ذكرى آدا لوفلايس Ada Lovelace، أول مبرمجة للحاسوب


لو أنه تم بناء أول حاسوب قابل للبرمجة، لكان سيبدو كجهاز ميكانيكي عملاق يطرق به مسننات ورافعات (أدوات تستخدم لمضاعفة القوة الميكانيكية التي يمكن تطبيقها على جسم آخر) والبطاقات المثقوبة.

كانت هذه هي الرؤية والتي وضعها المخترع البريطاني تشارلز باباج Charles Babbage للمحرك التحليلي في عام 1837.

وفي حين يعود الفضل لباباج في تصور الآلة، إلا أن صديقته آدا لوفلايس Ada Lovelace هي من فهمت وأدركت الإمكانيات الواعدة التي ستحققها أجهزة الحواسيب يومًا ما.

كانت Lovelace ابنه الشاعر الرومانسي لورد بايرون Lord Byron ، عالمة رياضيات موهوبة ومثقفة وقد ترجمت مقالة إيطالية عن “المحرك التحليلي” واستكملته بملاحظات موسعة عن قدرات الجهاز.

لم تقم Lovelace في تلك الملاحظات، بتفسير عمل المحرك التحليلي أفضل مما فعل باباج فحسب، بل إنها قامت أيضًا بوصف خوارزمية يمكن للمحرك أن يطبقها، والتي تم اعتبارها غالبًا أول برنامج حاسوبي في العالم.

توفيت Lovelace في وقت مبكر من بداية صداقتها مع باباج، ولم يتم بناء المحرك التحليلي قط، بل بقي فقط على صفحات من مغامرات مثيرة عن Lovelace وBabbage (مدينة بانتيون Pantheon، نيسان، عام 2015)، ضمن رواية الفنانة ورسامة الرسوم المتحركة سيدني بادوا Sydney Padua.

في قصة Padua، يقوم الصديقان بإكمال العمل على المحرك التحليلي ويصبحان الثنائي الغريب الأطوار مكافح الجرائم والمتلهف للتكنولوجيا.

تحدثت دورية Scientific American إلى بادوا عن أهمية اليوم العالمي لآدا لوفلايس “The Lovelace day” – الذي يحتفل به كل يوم الثلاثاء الثاني من تشرين الأول/أكتوبر وعن تجربتها الخاصة كامرأة تعمل في مجال التكنولوجيا للرسوم المتحركة الرقمية.

(يتبع مقتطفات من المقابلة)

ما الذي جذبك إلى قصة لوفلايس وباباج؟

لقد كانت محض صدفة، كنت أجلس في حانة مع صديقتي Suw Charman، التي كانت تحتفل ب “The Lovelace day”، عندما اقترحت على أن أقوم بإنشاء مدونة.

لم أكن أرى نفسي كامرأة عالمة بالتكنولوجيا كنت أعمل على أجهزة الحاسوب ولكن على مضض شديد.

قمت بكتابة مجلة هزلية عن السيرة الذاتية ل Lovelace و Babbage خلال ليلتين، وقد حظيَت فيما بعد بإقبال شديد.

وأصبحتُ لاحقًا مفتونة بهذه القصة ووقعت تمامًا في حب Lovelace و . Babbageومنذ ذلك الوقت، أصبحت لقصتهما حياة خاصة.

ما الفكرة الكامنة وراء اليوم العالمي للوفلايس “The Lovelace day” ؟

لست مرتبطة رسميًا بهذا اليوم، ولكن مجرد إغراق الانترنت بمدونات عن إنجازات النساء الرائعة (في العلوم والتكنولوجيا) يمكنه أن يحدث نقلة نوعية في الإدراك الحسي.

هناك أعداد هائلة من النساء اللواتي يقمن بمختلف الأمور والانجازات، وهذا اليوم سيلهمهن ليقلن في أنفسهن أنا لست بغريبة الأطوار .

كيف ترتبط قصة آدا لوفلايس بالنساء في مجال العلوم اليوم؟

لقد كان من الصعب المشي في طريق مستقيم وضيق واتباع المسار المثالي كما اضطرت أن تفعل ذلك نساء القرن التاسع عشر.

تذكرني لوفلايس بالامرأة المعاصرة وعلاقتها مع العلم حتى أنها كانت في حالة صراع مع الذات في هذا الموضوع (ففكرت) هل أريد الخوض في العلوم الإنسانية، أم أني أريد دراسة الرياضيات؟.

لقد كانت تدرك غرابتها لكونها عالمة بالرياضيات وتعرف أنه ليس من المفترض بها أن تدخل في هذا المجال مما كان أمرًا صعبًا عليها على الصعيد النفسي.

وأعتقد أن الكثير من النساء يعرفن ذلك الشعور بالحاجة إلى القيام بكل شيء بشكل صحيح والشعور بانعدام الثقة بالنفس فيما يتعلق بالعلم.

هل شعرت بهذا شخصيًا كونك امرأة متخصصة في علوم الحاسوب؟

أعتقد أن هذا ما دفعني للابتعاد عن العمل على الحاسوب لفترة طويلة، لقد كنت واعية لما أفعله بشدة لدرجة جعلت العمل صعبًأ جدًا. تملكني الشعور بأني لست مواطنة أصلية وأنني في أراضي العدو. إنه شعور خفي، لكنني أعتقد أنه مصدر قوة كبير عند التعرض للمصاعب.

هل ترين أن الأمور في تحسن؟

إني أقوم بتعليم الرسوم المتحركة. وكل سنة يزداد عدد الفتيات من طلابي وهن ماهرات جدًا، ليس فقط في مجال الرسوم المتحركة، بل وأيضًا في مجال التكنولوجيا والقرصنة وما إلى ذلك.

لذلك فإني أرى بالتأكيد تحولًا كبيرًا في مجال عملي، مما يدعو إلى التفاؤل بشدة.

لقد قلت أنك تعملين على الحاسوب على مضض، فما الذي يعجبك في المحرك التحليلي لباباج؟

إن هذا الأمر مجرد من الحواسيب التي لا أحبها كثيرا.

بينما أنا أحب المحرك التحليلي لأنك يمكن أن ترى كل جزء منه، وتفهم ماهية عمله. إنه مجرد وسيلة أكثر سهولة لاستيعاب كل هذه المفاهيم.

على سبيل المثال، أنا أحب الطبول، لا أحد يتحدث عن الطبول، التي هي أكثر الأمور روعًة بالنسبة لي.

أحبها لأن من الواضح أنها تطورت من صندوق الموسيقى أو الأرغن اليدوي (آلة موسيقية)، مع العصي وكل شيء، يعجبني الصدى الذي تحدثه.

هي أشياء جميلة وذكية، كذلك المحرك التحليلي حيث أن بطاقة واحدة ستسمح لك بتشغيل سلسلة في غاية من التعقيد من الرافعات.

إنه لأمر ممتع حقًأ.

في العصر الحديث، يتم التعارف على عمل Lovelace كرائدة في برامج الكمبيوتر.

فهل كانت إنجازاتها معترف بها حين كانت على قيد الحياة؟

منذ بضعة أيام، وجدت نعيًا ل Lovelace في دورية كندية من عام 1852، مما كان أمرًا غريبًـا، إذ قام بالتركيز فقط على مقالها في المحرك التحليلي.

لقد شعرت بالسرور.

كل الناس الآخرين تذكروا: أنها ابنة بايرون ولم يذكر أحد إنجازاتها في الرياضيات.


إعداد: ديانا نعوس
تدقيق بدر الفراك
المصدر