولوجيون بجامعة واشنطن في سانت لويس.

«على الرغم من اعتبار الشمبانزي مستخدٍم استثنائي للأدوات، إلا أن الأدلة على تعليم الأفراد البالغين للأطفال مهارات استخدام الأدوات كانت قليلة.»

تقول ستيفاني ماسجريف مؤلفة الورقة البحثية، و تتابع: «وجدنا أن الأمهات في منطقة مثلث Goualougo تعلم صغارها عن طريق اعطائهم سنارات لصيد النمل الأبيض لصغارها. يستخدم أفراد الشمبانزي في هذه المنطقة نوعًا محددًا من الأعشاب – و التي يجب أن تكون مدببة الطرف – كسنارات. قد تعلم الأم أيضًا صغيرها كيفية اختيار مادة الصيد أو طريقة تصنيعها.»

لهذه الدراسة التي أجريت بشراكة مع مجتمع حماية الحياة البرية وحديقة حيوان لينكولن ومعهد ماكس برانك وكلية فرانكلين ومارشال، دور مهم في دراسة تطور التعليم.

تبعا لكريكت سانز أستاذة البيولوجيا الأنثروبولوجية في الفنون والعلوم بجامعة واشنطن والتي شاركت في كتابة الورقة، فإنه من السهل التعامل مع أهمية مشاركة المعلومات والمهارات المعقدة كشيء مسلّم به كما نجده عند البشر، توضح دراستنا أن الأصول التطورية لتصرف مثل هذا يظهر عندما تكون تلك المهارات المعينة مستعصية على الفرد فلا يستطيع أن يبتكرها أو يصل إليها بمفرده.

استخدمت ماسجريف وسانز وزملائهم مقطعًا مصورًا لعرض أمثلة على أفراد شمبانزي برية تشارك أبناءها مهارة اصطياد النمل الأبيض، يقابل هذا التصرف والذي يظهر المعلم «الأم» الذي يتبرع بأداته للمتعلم «الابن» الذي يستقبل الأداة، المعايير التي تجعلنا نصفه بأنه «تعليم» لدى القرود البرية.

تقول ماسجريف: «إن التعرف على عملية التعليم عند الحيوانات البرية يعد مهمًة صعبة، ذلك لإنه من الواجب علينا أن نراقب السلوكيات التعليمية على كٍل من المُعلِّم والمُتعلِّم. وباستخدام مقاطع فيديو من كاميرات متموضعة أمام أعشاش للنمل الأبيض في موطن الشمبانزي، استطعنا أن نراقب كيف أثرت عملية التعليم على أولئك الذين استغنوا عن أدواتهم مما أثر على فرصهم في الحصول على الطعام في مقابل أولئك الذين تلقوا الأدوات.».

يعد الشمبانزي مستخدمًا متميزًا وصانعًا استثنائيًا للأدوات وسط الحيوانات.

وأنواع الأدوات باختلاف مجموعات الشمبانزي وبالتالي تختلف العملية التعليمية ويتم تعديلها لتتلاءم مع الظروف المحلية للأفراد.

تعلق ماسجريف على ذلك: «إن دراسة تعلم مهارات الصيد عند صغار الشمبانزي والتي تختلف باختلاف مجموعتها تساعدنا على فهم الأصول التطورية للحضارة والتكنولوجيا وتوضيح كيف أن القدرات الحضارية للبشر مشابهة لأبناء عمومته من الحيوانات الأخرى.».

و لهذه النتائج آثار مثيرة للإهتمام في التعرف على الأسس الإدراكية للتعليم.

بحيث تتضمن العملية التعليمية عند البشر فهمًا من المتلقي لقدرات المعلم بالإضافة إلى رغبة المعلم في مساعدة المتعلم، وفي الدراسة توقعت الأمهات حاجة صغارها لاستخدام الأداة ثم ابتدعت استراتيجيات لتقليل الجهد اللازم لإمدادهم بالطعام.

تقول ماسجريف أن الأمهات اعتادت احضار سنارات عدة إلى المكان المتواجد فيه عش النمل الأبيض، اعتادت أيضًا قسم سناراتها إلى نصفين ليستخدم صغيرها الأداة دون أن يؤثر ذلك على مقدرتها على جمع الطعام.

ساعد القيام بهذه الدراسة وغيرها من الدراسات التي يتم إجراؤها على القردة في الكونغو وباقي أفريقيا لدراسة سلوكها، ريادة جامعة واشنطن في استعمال تقنية التصوير عن بعد، و التي تسهل عملية مراقبة الحياة البرية دون تدخل الانسان وتأثيره على البيئة.

تقول سانز: « إن الكاميرات المتموضعة في هذه الغابات تشكل، إضافًة إلى سهولة دراسة الحياة البرية، مراقبة صحة الغابة والحيوانات المهددة مثل غوريلا الأراضي المنخفضة الغربية وأفيال الغابة والفهود» و تتابع: « فبالإضافة إلى طرقنا المعتادة في تتبع القرود البرية خلال الغابات كل يوم، فإن هذه التقنية توسع مجال دراستنا إلى جماعات أخرى متعددة من الشمانزي، لقد راقبنا جيلًا من صغار الشمبانزي يتعلم كيفية استخدام الأدوات للعيش دون الإضطرار للإنتظار لعشرة سنوات وترويضهم و تعريضهم لخطر التعرض للأمراض الصناعية».


ترجمة : محمد صادق
تدقيق بدر الفراك
المصدر